Page 189 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 189
189 الملف الثقـافي
بصد ٍق وعمق عن شخصية المتنوعة وإمكانياته الفنية قليلة ج ًّدا الأدوار التي قدمها
الجرسون البسيط الساذج واجتهاده واحتشاده بأعلى أحمد زكي والتي يمكن
الموهوب الباحث عن فرصة، درج ٍة لأداء كل شخصية من
والذي يستميت حين يشعر شخصياته ،ليضيف في كل اعتبارها أقل من مستوى النقد
بإمكانية تحقيق هذه الفرصة.. دور من أدواره تقريبًا لبنة والتحليل
يمكنك وأنت تتابع مشهد في مشروع شديد الطموح
اختباره أمام الفرقة المسرحية لممثل عالي الإمكانيات متف ِّرد
بخفقان قلبه ونبضاته في قدراته وموهبته.
المتسا ِرعة في تلك اللحظات كان أول ظهور له في
مسرحية «حمادة ومها» سنة
العامرة بالأمل والرجاء ،1967ولكن أول عرض
والتطلُّع والقلق ،لتكون بداية جماهيري له من المتاح
تع ُّرف الجمهور عليه كممثل
حقيقي ،لم يكن قبلها يعرفه مشاهدته بسهولة كان
سوى عد ٍد من زملائه الذين بمسرحية «هاللو شلبي»
،1969ومن خلاله استطاع
أدركوا إمكانياته الهائلة. -وهو ما زال طالبًا في المعهد
وتأتي فرصته التالية العالي للفنون المسرحية -أن
يو ِجد لنفسه مكا ًنا وسط
في مسرحية «مدرسة عد ٍد من أكبر نجوم الكوميديا
المشاغبين» ،1973هنالك وعلى رأسهم عبد المنعم
ق َّرر الشاب أن يفعل شيئًا مدبولي وسعيد صالح وعبد
مختل ًفا تما ًما رغم المساحة
المحدودة للدور؛ فهو التلميذ الله فرغلي.
الجاد الوحيد وسط مجموعة لم يتجاوز ظهوره دقائق
من الهزليين ،وهو الفقير معدودة على المسرح ولكنَّه
البائس الوحيد بين المر َّفهين
أبناء الميسورين ..عايش انتزع إعجاب الجمهور
الشخصية بجدية رغم كل ما وضحكاته وتصفيقه بطريقة
أحاط به من تهري ٍج وارتجال. مبتكرة في تقليد الشخصيات
لم ي ْس َع لمجاراتهم في لعبة
البحث عن إفيه أو أن ينافسهم والأصوات والأداء الحركي
في انتزاع الضحكات مع أنه والتعبير الانفعالي ..وإذا
قد سبق له النجاح في هذا..
ق َّرر أحمد زكي أن يحترم كانت مسألة التقليد لا تعني
فنَّه والشخصية التى يؤديها بالضرورة أن صاحبها
وألا يجعلها مسا ًرا للته ُّكم يمتلك قدرات الممثل إلا
والسخرية ،ولكنه تمكن بشدة
من أن يحظى بشفقة الجمهور أن أحمد زكي لم يكن يقلِّد
عليها وتصفيقه له خاصة مظهر الشخصيات فقط ولكن
حين عاتب الناظر لأنه عايره
بتص ُّدقه عليه وعلى أسرته، روحها وإحساسها.
وهو ما عبَّر عنه باقتدار
في صورة محمود المليجي
وصوت حسن البارودي..
ولكنَّه علاوة على ذلك فقد عبَّر