Page 192 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 192

‫أحمد زكي‬           ‫‪192‬‬
                                                                   ‫في دور‬
                                                                   ‫عبد الناصر‬      ‫النظرة الضيقة السطحية‬
                                                                   ‫بين الناس‪،‬‬   ‫لطبيعة الشخصية ومهنتها‪..‬‬
                                                                   ‫ويخطب‬
                                                                   ‫فيهم في‬        ‫فهو يدرك جي ًدا أن ضابط‬
                                                                   ‫الأزهر‬       ‫الشرطة المريض العنيف في‬
                                                                   ‫من فيلم‬       ‫«زوجة رجل مهم»‪ ،‬يختلف‬
                                                                   ‫«ناصر ‪»٥٦‬‬     ‫تما ًما عن زميله الباحث عن‬
                                                                                 ‫المجرمين بمهنية واستماتة‬
   ‫وجبروته ليخوض صرا ًعا‬           ‫الفقير والأب الحنون الذي‬                      ‫في «الباشا»‪ ،‬والذي يختلف‬
   ‫شر ًسا ومميتًا مع الشرطة‬     ‫يتح َّمل وطأة الظروف القاسية‬
  ‫ومنافسيه من التجار‪ ،‬وفى‬                                                            ‫أي ًضا عن الضابط الذي‬
                                    ‫بصب ٍر ورضا‪ ،‬ولا ينفجر‬                            ‫تق َّمص شخصية تاجر‬
     ‫أداء بارع ومتقن يصمد‬         ‫غضبًا إلا عندما ُتهان كرامة‬                   ‫المخدرات حتى تذوب هويته‬
    ‫للمنافسة أمام العالمي آل‬       ‫ابنته في «اضحك الصورة‬                          ‫الحقيقية وينطلق في رحلة‬
 ‫باتشينو بطل الفيلم الأصلي‪،‬‬                                                       ‫بحث عن ذاته الحقيقية في‬
‫الوجه ذو الندبة‪ ،‬وهو مطرب‬                ‫تطلع حلوة» ‪.1998‬‬                      ‫قمة أدواره وأحد ُدرر السينما‬
 ‫المترو الذى يطلق صوته في‬              ‫وهو عسكري الأمن‬                            ‫المصرية «أرض الخوف»‪.‬‬
‫الشارع وبين الناس بحثًا عن‬         ‫المركزي أحمد سبع الليل‪،‬‬                     ‫كما أن الشاب الذى يمارس‬
                                      ‫الذي يتح َّول من مجرد‬                       ‫الملاكمة كهواية إلى جانب‬
      ‫المحبة ودفء الصحبة‪.‬‬          ‫أداة للقمع في المعتقل‪ ،‬إلى‬                      ‫عمله الأساسي في الغربة‬
‫في المقابل أساء أحمد زكي‬           ‫مواطن مدرك لمعنى الظلم‬                         ‫في «النمر الأسود» ‪،1984‬‬
 ‫الاختيار أحيا ًنا في المشاركة‬       ‫وثائر عليه‪ ،‬وهو محامي‬                          ‫يختلف كثي ًرا عن العابث‬
                                     ‫التعويضات الفاسد الذي‬                     ‫اللاهي الذي يبحث عن وسيلة‬
   ‫في أعمال مثل «استاكوزا»‬        ‫يواجه الحكومة عندما يدرك‬                      ‫للارتزاق من خلال الملاكمة‬
  ‫و«أبو الدهب» و«نزوة»‪ ،‬في‬           ‫أن فساده وفساد النظام‬                         ‫وإن كان يحلم بالوصول‬
   ‫أفلا ٍم متواضعة وأدوار لم‬      ‫والمجتمع كفيل بأن يقضي‬                        ‫إلى الأولمبياد في «كابوريا»‬
   ‫ت ِضف إلى رصيده‪ ،‬وتبدو‬            ‫على مستقبل ابنه وأبناء‬
                                  ‫جيله‪ ،‬وهو بنفس القدر من‬                                          ‫‪.1990‬‬
    ‫كحالات نادرة بين أعماله‬      ‫المصداقية يتم َّكن من إقناعنا‬                      ‫وتتألَّق تعبيرات زكي‬
    ‫كتكرار لأدوار سابقة‪ ،‬أما‬       ‫بأ َّنه زعيم مافيا المخ ِّدرات‬                   ‫ولمساته الكوميدية التى‬
‫ظهوره في فيلم «حليم» فكان‬            ‫الذى جلب الهيروين إلى‬                            ‫يؤ ِّديها بمنتهى الجدية‬
    ‫كما وصفه الفنان صبرى‬           ‫مصر واستفحلت خطورته‬                             ‫في «البيه البواب» ‪،1987‬‬
   ‫ف َّواز آخر نفس تمثيل لدى‬                                                        ‫أو في دور سائق العائلة‬
    ‫أحمد زكي‪ ،‬وهو الذى لم‬                                                        ‫الأرستقراطية الذي يكتشف‬
                                                                                    ‫خواءها فيساعد أفرادها‬
                                                                                     ‫بشهامة أولاد البلد في‬
                                                                                   ‫«سواق الهانم» ‪ ،1994‬أو‬
                                                                                  ‫في دور الصحفي الصاعد‬
                                                                                   ‫إلى قمة النجاح والشهرة‬
                                                                                ‫على حساب مبادئه وعواطفه‬
                                                                                 ‫في «امرأة واحدة لا تكفي»‬
                                                                                  ‫‪ ،1990‬وهو ذاته المصور‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197