Page 253 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 253

‫‪251‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫خلفها‪ ،‬فتدخله الشقة التي‬          ‫تفعل بها ما عجز عنه‬       ‫تمشي بالأسد في اطمئنان؟‬
‫تخفي فيها صور الشهداء‪،‬‬          ‫الثوار‪ ،‬فقد رآها (نور)‬      ‫لا بد من أن الموضوع الآن‬
‫وتتركه يحميهم؛ خو ًفا من‬       ‫«ترسم أحد الشهداء على‬      ‫مثار على الإنترنت‪ ،‬على الأقل‬
                                ‫ورقة بيضاء‪ ،‬ثم تركت‬       ‫من سكان الميدان المحاصرين‬
  ‫أشخاص يدخلون الشقة‬          ‫الورقة بهدوء على الأرض‬         ‫في بيوتهم‪ .‬فتحت صفحة‬
  ‫فيحرقون صورهم‪ ،‬فلا‬            ‫فخرج من بينها الشهيد‬
  ‫تستطيع إعادتهم للحياة‬      ‫طف ًل صغي ًرا يمشي حولنا‬            ‫فيسبوك من موبايلي‪،‬‬
                                  ‫لا يشعر بنا‪ ،‬قالت‪ :‬لا‬      ‫ووجدت من كتب‪( :‬امرأة‬
             ‫مرة أخرى‪.‬‬         ‫تخف‪ ،‬أستطيع أن أعيده‬       ‫مجهولة تمسك بأسد فيمشي‬
  ‫من خلال قراءة الرواية‪،‬‬     ‫إلى عمره الحقيقي‪ ،‬لكن لن‬         ‫معها‪ ،‬وتخرج من الميدان‬
                               ‫أفعل ذلك الليلة‪ ،‬سأفعله‬        ‫إلى شارع محمد محمود‪،‬‬
   ‫ومتابعة الخط الدرامي‬     ‫يوم أقرر أن أعيدهم جمي ًعا‬     ‫ولا يعرف أحد أين اختفت)‪،‬‬
    ‫فيها‪ ،‬وتتابع الأحداث‪،‬‬      ‫إلى الحياة‪ ،‬ثم أتركهم في‬    ‫تعليقات لا تصدق وتعليقات‬
  ‫يتبين لنا أن الكاتب قام‬   ‫الشارع يبحثون عن قاتليهم‬      ‫ضحك وتعليق يسأل أسئلتي‬
    ‫بتوظيف صورة المرأة‬        ‫لينتقموا منهم» (ص‪.)92‬‬          ‫(لماذا والمرأة استطاعت أن‬
   ‫العجيبة‪ /‬امرأة الزاوية‬                                    ‫تصحب الأسد يتم إطلاق‬
  ‫الحمراء باعتبارها رم ًزا‬         ‫فهذه المرأة العجيبة‪،‬‬      ‫النار على بقية الحيوانات؟‬
   ‫يشير إلى ضمير الثورة‬       ‫رسمها الكاتب في صورة‬
‫وذاكرة الثوار‪ ،‬فهي تحفظ‬                                          ‫لماذا يتم قتل المسالمين‬
  ‫أسماء الشهداء‪ ،‬وتعرف‬           ‫غامضة‪ ،‬وكأنها تمتلك‬              ‫دائ ًما؟)» (ص‪.)109‬‬
  ‫أعدادهم في كل محافظة‬          ‫صندو ًقا سحر ًّيا يحوي‬
  ‫من محافظات مصر‪ ،‬بل‬           ‫أسرار الثورة والشهداء‪،‬‬     ‫المرأة الغامضة‪ /‬الأم‬
  ‫إنها تعرف أسماء الذين‬        ‫ويتطور الأمر وتتصاعد‬       ‫التي لا تنسى أبناءها‬
                              ‫الفانتازيا‪ ،‬وتزداد الدراما‬
      ‫قتلوهم‪ ،‬وتتوعد أن‬                                     ‫شخصية (المرأة الغامضة‪/‬‬
  ‫القصاص قادم لا محالة‬             ‫والأحداث العجائبية‬      ‫امرأة الزاوية الحمراء) التي‬
  ‫«وقالت أيضا‪ :‬لكن تأكد‬        ‫المرتبطة بشخصية امرأة‬
                             ‫الزاوية الحمراء‪ ،‬ففي وقت‬        ‫تحتفظ بالشهداء في مكان‬
     ‫أن الله بالمرصاد‪ ،‬لقد‬   ‫خروج الحيوانات وهروبها‬            ‫سري‪ ،‬استعدا ًدا للوقت‬
 ‫بدأ الله برحيل الأشجار‪،‬‬
‫الأيام المقبلة سترى رحيل‬         ‫من الحديقة وانطلاقها‬      ‫المناسب لإطلاقهم؛ ليأخذوا‬
                                 ‫في الشوارع والميادين‪،‬‬         ‫بثأرهم ممن قتلهم‪ ،‬من‬
     ‫الأشجار عن كل هذه‬
   ‫الأحياء وغيرها مما لم‬           ‫ووصولها إلى ميدان‬       ‫الفانتازيا والسرد العجائبي‬
‫أقله لك‪ ،‬وعندما تعرف أن‬     ‫التحرير‪ ،‬يفاجأ بطل الرواية‬          ‫في الرواية؛ فقد حرص‬
‫شجرة طارت في شارع ما‬                                           ‫السارد على توظيف تلك‬
‫أو بلد ما مما لم أذكره لك‪،‬‬       ‫بهذه المرأة وقد سارت‬          ‫الشخصية ذات الأقوال‬
   ‫فاعرف أن جوارها ُقتل‬         ‫بين السباع والحيوانات‬
                               ‫المفترسة‪ ،‬فلا تخاف من‬         ‫والأفعال العجيبة الغريبة‪،‬‬
        ‫شهيد» (ص‪)118‬‬        ‫الأسود والنمور‪ ،‬بل إن أحد‬        ‫والقوى الخفية‪ ،‬والقدرات‬
                            ‫هذه الأسود يطيعها‪ ،‬ويسير‬         ‫الساحرة التي تستطيع أن‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258