Page 197 - merit 43- july 2022
P. 197

‫‪195‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫سيرجي لافروف‬  ‫سيرجي شويجو‬       ‫ألكسندر فومين‬                   ‫بالناتو وواشنطن والاتحاد‬
                                                              ‫الأوروبي‪ ،‬سواء في الأسبوع‬
   ‫ُي َح ِّمل هذا الطرف أو ذاك‬    ‫غامرت وقامرت بكل شيء‬
  ‫مسؤوليات وطاقة إضافية‬            ‫وصار ظهرها للحائط‪ :‬أي‬           ‫الأول من الغزو أو حتى‬
‫ويطالبه بأشياء قد لا تتحقق‪،‬‬      ‫أنها مجبرة على تنفيذ الجزء‬       ‫في الشهر الثالث منه‪ .‬بل‬
‫لأنه في نهاية المطاف لا يمكن‬        ‫الأكبر من هذه الأهداف‪،‬‬        ‫سيواصل الطرف الغربي‬
  ‫مقارنة قوة ونفوذ روسيا‪،‬‬
                                     ‫سواء في أوكرانيا‪ ،‬أو في‬        ‫بمكوناته الثلاثة فرض‬
    ‫مهما امتلكت من أسلحة‪،‬‬          ‫علاقتها بالناتو وواشنطن‬          ‫العقوبات وجر روسيا‬
‫بقوة ونفوذ الناتو وواشنطن‬                                      ‫بهدوء وخبث ومكر إلى حالة‬
                                        ‫والاتحاد الأوروبي‪.‬‬        ‫من اللا سلم واللا حرب‪،‬‬
  ‫وبروكسل عسكر ًّيا وتقنيًّا‬      ‫لقد ردت روسيا على كييف‬           ‫حالة وسطية فيها عض‬
   ‫واقتصاد ًّيا‪ .‬ومن الصعب‬         ‫والغرب أي ًضا بضم القرم‬      ‫أصابع وفرض إرادات على‬
  ‫تصور أن هناك مجنو ًنا ما‬                                     ‫أرضية انعدام ثقة كامل بين‬
   ‫في أي من الطرفين ليغامر‬           ‫وسيفاستوبل في مارس‬
   ‫باستخدام أسلحة نووية‪،‬‬            ‫‪ ،2014‬وبعزل دونيتسك‬                         ‫الطرفين‪.‬‬
                                                               ‫لقد اعترف الرئيس الروسي‬
     ‫أو حتى أسلحة تقليدية‬              ‫ولوجانسك وجعلهما‬
 ‫شديدة التدمير‪ ،‬لأن ذلك في‬           ‫شوكتين في ظهر كييف‪.‬‬         ‫فلاديمير بوتين بانفصال‬
‫نهاية المطاف سيفتح الطريق‬          ‫ثم بدأت موسكو في تنفيذ‬        ‫دونيتسك ولوجانسك يوم‬
                                  ‫السيناريو الأوسع والأكثر‬    ‫‪ 21‬فبراير ‪ .2022‬وهو نفس‬
      ‫لاستخدام أسلحة أكثر‬         ‫وج ًعا لها ولجميع الأطراف‬      ‫اليوم من عام ‪ 2014‬الذي‬
        ‫خطورة وأشد فت ًكا‪.‬‬         ‫الأخرى‪ .‬لكن لا هزائم ولا‬      ‫اجتمع فيه وزراء خارجية‬
                                ‫انتصارات حتى الشهر الثالث‬        ‫ألمانيا وفرنسا وبولندا مع‬
  ‫من جهة أخرى‪ ،‬الغرب لن‬            ‫من الغزو‪ .‬والاحتفال بأي‬
‫يخسر‪ ،‬لأن أوكرانيا ستكون‬          ‫شيء أمر سابق لأوانه‪ ،‬بل‬           ‫الرئيس الموالي لروسيا‬
                                                              ‫فيكتور يانوكوفيتش وأقنعوه‬
  ‫أي ًضا منطقة عازلة بالنسبة‬
                                                                ‫بالتوقيع على وثائق معينة‪،‬‬
                                                              ‫وبعد انتهاء الاجتماع يوم ‪21‬‬

                                                                ‫فبراير ‪ ،2014‬تم خلعه‪ ،‬ثم‬
                                                              ‫فراره إلى روسيا‪ ،‬الأمر الذي‬
                                                              ‫مرغ رأس موسكو في التراب‪،‬‬
                                                              ‫خاصة وأنها كانت قد منحت‬

                                                                   ‫يانوكوفيتش قبلها بعدة‬
                                                                 ‫أيام مبلغ ‪ 15‬مليار دولار‬
                                                              ‫ليواجه بها معارضيه ويتغلب‬
                                                                 ‫عليهم‪ .‬ولكنه سقط وهرب‬
                                                              ‫إلى روسيا‪ .‬وباعتراف بوتين‬
                                                                 ‫بالجمهوريتين الجديدتين‬
                                                                ‫يكون قد رد الصفعة عمليًّا‬
                                                                ‫لكييف ولأوروبا والولايات‬
                                                                ‫المتحدة‪ .‬ولكن هناك أهداف‬
                                                                ‫أبعد من ذلك بكثير للقيادة‬

                                                                    ‫الروسية‪ .‬وهي بالفعل‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202