Page 196 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 196

‫العـدد ‪١٩‬‬                                  ‫‪196‬‬

                                ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬                             ‫السينما‪ ،‬ولكم حق‪ ،‬بس أنا‬
                                                                     ‫باقولك يا أستاذ ممدوح بكره‬
  ‫تحقيق أحلامه‪ ،‬فالغضب أو‬       ‫أي نجاح‪ ،‬بعدها بثلاث سنوات‬           ‫تندموا وتجروا ورايا وتعرفوا‬
 ‫الطاقة الكبيرة التي تملأ أحمد‬   ‫ترشح للقيام بدور متولي في‬
  ‫زكي ستدفعه دو ًما لبذل كل‬        ‫فيلم «شفيقة ومتولي» بدعم‬               ‫إن زمن رمسيس نجيب‬
  ‫شيء من أجل تحقيق نبؤته‪،‬‬                                                               ‫انتهى»‪.‬‬
                                    ‫من سعاد حسني وصلاح‬
  ‫وأن يبر بقسمه لنفسه أو ًل‪.‬‬       ‫جاهين‪ ،‬وقد قبل أحمد زكي‬             ‫هذا الموقف ظل ندبة في‬
      ‫يعرف أحمد زكي أنه‬           ‫الدور رغم صغر حجمه‪ ،‬ولم‬             ‫روح أحمد زكي تنغص عليه‬
                                ‫تكن الأيام قد تغيرت كثي ًرا‪ ،‬فقد‬
   ‫موهوب بالتمثيل ولكن لأن‬         ‫أسند دور الجان أو الحليوة‬           ‫من فيلم «موعد على العشاء»‬
‫الموهبة وحدها لا تكفي‪ ،‬فعلى‬         ‫الذي أغوى شفيقة للوسيم‬
                                                                                ‫من مسلسل «الأيام»‬
    ‫زكي أن يثبت للآخرين أنه‬               ‫محمود عبد العزيز‪.‬‬
 ‫أكثر من موهوب‪ ،‬إنه لا يمثل؛‬     ‫هل فكر أحمد زكي في دور‬                  ‫من فيلم «زوجة رجل مهم»‬

    ‫إنه يندمج في الشخصية‪،‬‬          ‫«دياب» أم أن الندبة السابقة‬
‫يبحث عن تفاصيلها الخارجية‬                ‫جعلته أكثر عقلانية؟‬
‫ويغوص في دواخلها فيتقمص‬
                                    ‫ومرت سنوات مثل فيها‬
    ‫روحها وأفكارها ورؤيتها‬       ‫أحمد زكي أمام السندريلا في‬
                     ‫للعالم‪.‬‬    ‫موعد على العشاء‪ ،‬وكان دوره‬
                                  ‫الفقير الذي يرفض الغني أن‬
   ‫وقد نجح أحمد زكي في‬            ‫يأخذ ما يراه ح ًّقا له‪ ،‬فيسلب‬
     ‫لفت الانتباه إلى اجتهاده‬
    ‫ووعيه بأبعاد الشخصيات‬           ‫منه حياته‪ ،‬وفشل فيلمهما‬
                                   ‫الثالث «الدرجة الثالثة»‪ ،‬فقد‬
 ‫التي يقدمها منذ تلبسته روح‬       ‫رفض الجمهور الخلطة الفنية‬
  ‫العميد في مسلسل «الأيام»‪،‬‬      ‫الجديدة ولم يهضم الإسقطات‬
 ‫فرغم أن السينما قدمت قصة‬
‫عميد الأدب العربي طه حسين‬                          ‫والرموز‪.‬‬
‫في فيلم «قاهر الظلام» وجسد‬         ‫ومرت السنوات‪ ..‬وعندما‬
                                 ‫تحقق وعد أحمد زكي وأصبح‬
    ‫محمود ياسين الشخصية‬           ‫نج ًما يطلب رضاه المنتجون‪،‬‬
 ‫نفسها‪ ،‬إلا «طه حسين» يبقى‬
                                      ‫لم تعد سعاد حسني هي‬
    ‫في الوعي الجمعي مرتب ًطا‬         ‫السندريلا‪ ،‬صارت سيدة‬
 ‫بطه أحمد زكي‪ ،‬استطاع زكي‬            ‫خمسينية مثقلة بالاكتئاب‬
                                  ‫وآلام العمود الفقري‪ .‬وصار‬
     ‫أن يجسد في أدائه العمى‬       ‫هناك بطلات أخريات يعتلين‬
    ‫والاضطراب والخوف من‬           ‫العرش‪ .‬فالحياة لا تمنحنا ما‬
  ‫المجهول مختلطين بالكبرياء‬     ‫نريد تما ًما‪ ،‬بل تمنحنا أحيا ًنا ما‬
    ‫وروح التحدي‪ ،‬جسد هذه‬         ‫نريد وقتما تريد‪ ،‬وعندما تفقد‬
 ‫المعاني‪ ،‬في حركات يده التي‬
‫تتحرك دائ ًما أمامه وهي تختبر‬                 ‫الأشياء معناها‪.‬‬
  ‫العالم الذي لا يعرف أبعاده‪،‬‬     ‫رد فعل أحمد زكي العنيف‬
    ‫التفاتات رأسه ورقبته في‬
‫اتجاه الصوت الذي يسمعه ولا‬         ‫تجاه نفسه الذي وصل إلى‬
                                  ‫الإيذاء البدني سيكون مدخ ًل‬
               ‫يرى صاحبه‪.‬‬         ‫لما يمكن أن يقوم به من أجل‬
    ‫يقول الممثل البريطاني‬
 ‫سير مايكل كين في كتاب فن‬
   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201