Page 168 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 168
العـدد ١٩ 168
يوليو ٢٠٢٠ الصينيون هم المذنبون..
دولتنا ليست فعالة ولا تؤدي
كان هذا بمثابة تذكير شديد مستوى أكثر عمومية،
اللهجة لكيفية المحافظة على تصارحنا الأوبئة الفيروسية واجبها)؛ ثم أتت بعد ذلك
بمدى عرضية حياتنا وخلوها مرحلة «المساومة» (حسنًا،
الوجود البشري ،وإشارة من المعنى :فبغض النظر عن
إلى أنه على الرغم من كل مدى روعة الصروح الروحية هناك بعض الضحايا من
قدراتنا الهائلة على تحويل المرض ،لكنه أقل خطورة من
الطبيعة ،فإن البشرية ليست التي يمكننا ،كإنسانية،
تشييدها ،فإن الطوارئ مرض السارس -فيروس
إلا مجرد نوع آخر من الطبيعية ،التافهة ،والعمياء متلازمة الالتهاب التنفسي
أنواع عديدة من الكائنات -مثل فيروس أو كويكب
الحية .إن الأثر الاجتماعي يهدد وجودنا -يمكن أن الحاد -ويمكننا الحد من
والاقتصادي الكارثي للغاية تنهي كل شيء ،ناهيك عن ضرره)؛ وإذا لم يفلح ،تنشأ
لمثل هذا الانفجار الطفيف، تلوث البيئة الذي نشارك فيه
يرجع إلى هشاشة -إلى حد بالتالي مرحلة الاكتئاب
ما -إلى التطور التكنولوجي جمي ًعا دون قصد. (دعونا لا نخدع أنفسنا،
الذي وصلنا إليه في مجال فنحن جمي ًعا محكوم علينا
()6 بالمرض وتفشي الوباء)..
الطيران .فقبل قرن من فيروس الأيديولوجيا لكن المهم هنا هو كيف
الزمان ،كان لانفجار كهذا ستبدو المرحلة الأخيرة من
أن يحدث دون أن يلاحظه أحد التساؤلات المهمة القبول؟ لكن الحقيقة الغريبة
أحد .وبالتالي فإن التطور التي أثارتها جائحة فيروس هي أن هذا الوباء يعرض
التكنولوجي رغم أنه يساهم سمة مشتركة مع أحدث
في جعلنا أكثر استقلالية كورونا ،حتى بالنسبة موجة من الاحتجاجات
عن الطبيعة ،فإنه يجعلنا لمراقب مثلي ليس لديه إلا الاجتماعية في أماكن مثل
في الوقت نفسه -لكن على فرنسا وهونغ كونغ ،فهي
مستوى مختلف -أكثر تبعية قدر محدود من البيانات
لأهواء الطبيعة وتقلباتها. عنها :إلى أي مدى ستنتهي لا تنفجر ثم تزول ،بل
وينطبق الشيء نفسه على تستمر وتجلب الخوف الدائم
انتشار فيروس كورونا :فلو الإحصائيات؟ وأين تبدأ
كان قد حدث قبل إصلاحات الأيديولوجيا؟ والهشاشة في حياتنا.
الزعيم الصيني «دينج شياو- ما يجب علينا مصارحة
بينج» الاقتصادية ،فربما لم من المفارقات التي أنفسنا به هو أن هناك ما
نعايشها في مثل هذه الأيام
نكن حتى لنسمع به. يمكن تسميته «بالطبقة
لكن الشيء المؤكد حتى هي أنه كلما زاد الاتصال الفرعية من الحياة» (Sub-
الآن ،هو أن العزل وحده، المباشر بين عالمنا ،أدت
وبناء جدران جديدة ،وزيادة الكوارث المحلية إلى إثارة )Layer of Life؛ أعني
أماكن الحجر الصحي ،لن الخوف العالمي وفي نهاية الحياة غير الميتة ،التافهة،
تكون كافية لمواجهة الوباء المطاف إلى زيادة الكوارث التي نعيشها بسبب تهديد
ولن تؤدي المهمة المطلوبة. العالمية .في ربيع عام ،2010 فيروس كورونا وغيرها من
فعلاوة على ذلك هناك حاجة أوقفت سحابة غبار أتت من الفيروسات الأخرى .هذه
ماسة إلى تضامن كامل غير ثوران بركاني بسيط في الطبقة كانت موجودة دائ ًما
مشروط واستجابة منسقة أيسلندا (مع اضطراب طفيف
في آلية الحياة المعقدة على وستظل معنا دائ ًما كظل
الأرض) -أوقفت سحاب ُة قاتم ،مظلم ،وهي تشكل
غبار لا ُتذكر الحرك َة الجوية تهدي ًدا لبقائنا ،وتنفجر في
في معظم أنحاء أوروبا. لحظة غير متوقعة .وعلى