Page 204 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 204

‫العـدد ‪١٩‬‬                                  ‫‪204‬‬

                                   ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬                           ‫للتصوير ليلتقيا مرة أخري في‬
                                                                       ‫«التخشيبة» في أول أفلام عاطف‬
‫الديكور في ذلك فأجلسها منفردة‬         ‫صنع أسلوبية بصرية للفيلم‪،‬‬
    ‫على حافة السرير في إضاءة‬       ‫فهو نموذج من الظلم الذي يمكن‬           ‫الطيب مع وحيد حامد‪ ،‬وأول‬
    ‫ظليلة قلي ًل (سيلويت)‪ ،‬فجاء‬    ‫أن يقع فيه أي إنسان بريء‪ ،‬وهو‬         ‫تعاون مع نجومية أحمد زكي‪،‬‬
   ‫التعبير البصري مراد ًفا للحالة‬                                        ‫وإن تكرر التعاون بين الرباعي‬
                                       ‫كما قلت بداية لقاء الطيب مع‬       ‫مرة أخري في فيلم «البريء»‪.‬‬
  ‫النفسية للبطلة في تلك اللحظة‪،‬‬    ‫وحيد حامد حيث قدمت بعد ذلك‬            ‫ويتعاون الطيب وشيمي وزكي‬
 ‫في حجرة نومها كامرأة شريفة‪،‬‬                                              ‫مع مصطفي محرم في الحب‬
                                                   ‫أعمال ناجحة‪.‬‬         ‫فوق هضبة الهرم‪ ،‬ثم يلتقيا مع‬
   ‫فالحجرة تحمل اللون الأبيض‬               ‫لم يكن تصوير الفيلم‬         ‫بشير الديك في «ضد الحكومة»‪.‬‬
‫لون النقاء‪ ،‬وهي في وضع لحظي‬             ‫بالسهولة التي كان يتوقعها‬      ‫تطورت علاقة الطيب وشيمي‬
                                     ‫صناعه‪ ،‬فهو من نوعية الأفلام‬         ‫وزكي وأصبحت أكثر نضو ًجا‬
     ‫يحمل كل هذه الظلال وذلك‬            ‫البوليسية ويتطلب التصوير‬       ‫في أفلامهم التي جاءت بعد ذلك‪.‬‬
 ‫الاضطراب‪ ،‬والوضع الاجتماعي‬          ‫في أماكن حقيقية‪ ،‬ورغم الجهد‬        ‫ومن «التخشيب»ة إلى «البرىء»‬
‫الحرج‪ ،‬بعد أن تخلى عنها الجميع‬     ‫والمشقة إلا أن الفيلم تم تصويره‬     ‫تطور أحمد زكى بين يدى عاطف‬
‫ولم يبق بجوارها سوى المحامي‬        ‫فع ًل في أماكن حقيقية في مديرية‬      ‫الطيب‪ ،‬وتمرد على كل ما قدمه‬
‫المغرم بها‪ .‬كانت اللقطة التعبيرية‬     ‫أمن القاهرة وأقسام الموسكي‬       ‫من أفلام سابقة‪ ،‬وقرر أن يمسك‬
                                    ‫والجمالية وإدارة البحث الجنائي‬       ‫بناى عاطف الطيب‪ ،‬ليقدما م ًعا‬
   ‫الصغيرة بداية لمشهد واقعي‬       ‫وأماكن أخرى تنطق بالواقع‪ ،‬وهو‬
      ‫صريح عند دخول الزوج‪.‬‬           ‫ما يلبي طلبات المخرج ويشبع‬            ‫أروع أفلامهم على الإطلاق‪،‬‬
     ‫وإن كان الفيلم لم يحقق‬         ‫التحدي الكامن في كاميرا سعيد‬         ‫«الحب فوق هضبة الهرم»‪ ،‬ثم‬
                                   ‫شيمي‪ ،‬وإن تسبب هذا في أزمات‬             ‫«الهروب» و«ضد الحكومة»‪.‬‬
    ‫النجاح النقدي المتوقع حيث‬       ‫مع نجمة الفيلم التي كانت وقتها‬
  ‫تضاربت آراء النقاد حوله‪ ،‬فقد‬         ‫تهتم بصورتها وجمالها أكثر‬                         ‫التخشيبة‪..‬‬
 ‫ظل النجاح الساحق لفيلم سواق‬        ‫من اهتمامها بطبيعة الشخصية‪،‬‬           ‫فيلم «التخشيبة» ذهب إلى‬
  ‫الأوتوبيس هو السيف المسلط‬              ‫إلا أنها رضخت في النهاية‬       ‫عاطف الطيب بالمصادفة‪ ،‬حيث‬
                                   ‫لمتطلبات الدور والشخصية التي‬            ‫كان مقر ًرا أن يخرجه مخرج‬
     ‫على عنق مخرجه في جميع‬           ‫تؤديها لتقدم فيل ًما يكمل واقعية‬       ‫آخر‪ ،‬إلا أنه غالى في أجره‪،‬‬
    ‫أفلامه التالية‪ ،‬وإن عانى من‬       ‫ومصداقية لم تقدمها من قبل‪،‬‬        ‫فاقترح المنتج على وحيد حامد‬
‫مشاكل إنتاجية‪ ،‬سواء في اختيار‬        ‫فحافظ الفيلم علي الإيحاء الذي‬      ‫عرض الفيلم على عاطف الطيب‬
     ‫بعض الأماكن الواقعية التي‬      ‫خلقه مدير التصوير بالاتفاق مع‬        ‫بعد نجاح فيلمه الثاني «سواق‬
   ‫تتطلبها رؤية المخرج وأحداث‬        ‫المخرج بعد تجربتهما الناجحة‬        ‫الأوتوبيس»‪ ،‬وبالفعل وافق عليه‬
    ‫الفيلم‪ ،‬أو في الإكسسوارات‬        ‫في سواق الأوتوبيس‪ ،‬ليصنعا‬           ‫بعد أن رفض عشرات الأعمال‪،‬‬
                                   ‫للفيلم وحدة مشتركة مع فيلمهما‬       ‫وحين جلس عاطف وشيمي كان‬
     ‫والديكور المناسب لواقعية‬          ‫السابق‪ ،‬وإن جنح شيمي في‬             ‫كل ما يفكر فيه الطيب كيفية‬
                     ‫الأحداث‪.‬‬        ‫بعض المشاهد لبعض التعبيرية‬
                                       ‫في الصورة لمواكبة الموقف‬
                    ‫البريء‪..‬‬        ‫الدرامي‪ ،‬فعند عودة الطبيبة إلى‬
   ‫لم يتعرض فيلم في تاريخ‬              ‫بيتها بعد الإفراج عنها بكفالة‬
 ‫السينما المصرية إلى ما تعرض‬          ‫وجلوسها على السرير‪ ،‬وضع‬
     ‫له فيلم البريء من معوقات‬         ‫شيمي الحجرة كلها خلفها في‬
‫كادت أن تمنع خروجه إلى النور‪،‬‬           ‫غلالة فاتحة اللون‪ ،‬وساعده‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209