Page 201 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 201

‫غضب أحمد زكي عندما نشر الناقد‬                                    ‫الكاتبة سناء البيسي أنه‬
   ‫سمير فريد مقاًل عن فيلم «الهروب»‬                                 ‫استبد به الغضب فجأة أثناء‬
 ‫أشاد بعبقرية أداء أحمد زكي في عدد‬                                ‫تصوير مسلسل هو وهي بعد‬
    ‫من الأفلام وأشار إلى افتقاده لهذه‬                                ‫أن اكتشف أن غالبية أبطال‬
   ‫العبقرية في أدوار البواب والسماك‪،‬‬                                 ‫الحلقات من الرجال ظهرت‬
‫والدونجوان‪ ،‬وكان رده على ذلك‪« :‬إنها‬                               ‫خيانتهم‪ ،‬فقال لصلاح جاهين‬
                                                                  ‫«لقد استطاعت سناء من وراء‬
     ‫أدوار أنفس بها عن طاقتي بعي ًدا‬                             ‫ظهورنا جمي ًعا نحن المشتركين‬
 ‫عن المخرجين العباقرة الذين لا يرون‬                                 ‫من الرجال التسلل بنظريتها‬
                                                                  ‫تلك بمنتهي النعومة والخباثة‪،‬‬
     ‫في الممثل إلا قطعة من الصلصال‪،‬‬                                ‫وأنقدنا كلنا خلفها دون وعي‬
   ‫يشكلونها دون إرادته وكأنه دمية»‬                                  ‫نحقق وجهة نظرها‪ ،‬يا نهار‬
                                                                  ‫أسود‪ ..‬لا وأب ًدا‪ ،‬أنا ماشي‪ ،‬لن‬
     ‫وانتشر في هوليوود من‬           ‫إلى حجب الموضوعية عنه‪،‬‬          ‫أكمل هذا المسلسل المسيء‬
  ‫خلال استوديو الممثل الذي‬       ‫فحلمه بتجسيد شخصية «عبد‬           ‫للرجال»‪ ،‬لكن صلاح جاهين‬
  ‫أسسه في نيويورك المخرج‬          ‫الحليم حافظ»‪ ،‬جعله لا يدرك‬       ‫استطاع تهدئته بعدما قدم له‬
  ‫إيليا كازان عام ‪ ،1947‬وهذا‬
 ‫الاستوديو لم يكن يسمح في‬          ‫أن السن والمرض أقوى من‬                              ‫أغنية‪:‬‬
   ‫عضويته سوى للمحترفين‬            ‫الرغبة والأحلام‪ ،‬فلم نشاهد‬                    ‫لا لا اثبت‬
‫والمتحققين في مجال التمثيل‬       ‫على الشاشة عبد الحليم حافظ‬        ‫ما تخليش ولا واحد يشمت‬
‫والذين يسعون لتطوير وشحذ‬         ‫في فيلم حليم بل شاهدنا أحمد‬        ‫ارسم على وشك تكشيرة‬
                                   ‫زكي وهو يتألم‪ ،‬وهو يعاني‬      ‫واوعى تلف بجرحك تشحت‪..‬‬
      ‫قدراتهم التمثيلية‪ ،‬ومن‬       ‫ويصارع المرض‪ ،‬واستغلته‬            ‫البنت في تفسير الأحلام‬
 ‫أشهرهم‪ :‬الأسطورة مارلون‬                                                  ‫دنيا سبحان العلام‬
                                      ‫شركة الانتاج تحت غطاء‬      ‫الأنثى خلاص‪ ..‬الغاء‪ ،‬إعدام‪..‬‬
                    ‫براندو‪.‬‬      ‫تحقيق حلمه‪ ،‬وأن التمثيل كان‬         ‫غشاشة من ضلع أعوج‪،‬‬
    ‫أ ًّيا كان ما قام به أحمد‬                                     ‫وزي البحر في قلبه ضلام‪.‬‬
‫زكي عن دراسة أو عن اجتهاد‬          ‫يرفع روحه المعنوية‪ ،‬وكلها‬         ‫هل ظهور نماذج لرجال‬
      ‫فردي؛ فهو يعكس حالة‬         ‫مبررات واهية‪ ،‬تدل على عدم‬         ‫خائنين يدين كل الرجال أو‬
     ‫التردي الفني في السينما‬                                      ‫يسيء إليهم؟ أو ربما يتصور‬
                                       ‫الأمانة وانعدام الضمير‪.‬‬     ‫أحمد زكي أن سلوك الرجال‬
       ‫المصرية‪ ،‬التي لا تجد‬        ‫إن أحمد زكي نجم خدمته‬             ‫فوق النقد وخاصة إذا كان‬
   ‫مؤسسات تدعم المجددين‬            ‫موهبته واجتهاده‪ ،‬وما قدمه‬                 ‫صاد ًرا عن كاتبة‪.‬‬
   ‫فيها‪ ،‬فتبقى كل المحاولات‬        ‫لفن التمثيل ربما كان جدي ًدا‬      ‫وكما أن الجراح القديمة‬
   ‫الجادة لتقديم سينما راقية‬       ‫على السينما المصرية‪ ،‬لكنه‬       ‫تظل تؤرقنا وتفسد علينا كل‬
‫إنسانيًّا وفنيًّا محاولات فردية‬  ‫أسلوب بدأ في السينما العالمية‬       ‫فرح وإنجاز‪ ،‬فإن أحلامنا‬
   ‫عشوائية‪ ،‬تصيب في بعض‬             ‫قبل عقود من خلال التمثيل‬     ‫ورغبتنا في شيء ما قد تعمي‬
  ‫الأحيان وتخيب في معظمها‬         ‫المنهجي الذي ابتكره المخرج‬        ‫بصيرتنا وتدفع بنا للهلاك‪،‬‬
                                                                 ‫لقد أدت رغبة وحلم أحمد زكي‬
                                     ‫الروسي ستانسلافسكي‪..‬‬         ‫في تجسيد شخصيات معينة‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206