Page 165 - مقرر السياحة الداخلية والخارجية_Neat1سياحه ثان
P. 165
إن ترسيخ الثقافة والوعي السياحيين واجب على هذه المؤسسات القيام به نظرا
لأهميتها وثقلها الكبير وكذل قدرتها على التعبئة والتأثير ،فتقديم مادة علمية خصبة
ومتنوعة وفنية ومثقلة بقيم إنسانية كونية* ،والحث على ضرورة التحلي بثقافة
السياحة والتنقل والتبادل والتداول كفيل بغرن قيم ثقافية سياحية ما دامت هذه الأخيرة
تقتضي التحلي بقيم تقبل ايخر والر بة في التعرف على ثقافته ابتغاء المتعة وإبباع
الفضول المعرفي ،و ل هو الأسان الفكري والفلسفي العميق للثقافة السياحية كذل
يجب أن لا يقتصر دور الجامعات والمعاهد على إعداد الإطارات السياحية فقة بل
يجب أن يتعدى ل إلى إعداد مواطنين مثقفين سياحيا ومتقبلين لنشاط السياحة
ومتفهمين لأهدافها العميقة و ل بإدراجها في مناهجهم ومنظومتهم التي يدرسونها
وكذل إدراج السياحة والثقافة السياحية كمقاييس علمية للنقاش وتبادل الأفكار حول
هكذا مواضع من خلال ملتقيات ومحاضرات وندوات ووربات تكوينية ....إلخ.
-3المؤسسة الدينية:
تلعب المؤسسات الدينية دورا كبيرا في المجتمعات البشرية عموما قد يتجاوز الدور
الذي تلعبه مؤسسات صناعة الوعي الأخرى ،التي تبقى وضعية أي من صنع الإنسان
لذا لا تعامل بالجدية والهيبة التي تعامل بها المؤسسة الدينية التي تحترم عقائديا
لتعاليها وسموها ،و ل ما يعطيها أهمية بالغة في نشر الثقافة السياحية وتوجيهها
إيجابا أو سلبا وقدرتها على ضبة المعايير والقوانين والأحكام التي تحدد سلوكيات
الأفراد(وتصرفاتهم وفقا لما يقرره رجال الدين ،فإ ا ما أسقطنا المعطيات السالفة
على مفهوم الثقافة السياحية وترسيخها في المجتمع نجد أن للمؤسسات الدينية من
مساجد وزوايا و يرها سلطة قاهرة ويد سحرية تسمم لها بزرع الثقافة أي كان
نوعها بما في ل السياحية وتحبيبها وتر يبها بسهولة مقارنة بالمؤسسات الأخرى،
و ل يتطلب فهما تاريخيا وعقلانيا لما تحتويه النصوص المقدسة من أحكام والتحرر
من المفاهيم القديمة لها ،فالأديان جوهرها ومقاصدها أخلاقي قيمي ،فهي منظومات
قيمية تدعوا إلى كل ما يذكي قيم التعارف والتسامم والتواصل بين بني البشر
والسياحة في جوهرها تدعوا إلى ل ،إ ن فلا اختلاف بينهما والسبيل الوحيد لترسيخ
الثقافة السياحية عبر المؤسسات الدينية هو تعليم الأفراد وإكسابهم ثقافة دينية إنسانية
وقيمية وكونية.
165