Page 196 - merit 43- july 2022
P. 196

‫العـدد ‪43‬‬                            ‫‪194‬‬

                                 ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬                       ‫ألمانيا الغربية (الرأسمالية‬
                                                                 ‫الأطلسية) وألمانيا الشرقية‬
    ‫بالاستيلاء على كل شرق‬             ‫على أمريكا والإمبريالية‬   ‫(الاشتراكية التابعة للاتحاد‬
 ‫أوكرانيا‪ ،‬والتحكم في كييف‪،‬‬         ‫والرأسمالية العالمية‪ .‬وفي‬    ‫السوفيتي وحلف وارسو)‪،‬‬
                                   ‫الواقع‪ ،‬فالرئيس الروسي‬
    ‫أم أن لديها أهدا ًفا أخرى‬       ‫فلاديمير بوتين لم يحقق‬          ‫ثم تم بناء جدار برلين‪.‬‬
  ‫تتعلق بتعطيل كل أوكرانيا‬          ‫خلال الأسبوع الأول أي‬        ‫وعاشت ألمانيا بجدار عازل‬
‫والتحكم في حدودها الغربية‪.‬‬       ‫شيء من أهدافه التي أعلنها‪،‬‬
 ‫لكن دخول الروس إلى غرب‬            ‫سواء كانت أهداف تخص‬              ‫لمدة تقارب ‪ 43‬عا ًما إلى‬
‫أوكرانيا الذي يعادي روسيا‬            ‫أوكرانيا أو تخص حلف‬             ‫أن تمت هزيمة الاتحاد‬
                                 ‫الناتو والولايات المتحدة‪ .‬كل‬     ‫السوفيتي وحلف وارسو‬
     ‫عداء تاريخيًّا ووجود ًّيا‪،‬‬  ‫ما هنالك أن القوات الروسية‬     ‫في الحرب الباردة ومن دون‬
      ‫سيكون بمثابة مجزرة‬         ‫سعت إلى السيطرة بدرجات‬             ‫إطلاق رصاصة واحدة‪،‬‬
                                 ‫كبيرة على كل شرق أوكرانيا‬      ‫وعادت ألمانيا مرة أخرى إلى‬
                   ‫حقيقية‪.‬‬           ‫وبعض المدن المهمة مثل‬      ‫بعضها البعض وإلى نفسها‪.‬‬
     ‫وفي كل الأحوال‪ ،‬سواء‬          ‫كراماتورسك (في الشرق)‬           ‫فهل يمكن أن يتم تقسيم‬
    ‫كانت روسيا قد استولت‬                                           ‫أوكرانيا إلى شرق سلافي‬
   ‫على نصف أوكرانيا أو كل‬             ‫وخاركوف (في الشمال‬         ‫أرثوذكسي (بد ًل من شرق‬
 ‫أوكرانيا‪ ،‬فإنها كانت ستقف‬            ‫الشرقي) وأوديسا (في‬        ‫اشتراكي) تابع لروسيا أو‬
    ‫عمليًّا على حدود أوروبا‪،‬‬       ‫الجنوب) وبيرديانسك (في‬       ‫جزء منها‪ ،‬وغرب كاثوليكي‬
 ‫حيث أعلن الناتو وواشنطن‬          ‫الجنوب الشرقي)‪ ،‬والتوجه‬          ‫(بد ًل من غرب رأسمالي)‬
 ‫أنهما لن يتدخلا عسكر ًّيا في‬       ‫نحو بعض المدن الأخرى‪،‬‬        ‫تابع لبولندا أو تابع لحلف‬
 ‫أوكرانيا ولن يحاربا روسيا‬         ‫ومن ضمنها كييف‪ ،‬بحذر‬        ‫الناتو‪ ،‬وبناء سور عازل بين‬
   ‫وج ًها لوجه على الأراضي‬
‫الأوكرانية‪ ،‬ولكن سيتم حشد‬                            ‫شديد‪.‬‬                      ‫الجزئين؟!‬
 ‫كل القوى والوسائل الممكنة‬             ‫وكان من الواضح من‬        ‫سنعيش ونرى‪ .‬لكن روسيا‬
 ‫عسكر ًّيا ورقميًّا وافتراضيًّا‬     ‫التحركات الأولية أنه من‬
   ‫وعلميًّا لمواجهة روسيا في‬        ‫الصعب احتلال العاصمة‬          ‫لن تتراجع عن ضم القرم‬
     ‫حال قيامها ولو بخطوة‬         ‫كييف بقوات نظامية كبيرة‪،‬‬       ‫وسيفاستوبل‪ ،‬ولن تتراجع‬
    ‫واحدة عبر حدود ونفوذ‬               ‫لكن من الممكن التحكم‬
                                       ‫فيها لاح ًقا عبر أدوات‬        ‫عن الاعتراف بمدينتين‬
               ‫حلف الناتو‪.‬‬             ‫وطرق معينة بحيث لا‬           ‫وتعتبرهما جمهوريتين‬
      ‫لقد بدأ الرئيس بوتين‬        ‫تسقط عسكر ًّيا‪ ،‬لأن سقوط‬      ‫شعبيتين‪ ،‬كل عدد سكانهما‬
 ‫العمليات العسكرية بإرادته‪،‬‬        ‫العاصمة واحتلالها بقوات‬
 ‫ولكن من الصعب أن ينهيها‬               ‫نظامية له معان كثيرة‬               ‫‪ 4‬ملايين نسمة‪.‬‬
   ‫بإرادته مهما حقق أهدافه‬         ‫وخطيرة‪ .‬ولكن عندما يتم‬          ‫خلال الأسبوع الأول من‬
 ‫في أوكرانيا‪ ،‬ومهما نجح في‬       ‫التحكم في كييف‪ ،‬والاستيلاء‬    ‫الغزو الروسي لأوكرانيا‪ ،‬ظل‬
    ‫إعادة كييف إلى الحظيرة‬             ‫على مفاعل تشيرنوبل‬         ‫الحديث عن أي انتصارات‬
    ‫الروسية‪ ،‬ومهما أقام من‬         ‫ومراكز الأبحاث والمنشآت‬         ‫لهذا الطرف أو ذاك‪ ،‬أمر‬
       ‫انتخابات واستفتاءات‬        ‫العسكرية الحيوية‪ ،‬ستكون‬          ‫سابق لأوانه‪ ،‬وإلا سيقع‬
       ‫لتشكيل سلطة موالية‬          ‫روسيا قد وصلت إلى أولى‬         ‫المتابعون في نفس الأخطاء‬
 ‫لروسيا‪ .‬وذلك لسبب بسيط‬              ‫أهدافها‪ .‬ولم يكن يعرف‬
    ‫للغاية‪ ،‬يتمحور حول أن‬           ‫أحد هل ستكتفي موسكو‬              ‫التي تم ارتكابها طوال‬
  ‫موسكو لم تحقق أي هدف‬                                             ‫أكثر من سبعين عا ًما من‬
     ‫على الإطلاق في علاقتها‬
                                                                     ‫الاحتفالات بانتصارات‬
                                                                  ‫الاتحاد السوفيتي السابق‬
   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201