Page 8 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 8
العـدد 21 6
مال أبيه ،أو تجريم معارضته لأن الضرر سبتمبر ٢٠٢٠
الذي سيحيق بالوطن من المعارضة ،أعظم
من النفع الذي سيحصلون عليه ..الغريب من الناس ضد التطور والتجديد ،الذي
أن (رعاة) هذا الخطاب لا يجدون بأ ًسا من هو سمة الحياة نفسها ،وأن يسوقوا لك
تجاور الأمرين! تبريرات غريبة لقناعاتهم تلك ،وهي –
في هذا المقال لا أدافع عن محمد أركون ولا الغالبية -في الأساس تعمل ضد نفسها،
لأن من شأن التطور أن يجعل حياة المرء
عن غيره ،كما لا أخاصم أح ًدا وأخطئه، أفضل في ظل تقدم الحياة في العالم كله
لكني أحاول القول إن التطور هو الأصل، من حولنا ،باتجاه تسهيل حياة المواطن
وهو ما لا يحتاج إلى تبريرات ،لأن الكون وتعظيم الخدمات التي يحصل عليها ،كونه
الذي نعيش عليه لا يثبت على حال، مواطنًا ،مثل التعليم والصحة والطرق
والمستجدات التي يفرضها تقدم العلم والحرية وانفتاح المجال العام ،وزيادة
وتطور الإنسانية أكثر من أن تحصى،
لذلك فعلى المتشددين أن يصمتوا –على فرص الترقي.
الأقل -إن لم يشاركوا في تجديد الحياة في التراث الإسلامي قصص يرددها
والخطابات المسيرة لها ،لا أن يعملوا
ضد التطور بالحق والباطل ،لأن التطور المشتغلون بالدين باعتبارها أمثلة
سينتصر مهما فعلوا ،وعليهم أن ينظروا للانفتاح ،والمساواة بين الناس لا يفضل
إلى موضوع إلغاء التجارة في الرقيق –على
سبيل المثال ،-التي لم تصمد أمام التطور أحدهم عن أحد إلا بالعمل ،مثل قصة
الإنساني ،والسير نحو المساواة بين الناس الأعرابي الذي طلب من رسول الله أن
بصرف النظر عن ألوانهم وأجناسهم.. يعطيه من بيت المال ،وأمسك بخناقه قائ ًل
بالرغم من أن النصوص لا تجرمها! وهناك إنه ليس مالك ولا مال أبيك ،يرددون
عشرات الملفات الأخرى التي أسقطها تطور القصة بفرح حقيقي ،وفي الوقت نفسه
الإنسانية ،لكن هذا ليس مجال سردها. يمنعون الخروج على الحاكم الظالم «وإن
تحية لروح محمد أركون ونصر أبو زيد
وكل المجددين الذين استجابوا لطبيعة ألهب ظهرك وسرق مالك» ،كأن هذا
الحاكم الظالم أعز لديهم من النبي نفسه!
التطور
ولكنها آفة هذا الخطاب الذي يفتقد إلى
فلسفة كلية ،وإلى جهد مخلص لتنقيته
حتى تكون رواياته متسقة وتعمل في
اتجاه واحد ..إما اتجاه الإمساك بخناق
الحاكم باعتبار أن المال ليس ماله ولا