Page 184 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 184

‫العـدد ‪١٩‬‬                              ‫‪184‬‬

                                ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫وقت متأخر من يوم الأحد‬
                                                                     ‫‪ 22‬مارس ‪ ،2020‬كتب‬
       ‫العامة تضر بالاقتصاد‬        ‫حتى لو تم القضاء على وباء‬
  ‫الأمريكي‪ ،‬مضي ًفا بأنه يعتقد‬                                    ‫الرئيس الأمريكي «ترامب»‬
 ‫يقينًا أن «الكثير من الأجداد»‬      ‫فيروس كورونا‪ ،‬فإن أوبئة‬      ‫بأحرف كبيرة في تغريدة له‬
                                                                  ‫على تويتر‪« :‬لن نسمح بأن‬
     ‫في جميع أنحاء الولايات‬              ‫أخرى ستظهر‪ ،‬مقترنة‬     ‫يكون العلاج أسوأ من الأزمة‬
     ‫يتفقون معه‪ .‬وقد أضاف‬
 ‫«باتريك» الذي يبلغ من العمر‬       ‫بتهديدات بيئية أخرى‪ ،‬من‬         ‫ذاتها‪ .‬لن نسمح للعلاج أن‬
 ‫‪ 69‬عا ًما‪« :‬رسالتي هي‪ :‬دعنا‬                                    ‫يكون أسوأ من المشكلة‪ .‬وفي‬
  ‫نعود إلى العمل‪ ،‬دعونا نعود‬      ‫الجفاف إلى الجراد‪ ،‬لذا يجب‬
 ‫إلى الحياة‪ ،‬لنكن أذكياء حيال‬                                     ‫نهاية فترة الـ‪ 15‬يو ًما التي‬
‫ذلك‪ ،‬وكل واحد منّا يزيد عمره‬      ‫اتخاذ إجراءات جذرية وقوية‪.‬‬    ‫حددناها‪ ،‬سنتخذ قرا ًرا بشأن‬
    ‫عن ‪ 70‬عا ًما‪ ،‬سنهتم به»‪.‬‬                                     ‫الطريق الذى سنمضي فيه»‪.‬‬
 ‫هذه التصريحات والدعوات‬                 ‫هذه هي النقطة التي‬       ‫ومن جانبه قال نائبه‪« ،‬مايك‬
    ‫كالتي يقول بها «باتريك»؛‬                                    ‫بنس» (‪ ،)Mike Pence‬الذي‬
     ‫ذات طابع وحشي للغاية‪،‬‬             ‫لا يفهمها أولئك الذين‬
‫وعلى حد علمي‪ ،‬فإن المناسبة‬                                           ‫يرأس حاليًا فريق العمل‬
   ‫الوحيدة في الآونة الأخيرة‬        ‫يدعون أن فيروس كورونا‬           ‫الذي شكله البيت الأبيض‬
   ‫التي تم فيها اتباع نهج مثل‬                                      ‫لمكافحة تفشي الفيروس‪،‬‬
     ‫هذا كانت خلال السنوات‬             ‫ليس إلا مجرد مرض آخر‬      ‫قال «مايك بنس» في ساعات‬
   ‫الأخيرة من حكم «نيكولاي‬                                        ‫مبكرة من اليوم نفسه‪« :‬إن‬
  ‫تشاوتشيسكو» في رومانيا‪،‬‬           ‫سيطيح بعدد صغير نسبًّيا‬       ‫المراكز الفيدرالية لمكافحة‬
   ‫عندما تم رفض قبول كبار‬
  ‫السن والمتقاعدين عن العمل‬                         ‫من البشرية‬        ‫الأمراض والوقاية منها‬
‫للعلاج في المستشفيات‪ ،‬مهما‬                                      ‫ستصدر إرشادات وتوجيهات‬
  ‫كانت حالتهم الصحية سيئة‪،‬‬            ‫إن التعامل مع الفيروس‬     ‫غ ًدا الاثنين تساعد الأشخاص‬
   ‫لأنهم لم يعودوا بأي فائدة‬     ‫كتهديد مماثل للحرب العالمية‬
    ‫على المجتمع! إن الرسالة‬                                       ‫المعرضين بالفعل لفيروس‬
‫الكامنة في مثل هذا النهج الذي‬         ‫الثانية «يجب أن يتم في‬    ‫كورونا على العودة إلى العمل‬
‫يقول به «باتريك» واضحة كل‬            ‫ضوء الكشف عن أسبابه‬
 ‫الوضوح‪ :‬الخيار هو بين عدد‬           ‫والمتسببين فيه‪ ،‬قبل أن‬                        ‫عاج ًل»‪.‬‬
    ‫كبير من الأرواح البشرية‪،‬‬    ‫نفرض حلو ًل ربما تكون أكثر‬           ‫كذلك فقد حذرت هيئة‬
    ‫وإن كان لا يحصى‪ ،‬وبين‬          ‫تدمي ًرا من الفيروس ذاته»‪.‬‬
  ‫المحافظة على طريقة الحياة‬       ‫بل وصل الأمر بأحد أعضاء‬                ‫تحرير جريدة «وول‬
  ‫الأمريكية (مع التشبث طب ًعا‬    ‫الحزب الجمهوري‪ ،‬وهو «دان‬         ‫ستريت» من أن «المسئولين‬
   ‫بآليات السوق الحر)‪ .‬ولكن‬         ‫باتريك» (‪،)Dan Patrick‬‬       ‫الفيدراليين بحاجة إلى تعديل‬
    ‫هل هذا هو الخيار الوحيد‬        ‫نائب حاكم ولاية تكساس‪،‬‬
‫الممكن؟ هل نحن بالفعل‪ ،‬حتى‬          ‫وصل به الأمر إلى الإدلاء‬          ‫استراتيجيتهم لمكافحة‬
   ‫في الولايات المتحدة‪ ،‬ليس‬          ‫بتصريحات نقلتها شبكة‬          ‫الفيروسات؛ لتجنب الركود‬
                                    ‫«فوكس نيوز» الأمريكية‪،‬‬
          ‫لدينا خيار مختلف؟‬       ‫يقول فيها إنه يفضل الموت‬           ‫الاقتصادي بحيث يسمح‬
‫بالطبع لا يمكن لدولة ما‪ ،‬أو‬     ‫عن أن يرى الإجراءات الجديدة‬        ‫بتقليص حجم الضرر على‬
                                    ‫الخاصة بتحسين الصحة‬           ‫غرار أزمة ‪.2009 -2008‬‬
                                                                    ‫كذلك قال «بريت ستيفنز»‬
                                                                  ‫(‪ ،)Bret Stephens‬الكاتب‬
                                                                 ‫الصحفي الأمريكي المحافظ‪،‬‬
                                                                  ‫في صحيفة نيويورك تايمز‪،‬‬
                                                                 ‫التي يتابعها ترامب عن كثب‪:‬‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189