Page 253 - m
P. 253

‫‪251‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

     ‫رشاد رشدي‬                     ‫درية شفيق‬

               ‫العالمية والمحلية‪.‬‬   ‫تبنتها هدى شعراوى في المرحلة‬    ‫البنات أصبح فى هذه الفترة جا ًّدا‪،‬‬
‫فى الجامعة كانت أول فتاة تلتحق‬      ‫الثانوية حتى دخلت كلية الآداب‬    ‫فلم يكن الأب فى حاجة لإرسالها‬
                                                                    ‫للندن مثل أختيها كريمة وعزيزة‪.‬‬
   ‫بقسم اللغة الإنجليزية وكان‬          ‫جامعة فؤاد الأول عام ‪،1931‬‬
 ‫يطلق عليه قسم سبعة ونص أي‬          ‫وجمعها قدرها بزملاء في الدفعة‬       ‫فى السنة الأولى رسبت أمينة‬
‫سبعة أولاد وبنت واحدة‪ .‬فتقول‪:‬‬                                          ‫فى جميع المواد‪ ،‬لكن هذا دفعها‬
                                         ‫نفسها‪ ،‬منهم‪ :‬لويس عوض‬          ‫للحرص على التفوق والنجاح‪.‬‬
      ‫الكتابة بلا شك هى عشقى‬           ‫ورشاد رشدى ومحمد فتحى‬        ‫انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة شبرا‬
 ‫الأول‪ ..‬فعندما كان يحدث شيء‬        ‫ومصطفى أمين وغيرهم‪ ،‬وعميد‬          ‫الثانوية للبنات‪ ،‬وهذه المدرسة‬
  ‫ما يحزننى من أى أستاذ‪ ،‬أقوم‬      ‫الكلية الدكتور طه حسين‪ ..‬وسط‬
 ‫بكتابة نقد لاذع له في كراستى‪،‬‬     ‫هؤلاء شب عودها وتك َّون فكرها‪..‬‬         ‫كانت تدرس نفس المناهج‬
 ‫وكنت أجعل زميلاتى يقرأن هذا‬        ‫وبدأت تهتدي كيف تضع قدمها‬           ‫والمقررات التى تدرس للبنين‬
                                        ‫على الطريق من حيث المبادئ‬       ‫فى ذلك الوقت‪ .‬وتعرفت وهى‬
    ‫النقد‪ ..‬وأكتفى بذلك من باب‬      ‫والمعتقدات‪ ،‬اقتنعنت بأفكار هدى‬   ‫دون الخامسة عشرة على السيدة‬
    ‫الأدب‪ ،‬لكن الأمر لم يخل من‬      ‫شعراوى ‪ ..‬فآمنت بها‪ ،‬وجعلتها‬      ‫(هدى شعراوى)‪ ،‬والتى قدمتها‬
 ‫مفاجآت‪ ..‬فكانت بعض زميلاتى‬                                         ‫إليها السيدة أنصاف سرى المربية‬
 ‫تقوم بإبلاغ الأستاذ بما أكتبه‪..‬‬         ‫مثلها الأعلى‪ ،‬فجعلتها هدى‬      ‫الفاضلة التى احتضنت تفوق‬
   ‫فيبحث عنه في حقيبتى‪ ،‬وكان‬          ‫شعراوي سكرتير عام الاتحاد‬          ‫أمينة السعيد‪ ،‬ورأت إمكانية‬
     ‫بعض المدرسين يعاقبوننى‪.‬‬         ‫النسائى وهى في مرحلة مبكرة‬      ‫تطور موهبتها وقدرتها‪ .‬حافظت‬
   ‫والبعض الأخر يناقشنى فيما‬        ‫من حياتها‪ ..‬وظلت بجانبها حتى‬     ‫أمينة السعيد على ارتباطها بهدى‬
 ‫كتبت‪ .‬وأثناء دراستى بالجامعة‬        ‫شب عودها وتبلورت أفكارها‪..‬‬      ‫شعراوى‪ ،‬واستمرت على نهجها‪،‬‬
  ‫بدأت حياتى الصحفية‪ ،‬التحقت‬                                             ‫وربطت قضية المرأة بقضية‬
 ‫بصحيفة كوكب الشرق الوفدية‬               ‫واصطحبتها معها في معظم‬
    ‫فى أواسط الثلاثينيات‪ ،‬وكان‬       ‫المؤتمرات الدولية‪ ،‬تعرض وجه‬                            ‫الوطن‪.‬‬

                                        ‫مصر في العديد من القضايا‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258