Page 193 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 193

‫‪193‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫تحقيق نجومية زائلة يطويها‬              ‫اللي حيقرر مستقبل وطننا‬               ‫يتم َّكن من إطلاقه كام ًل‬
   ‫النسيان‪ ،‬أو حتى الحصول‬               ‫الله أكبر‪ ،‬وتلتمع عين أحمد‬        ‫لمرضه الشديد ووفاته قبل‬
  ‫على جائزة محلية أو دولية‪،‬‬              ‫زكي بدمعة فرح وترصده‬
 ‫أو تكريم هنا أو هناك‪ ،‬ولكنَّه‬           ‫الكاميرا وهو يهبط سلالم‬                  ‫استكمال مشاهده‪.‬‬
  ‫الطموح الكبير في أن يوجد‬            ‫المنبر‪ ،‬وكأ َّنه طائر تخ َّفف من‬  ‫لم يتر َّدد أحمد زكي بعد كل‬
  ‫لنفسه مكانة في تاريخ الفن‬              ‫أحماله بعد أن تأ َّكد من أن‬
 ‫السينمائي كفنان مهني كبير‬            ‫الشعب يشاركه الحمل الثقيل‪،‬‬          ‫ما ناله من خبرة وما ح َّققه‬
  ‫يسعى إلى الوصول لأقصى‬                                                     ‫من نجاحات‪ ،‬في أن يقوم‬
   ‫درجات التم ُّكن من أدواته‪،‬‬            ‫ولترصد الكاميرا خروجه‬              ‫بدور الزعيم الخالد جمال‬
    ‫ويق ِّدم أكبر قدر ممكن من‬           ‫من المسجد وقد أحاطت به‬          ‫عبد الناصر الذى ما زال ملء‬
                                        ‫الجماهير مهللة‪ ،‬وهو يل ِّوح‬      ‫السمع والبصر والقلب‪ ،‬رغم‬
      ‫الأدوار التي تعكس هذه‬                                               ‫أنه ليس هناك أى وجه شبه‬
                 ‫الإمكانيات‪.‬‬              ‫لهم‪ ،‬ولتثبت الكاميرا على‬        ‫في الملامح بينهما‪ ،‬ولا تعد‬
                                       ‫أحمد زكي راف ًعا يديه محييًا‬        ‫جهود الماكيير هى السبب‬
   ‫وأن يح ِّقق تقد ًما حقيقيًّا‬                                              ‫في تصديقنا للممثِّل لأنه‬
 ‫في هذا الفن يعكس استيعابه‬                ‫الجماهير‪ ،‬ولترصد أقوى‬          ‫اعتمد بالأساس على معايشة‬
                                       ‫لحظة انفعالية ق َّدمها الممثل‪،‬‬    ‫الشخصية ومواقفها بأقصى‬
    ‫واستلهامه لك ِّل ما ح َّققته‬                                            ‫قد ٍر ممكن من المصداقية‬
   ‫الأجيال السابقة في مصر‬                  ‫وربما قدمها فن التمثيل‬           ‫والقدرة على تق ُّمص روح‬
‫والمعاصرة في العالم‪ ،‬فأحمد‬             ‫السينمائي في مصر‪ ،‬وحتى‬                ‫الشخصية وأحاسيسها‪.‬‬
  ‫زكي لم يكن يكفيه أن يكون‬
  ‫فنا ًنا ناج ًحا وكبي ًرا في فنِّه‪،‬‬                  ‫إشعار آخر‪.‬‬              ‫في مشهد النهاية‪ ،‬الذي‬
   ‫ولكنَّه أراد أن يكون خطوة‬           ‫وتتصاعد مغامرة الجريء‬                 ‫يعد من أهم المشاهد في‬
 ‫متق ِّدمة في فن التمثيل‪ ،‬ليس‬         ‫الواثق عندما يؤ ِّدي شخصية‬           ‫تاريخنا السينمائي‪ ،‬يتو َّجه‬
 ‫على مستوى بلده فقط وإنما‬                                                   ‫عبد الناصر لإلقاء خطاب‬
   ‫بدون مزايدة على مستوى‬                ‫السادات رغم توا ُفر الشبه‪،‬‬          ‫في المسجد‪ ،‬وحيث تتابع‬
                                         ‫فمن نجح أن نصدقه كعبد‬            ‫الكاميرا حركة صعود أحمد‬
                     ‫العالم‪.‬‬              ‫الناصر يصعب أن نتقبَّله‬          ‫زكي للمنبر بخطوات مث َقلة‬
     ‫وهو ما أ َّكده له الفنان‬            ‫بعد سنوات قليلة في دور‬             ‫بالهموم‪ ،‬وهو يستند إلى‬
‫العالمي روبرت دى نيرو حين‬                                                   ‫سور سلم المنبر‪ ،‬خطاب‬
   ‫التقاه في مهرجان موسكو‬                  ‫السادات‪ ،‬وهو لا يؤ ِّدى‬         ‫صعب وطويل يستمر لمدة‬
    ‫الذي كان عض ًوا في لجنة‬              ‫السادات في مرحلة عمرية‬             ‫ثمان دقائق على الشاشة‪،‬‬
   ‫تحكيمه‪ ،‬فوصفه بأنه ممثل‬               ‫مح َّددة وإنما يعيشه شا ًّبا‬      ‫يتح َّدث فيه عن الدفاع عن‬
‫عظيم وكبير‪ ،‬بعد مشاهدته في‬                                              ‫حرية مصر والشرف الوطني‪،‬‬
‫فيلم «زوجة رجل مهم» (موقع‬                    ‫مغام ًرا يمارس العمل‬        ‫ويذ ِّكر بتاريخ مصر كمقبر ٍة‬
‫‪ .)First Step Workshop‬كما‬             ‫السياسي‪ ،‬ثم شري ًدا وطري ًدا‪،‬‬        ‫للغزاة‪ ،‬سنقاتل ولن نسلِّم‬
 ‫وصفه العالمي عمر الشريف‬                                                     ‫ولن نعيش عيشة ذليلة‪،‬‬
    ‫بأنه‪« :‬أفضل وأعظم فنَّان‬               ‫ثم أحد رجال الثورة‪ ،‬ثم‬        ‫ويخبرهم كيف أحبط محاولة‬
  ‫في تاريخ السينما المصرية‪،‬‬              ‫أحد كبار رجال الدولة‪ ،‬ثم‬            ‫القضاء على جيش مصر‬
   ‫فهو ممثل عبقري وله رؤية‬                ‫رئي ًسا للجمهورية‪ ،‬وربما‬           ‫واحتلالها‪ ،‬حنحارب من‬
 ‫وحضور ولا أبالغ إذا قلت إن‬           ‫أغرت الممثل الطبيعة الدرامية‬        ‫بيت إلى بيت ومن قرية الى‬
   ‫أحمد زكي أفضل مني ألف‬                  ‫للشخصية‪ ،‬فتح َّول العمل‬           ‫قرية‪ ،‬النهارده ثباتكم هو‬
  ‫مرة» (موقع جريدة الوطن)‬                 ‫إلى ما يشبه الاسكتشات‬
                                      ‫المتَّصلة‪ ،‬فلا يبقى منه سوى‬

                                              ‫الأداء البارع للممثل‪.‬‬
                                         ‫إن طموح أحمد زكي لم‬
                                      ‫يتو َّقف عند حدود النجاح في‬
                                       ‫تقديم شخصية استهوته‪ ،‬أو‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198