Page 255 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 255

‫‪253‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫العابر للتخصصات في‬                ‫مقدمة‬                 ‫المضمر الثقافي والتاريخي في الرواية العربية‪..‬‬
   ‫عصرنا الحاضر هيمنة‬                                            ‫«لا أحد ينام في الإسكندرية» أنموذجً ا‬
 ‫ناعمة‪ ،‬مستب ًدا بالأجناس‬        ‫لا تنام الإسكندرية كما‬     ‫أسامة حمدوش‬

        ‫الأخرى من شعر‬           ‫لم تنمحي ذاكرة الحضارة‬      ‫(المغرب)‬
 ‫ومسرح من جهة‪ ،‬وناع ًما‬          ‫الفرعونية المصرية‪ ،‬وكما‬
                                 ‫لن تنمحي قوة الحضارة‬
      ‫بحيث يجمع بين كل‬
 ‫التخصصات‪ ،‬من فلسفة‪،‬‬               ‫العربية الإسلامية‪ .‬ولا‬
‫علم الاجتماع‪ ،‬علم النفس‪،‬‬         ‫ينسى أدولف هتلر كما لا‬
  ‫الأنثروبولوجيا‪ ،‬التاريخ‪،‬‬      ‫تنسى ألمانيا التاريخ وقوة‬
                                 ‫الحضارة الأوروبية التي‬
    ‫الفكر‪ ،‬الثقافة‪ ،‬واللغات‬    ‫صنعت المعجزات وناطحات‬
    ‫الحية من جهة أخرى‪.‬‬         ‫السحاب والصوارخ العابرة‬
‫خاصة وأن الرواية ُتقرأ في‬
 ‫السيارات والقطارات كما‬               ‫للقارات والروبوتات‬
‫كان إيميل زولا يفعل‪ ،‬كما‬        ‫والآلات العملاقة الساخرة‬
‫ُتقرأ في الطائرات والمقاهي‬
‫وفي كل فسحة واستجمام‬                          ‫من البشر‪.‬‬
 ‫بين أحضان الطبيعة‪ ،‬وفي‬               ‫تجتمع مكونات هذا‬
  ‫لوحاتنا وهواتفنا الذكية‬      ‫الائتلاف المتناطح بين دفتي‬
   ‫كطقس يومي يستهوي‬                 ‫رواية‪« :‬لا أحد ينام في‬
   ‫ملايين البشر في الكون‬       ‫الإسكندرية» للروائي الكبير‬
                               ‫إبراهيم عبد المجيد‪ ،‬وهنا في‬
                  ‫قاطبة‪.‬‬        ‫العالم الروائي لا تتصارع‬
 ‫تعتبر الرواية إنا ًء طاز ًجا‬    ‫الحضارتين بينما تكملان‬
                                 ‫بعضها البعض‪ ،‬فالتاريخ‬
     ‫شهيًّا ووعا ًء للتاريخ‬    ‫في خدمة الحضارة والثقافة‬
‫والفلسفة والثقافة والعلوم‬      ‫والإبداع الأدبي والفني‪ ،‬ولا‬
                                  ‫يستطيع الجمع بين هذه‬
    ‫المتنوعة‪ ،‬وهو ما فعله‬          ‫المكونات المتناثرة سوى‬
‫جوستاين غاردر في رواية‬          ‫الجنس الروائي السابح في‬
                                  ‫خيلاء الكبرياء والسطوة‬
  ‫عالم صوفي حول تاريخ‬             ‫على كل الأجناس الأدبية‬
    ‫الفلسفة‪ ،‬وكذلك المفكر‬          ‫الأخرى‪ ،‬في عصر يلقبه‬
   ‫المؤرخ المغربي عبد الله‬       ‫نقاد الأدب بعصر الرواية‬
   ‫العروي الذي هرب من‬
   ‫صرامة الفكر والتاريخ‬                          ‫بامتياز‪.‬‬

 ‫والفلسفة ليقدم تصوراته‬            ‫تأويل النص‬
  ‫في روايات حققت شهرة‬          ‫الروائي بين الجمالي‬
   ‫ومبيعات أكثر من كتبه‬        ‫والتاريخي والثقافي‬
   ‫الفكرية التاريخية‪ ،‬مثل‬
‫رواية أوراق‪ ،‬إيما ًنا راس ًخا‬  ‫يهيمن علينا الجنس الروائي‬

     ‫من غاردنر والعروي‬
    ‫وغيرهم من الكتاب في‬
  ‫كون الرواية هي الجنس‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260