Page 162 - مقرر السياحة الداخلية والخارجية_Neat1سياحه ثان
P. 162

‫فالاختلاف الديني والعرقي واللغوي لا ينفي وجود تواصل بين المجتمعات بواسطة‬
 ‫السياحة ولكن إ ا وفقة إ ا تحلت الدول والمؤسسات المضيفة بالثقافة السياحية وكذل‬

‫السائم الزائر من جهة أخرى‪ ،‬والملاحظ أن المجتمعات الأكثر تسامحا وتعايشا هي‬
‫التي يتميز أفرادها بحيوية وديناميكية السفر وحب الاستكشاف والتعرف على ايخر‬
‫وكذل قبوله عكس المجتمعات المنغلقة والأكثر تعصبا ورفضا للآخر‪ ،‬وهنا تتجلى‬

                            ‫أهمية الثقافة السياحية في دورها التربوي والتعليمي‪.‬‬

                                                          ‫‪-2‬ثقافيا واجتماعيا‪:‬‬
‫للثقافة السياحية أهمية كبيرة على المستوى الثقافي‪ ،‬وتتجلى أدوارها في هذا المجال‬
‫في تحقيق التناسق بين الفضاءات الثقافية المختلفة من حيث المعايير والمظاهر‬
‫والمميزات مما يساهم في التخفيف من حدة المظاهر السلبية كالعنف والتعصب‬
‫ورفض ايخر والتمس الأعمى بالهوية‪ ،‬فالسياحة ليست مجرد حركة أبخاص‪ ،‬بل‬
‫هي حركة أفكار كذل وقيم وعادات وسلوكيات وأديان ‪...‬إلخ‪ ،‬كذل هي التقاء‬
‫أساليب وأنماط عي مختلفة وفلسفات حياة متمايزة‪ ،‬إنها حركة إنسانية‪ ،‬وتمثلها‬
‫واستيعابها من قبل مجتمع مثقف سياحيا ومتفتم على ايخر من بأنه أن يسهم في‬
‫تكريس روح الحوار والتواصل والتفاعل والتداول‪ ،‬ولما كانت الثقافة بمفهومها العام‬
‫هي سلوكيات وأ واق فإن من بأن الثقافة السياحية أن تنعكس إيجابيا على أ واق‬
‫النان وسلوكياتهم‪ ،‬فترفع من مستواها وتهذب الأ واق وترقي الأ هان على‬

                                                 ‫المستويين الفردي والجماعي‪.‬‬
‫كذل تساهم الثقافة السياحية في فهم التراث وتنميته‪ ،‬فالتراث الحضاري لأي دولة‬
‫هو اكرتها التاريخية والحفا عليها مهمة تقوم بها الثقافة السياحية بمختلف برامجها‬
‫وتخطيطها القائم على الدراسة المتأنية والمتعمقة‪ ،‬كما تساهم الثقافة السياحية في‬
‫التغييرح التغيير الذي يحتاجه المجتمع بين حين وآخر و ل في أنماط العلاقات‬

                          ‫الاجتماعية‪ ،‬وفي هذا الإطار يؤكد أحد الباحثين ما يلي‪:‬‬
‫"إن السياحة لها دور فاعلا ومهما في العلاقات الإنسانية لأنها اهرة طبيعية نابعة‬
‫أصلا من طبيعة الإنسان وفطرته وما تحتويها من رائز وحوان منذ خلقهل وهنا‬

                                                      ‫‪162‬‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167