Page 259 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 259

‫‪257‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

          ‫رومان جاكبسون‬              ‫جوستاين غاردر‬             ‫بالوظائف التواصلية للنص‬
                                                                ‫الأدبي‪ ،‬والتي حصرها في‬
        ‫تغص بالمعطوبين‬        ‫الغذامي عند هذا الحد‪ ،‬بل‬       ‫ستة وظائف تواصلية يرتبط‬
     ‫والمهمشين واللامفكر‬     ‫ق َّدم بدي ًل مصطلحيًّا يتعلق‬    ‫كل واحد منها بأحد عناصر‬
‫فيهم والمنسيين‪ ،‬من ممثلي‬      ‫بالشق اللساني باستبداله‬
‫الهامش‪ ،‬كما تغص بصناع‬                                                    ‫عملية التواصل‪.‬‬
    ‫القرار والبورجوازيين‬         ‫الجملة النحوية بالجملة‬          ‫ولعله من خلال التصور‬
   ‫ومالكي وسائل الإنتاج‪.‬‬         ‫الثقافية‪ ،‬حيث عمل على‬          ‫الشكلاني للنص ووظائفه‬
     ‫لا غرو أن رواية‪« :‬لا‬    ‫ضبط مفهوم النسق الثقافي‬         ‫الستة يبدو أن رهانات الطرح‬
 ‫أحد ينام في الاسكندرية»‬     ‫باعتباره نس ًقا خفيًّا مضم ًرا‬   ‫الثقافي الجديد‪ ،‬والذي يعتبر‬
  ‫عمل روائي عظيم بنفحة‬                                           ‫الناقد السعودي عبد الله‬
     ‫سردية درامية تؤرخ‬                ‫ذا طبيعة سردية‪.‬‬        ‫الغذامي من المؤسسين له في‬
‫بواقعية وموضوعية لواقع‬                                       ‫العالم العربي‪ ،‬أضاف وظيفة‬
    ‫الإسكندرية من خلال‬          ‫لا أحد ينام في‬               ‫جديدة‪ ،‬حيث سعت طموحات‬
 ‫أبطالها وشخصياتها التي‬        ‫الإسكندرية من‬                  ‫الغذامي إلى تجاوز الوظائف‬
 ‫تمثل روافد ثقافية مهمة‪،‬‬       ‫العتبات إلى المتن‬                  ‫الستة إلى وظيفة سابعة‬
 ‫كالرافد الثقافي الإسلامي‬                                       ‫سماها بالوظيفة النسقية‪،‬‬
 ‫والرافد الثقافي المسيحي‪..‬‬         ‫لماذا لا تنام العاصمة‬       ‫وما يؤكد هذا الطرح قوله‪:‬‬
‫وغيره من روافد عدة تمثل‬           ‫الإسكندرية وهي ذات‬           ‫«إذا سلمنا بوجود العنصر‬
  ‫مكو ًنا مه ًّما من مكونات‬       ‫تاريخ مرصع بالذهب‬               ‫السابع (النسقي) ومعه‬
 ‫حضارة الفراعنة العظيمة‬           ‫والأمجاد؟ ربما تعيش‬         ‫(الوظيفة النسقية)‪ ،‬فإن هذا‬
 ‫والشعب المصري العريق‪.‬‬             ‫الإسكندرية على وقع‬         ‫سيجعلنا في وضع نستطيع‬
 ‫والجذير بالذكر‪ ‬أن‪ ‬رواية‪:‬‬       ‫الامتداد التاريخي للمجد‬          ‫معه أن نوجه نظرنا نحو‬
                               ‫الحضاري التليذ‪ ،‬أو ربما‬        ‫الأبعاد النسقية التي تتحكم‬
          ‫«لا أحد ينام في‬        ‫لا تنام بهموم ومشاغل‬
                                  ‫ومشاكل أناسها‪ ،‬فهي‬                  ‫بنا وبخطاباتنا»(‪.)10‬‬
                                                                 ‫يؤكد عبد الله الغذامي في‬

                                                                   ‫هذا التصور على فكرة‬
                                                                ‫جوهرية تتعلق بمشروعه‬

                                                                  ‫التأسيسي للنقد الثقافي‬
                                                               ‫والأنساق الثقافية‪ ،‬وهو ما‬
                                                               ‫يطمح عبره إلى إحداث نقلة‬
                                                                ‫نقدية ومصطلحية تسمح‬
                                                              ‫بالتحول النظري والتطبيقي‬
                                                             ‫داخل النص الأدبي‪ ،‬من النقد‬
                                                               ‫الأدبي الذي كان سائ ًدا إلى‬
                                                                ‫النقد الثقافي‪ ،‬وهو المولود‬

                                                                 ‫الجديد الذي تمخض عن‬
                                                             ‫تخصص جديد هو الدراسات‬

                                                                ‫الثقافية‪ .‬في واقع الأمر لم‬
                                                               ‫تتوقف طموحات ومساعي‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264