Page 261 - m
P. 261
259 ثقافات وفنون
كتب
النقد الإيكولوجي
من الجمال إلى
د.سعد التميمي
(العراق) المعرفة ..
قراءة في (الليل
سيترك باب المقهى)
لمحمد البريكي
تقدمه القراءة الخضراء التي الذي يمتزج بالأحوال الحياتية يهتم النقد الأيكولوجي (البيئي)
يطرحها النقد الأيكولوجي والتفاصيل النفسية ،والمرجعية
الثقافية للأديب ،وهذا ما أشارت بدراسة الخطاب الأدبي والإبداعي
(البيئي) الذي ظهر في ستينيات إليه مدام دي ستايل بأن الأدب على وفق نظرية بيئية إيكولوجية،
القرن الماضي بعد التحول الذي صورة للمجتمع ولفهمه لا بد من تهتم بمكانة البيئة أو الطبيعة أو
طرأ على الثقافة والمعرفة تحت الاستعانة بدراسة التاريخ ،أما
مظلة فلسفة ما بعد الحداثة ،إذ هيبوليت تين فقد عد البيئة أحد المكان أو الأرض أو الحياة التي
يبحث عن علاقة الأديب بالبيئة، ثلاثة عناصر مؤثرة في الأدب، يعالجها الإبداع الأدبي والفني،
بما يحقق المصلحة لهما ،فالأدب
فلا يمكن أن نعزل الأدب عن بالقراءة والفحص والدراسة
الذي يتغني بالبيئة ويتصدى بيئته ،ويرى غرين بلات أن الأدب التنظير والتحليل لرصد الرؤى
للدفاع عنها هو أدب بيئي ،فلا بشكل عام أحد الممارسات الثقافية التي يريد المثقف والمبدع التعبير
يكفي الأديب أن يتخذ من البيئة عنها ُت َجاه البيئة ليكون خطا ًبا
رم ًزا جماليًّا يحقق الدهشة في في مستوى البنية الفوقية ،يعبر متماهيًا مع ما تقدمه الحركات
المتلقي على طريقة الرومانسيين، من خلاله عن مجموع المعتقدات والجمعيات والمنظمات والنوادي
بل يحاول أن يبث روح التفاعل والتجارب الجمعية ،وهو وسيط الداعية إلى الاهتمام بالبيئة ،بعد
بين المتلقي والبيئة ويشجعه على في شكل جمالي ،والنص الأدبي تفشي ظاهرة التلوث في العالم،
الحفاظ عليها بوصفها بوصلة غير مستقل عن السياق التاريخي
للتوازن بين الأرض والإنسان، فمن المعروف أن الأدب ابن
والثقافي الذي ينتجه ،وهذا ما بيئته إذ تربطهما علاقة وثيقة،
وهذا ما يتضح في العمل الأدبي