Page 166 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 166

‫الحرية‪ ،‬و«الشيوعيين» بأنهم‬                                    ‫العـدد ‪١٩‬‬                           ‫‪166‬‬
  ‫أولئك الذين يؤمنون بأنه لا‬
                                                                               ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬    ‫الضرورة‪ .‬وقد كانت الدول‬
    ‫يمكننا إنقاذ تلك الحريات‬                                                                  ‫قادرة على القيام بذلك في‬
   ‫إلا بالتغيرات الجذرية لأن‬         ‫قال رئيس الوزراء المجري‪،‬‬                              ‫ظروف الحرب‪ ،‬ونحن نقترب‬
‫الرأسمالية العالمية تقترب من‬               ‫«فيكتور أوربان»‪ ،‬في‬                                 ‫الآن بشكل فعال من حالة‬
  ‫أزمة‪ ،‬فعندئذ يجب اليوم أن‬
 ‫نقول إننا نحن الذين ما زلنا‬         ‫حديث له‪« :‬لا يوجد شخص‬                                               ‫الحرب الطبية‪.‬‬
    ‫نصر على أننا شيوعيون‪،‬‬               ‫ليبرالي‪ .‬فالليبرالي ليس‬                            ‫يجب ألا نخشى التعامل مع‬
     ‫ليبراليون حاصلون على‬                ‫أكثر من شيوعي حاصل‬                                 ‫الآثار الجانبية المحتملة لهذا‬
     ‫شهادة دبلوم؛ ليبراليون‬            ‫على دبلوم»‪ .‬لكن ماذا لو‬                              ‫الوباء‪ .‬أحد العلامات البارزة‬
   ‫درسوا بجدية سبب تهديد‬
    ‫قيمنا الليبرالية وأصبحوا‬          ‫كان العكس صحي ًحا؟ إذا‬                                 ‫لاستمرار الوباء هم الركاب‬
  ‫واعين بأن التغيير الجذري‬           ‫وصفنا «الليبراليين» بأنهم‬                                  ‫المحاصرون في الحجر‬
  ‫فقط هو الذي يمكن أن ينقذ‬          ‫دعاة الحرية‪ ،‬و«الشيوعيين»‬                                   ‫الصحي على متن السفن‬
                                    ‫بأنهم أولئك الذين يؤمنون‬
      ‫هذه القيم من الضياع‪.‬‬                                                                    ‫السياحية الكبيرة‪ .‬قد يقول‬
                                        ‫بأنه لا يمكننا إنقاذ تلك‬                               ‫بعض الساديين‪ :‬أنا ومن‬
                 ‫(‪)5‬‬                       ‫الحريات إلا بالتغيرات‬
                                                                                           ‫بعدي الطوفان! على الرغم من‬
 ‫المراحل الخمسة للأوبئة‬                  ‫الجذرية لأن الرأسمالية‬                            ‫أننا يجب أن نكون حذرين من‬
     ‫ربما كان الشيء الذي‬               ‫العالمية تقترب من أزمة‬                              ‫أن السفر إلى الجزر المنعزلة‬

‫يتعين علينا أن نتعلمه بالنسبة‬                     ‫فيكتور أوربان‬                                ‫أو المنتجعات الأخرى لن‬
‫لردود أفعالنا تجاه هذا الوباء‪،‬‬                                                             ‫يصبح كما كان الملاذ الوحيد‬
‫هو ما طرحته الطبيبة النفسية‬                                                                 ‫أمام القلة الثرية‪ .‬فالمتنزهات‬
                                                                                            ‫تتحول الآن إلى مدن منعزلة‬
     ‫«إليزابيث كوبلر روس»‬
      ‫(‪Elisabeth Kübler-‬‬                                                                     ‫تسكنها الأشباح‪ ،‬لا يمكنني‬
       ‫‪)Ross‬؛ حيث اقترحت‬                                                                     ‫أن أتخيل مكا ًنا جمي ًل‪ ،‬لكنه‬
   ‫في كتابها الأشهر «الموت‬
      ‫والوفاة» ‪ 1969‬مخط ًطا‬                                                                    ‫كئيب ورتيب وتافه‪ ،‬أكثر‬
      ‫للمراحل الخمس لردود‬                                                                    ‫من مدينة «ديزني لاند» في‬
   ‫فعلنا عندما نعلم أن مر ًضا‬                                                                 ‫كاليفورنيا‪ .‬ورغم أن إنتاج‬
     ‫عضا ًل قد َأ َل َّم بنا‪ ،‬وهذه‬                                                         ‫السيارات يتأثر بشكل خطير‪،‬‬
‫المراحل هي‪ :‬مرحلة «الإنكار»‬                                                                ‫فإن لسان حال البعض يقول‪:‬‬
 ‫(حيث نرفض ببساطة قبول‬                                                                        ‫حسنًا‪ ،‬قد يجبرنا هذا على‬
    ‫الحقيقة‪« :‬هذا لا يمكن أن‬
   ‫يحدث بالنسبة لي»)؛ تليها‬                                                                     ‫التفكير في بدائل هوسنا‬
     ‫مرحلة «الغضب» (الذي‬                                                                     ‫بالمركبات الفردية‪ .‬والقائمة‬
     ‫ينفجر عندما لا نستطيع‬
    ‫إنكار هذه الحقيقة‪« :‬كيف‬                                                                              ‫تطول وتطول‪.‬‬
  ‫يمكن أن يحدث هذا لي؟»)؛‬                                                                          ‫قال رئيس الوزراء‬
     ‫تليها مرحلة «المساومة»‬                                                                  ‫المجري‪« ،‬فيكتور أوربان»‪،‬‬
                                                                                                 ‫في حديث له‪« :‬لا يوجد‬
                                                                                              ‫شخص ليبرالي‪ .‬فالليبرالي‬
                                                                                           ‫ليس أكثر من شيوعي حاصل‬
                                                                                           ‫على دبلوم»‪ .‬لكن ماذا لو كان‬
                                                                                            ‫العكس صحي ًحا؟ إذا وصفنا‬
                                                                                                ‫«الليبراليين» بأنهم دعاة‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171