Page 108 - merit 43- july 2022
P. 108

‫العـدد ‪43‬‬   ‫‪106‬‬

             ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

‫حمادي فاروق‬

‫(الجزائر)‬

‫الجدار‬

                               ‫‪-١‬‬

                   ‫رماد تذروه خطانا القادمة من خلف الشمس‬
                                     ‫ليختفي وتبقى الأشجار‪،‬‬

               ‫لا شيء يمنعني من دفع عربة الأزهار في الميادين‬
                                                    ‫المشرعة‪،‬‬

                                     ‫أنادي على شرفات قديمة‪،‬‬
             ‫ألوح لنساء يغربلن حبات الكسبر في الأزقة الخلفية‪،‬‬

              ‫يبتسمن غير مباليات بشقاواتي الزائدة عن حدها‪،‬‬
                                     ‫وبحركة واحدة من يدي‪،‬‬

                     ‫كنت أضع كل عصافير الدوري في جيوبي‬
                                                   ‫الصغيرة‪،‬‬

                       ‫ثم أوزعها مثنى مثنى على حبال الغسيل‪،‬‬
                   ‫لأكتشف عند الوهلة الأولى تضاريس حلمات‬

                                                     ‫جديدة‪،‬‬
                           ‫وتفاصيل سيقان ممتلئة عن آخرها‪،‬‬
                    ‫أسمع صوت الظلال تقلم أظافر كل الحواف‬

                                                    ‫الخصبة‪،‬‬
              ‫رائحة البن المطحون تعيد ترتيب الأبنية القديمة في‬

                                                    ‫ذاكرتي‪،‬‬
                  ‫قرميدها يمتد بداخلي كحقول شقائق النعمان‪،‬‬

                            ‫وكأن كل العتبات تتهيأ لعيد جديد‪،‬‬
             ‫الأطفال يتدافعون عند المنحدر مدججين بمخاوفهم‪،‬‬

                ‫رنين قهقهاتهم يشبه صوت الأجراس المعلقة في‬
                                               ‫أعناق القطيع‪،‬‬

                        ‫كلماتهم البلهاء تطرد مخاوفهم المفتعلة‪،‬‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113