Page 107 - merit 43- july 2022
P. 107
105 إبداع ومبدعون
شعر
كيف لي وأنا المحاط بكل ما أعطته لي عيناك
من رؤيا
أن أفكر في زماني
بغير ما أعطيتني من متعة
وبغير ما أعطته لي شفتاك من رضوان
..تريد من القصيدة أن تكون قصيد ًة ح ًّقا ،تفكر
أنها بتمامها نقص ،ففيم الخوف؟ للقصيدة أن تعد
ثيابها لتؤجل التكوين أو لتعجل الطوفان .وهي
لحكمة في البرق تفهم أن صورتها الوحيدة لن
تصير سحابة في التو ،وأن سالفها المعلق ليس حق ًل
تسافر الغربان فيه ،وترتع الغزلان.
آلمتها ح ًّقا بلا قصد ،سكبت من جراتها صو ًرا،
تركت فيها الليل توراة لترسل في الظلام ضياءها،
لكنها ،والنوء يرشق ياسمينة صدرها بالغيم،
لا ترى غير القصيدة وهي تعبر نحوها .أما أنا
فقصيدتي كفني ،تراني حين أكتب روحها ،وحين
أصمت لا تراني ،تراني حين أصعد مثل دوري
وأركس قرب شرفتها ،لأنقر من زؤاني ،تراني ولا
تهتم بي ،تهتم بالكلم الذي يختض في وجداني.
تهتم بالمرآة ،لا ببريدها المنسي في شفتي ،ولا
بالنور ،ولا بأصابعي ،تلك التي نحتت من النسيان
صورتها ،ومدت سرها بعقارب الأزمان.