Page 198 - merit 43- july 2022
P. 198
العـدد 43 196
يوليو ٢٠٢2 لحدوده مع روسيا .والباقي
يتوقف على عمليات الشد
الاختلاف مع ما ُي ْح َكى عن يوقف الصراع بين روسيا
العلاقات «الرسمية» والدفء والغرب .فالصراع في بداياته والجذب والإغراء الاقتصادي
والأخوة والصداقة وكل تلك والمالي والاجتماعي ومستوى
على مسار تشكيل المنظومة
العبارات والكليشيهات بين العالمية الجديدة التي تناضل المعيشة ومنظومات القيم
روسيا وهذه الدول. الديمقراطية والقانونية .المهم
موسكو لإيجاد موطئ
روسيا بين الصين قدم فيها لنفسها إلى جوار هنا ،أن الغرب لم يفقد أي
والغرب الولايات المتحدة والصين من أعضاء الاتحاد الأوروبي
والاتحاد الأوروبي واليابان. أو الناتو .بمعنى أن أوكرانيا
في الأسبوع الثاني من مع العلم بأن المنظومة العالمية كانت «هد ًفا» لصراع ما ،وتم
الغزو الروسي ،أمر الرئيس الجديدة ستكون رأسمالية
فلاديمير بوتين بوضع قوات وإمبريالية ،وستكون أيضا تحييدها ،وسيتولى الزمن
الردع الاستراتيجية في حالة معالجة الأمور ،سواء لصالح
التأهب القصوى على الرغم نيوليبرالية ،أو على الأقل هذا الطراف أو ذاك .المهم أن
من أن حلف الناتو والولايات ستكون لها ملامح من تستفيد أوكرانيا من وضعها
المتحدة أكدا أنهما لن يخوضا
أي حرب ضد روسيا لا في كل ذلك إضافة إلى الوجه الجديد وتعمل على تنمية
الرقمي والتقني ونسق نفسها والاندماج في هذه
أوكرانيا ولا في أي مكان
آخر ،وسيحافظا على أراضي العلاقات المرتبط بذلك .لكن المنظومة أو تلك.
وحدود حلف الناتو والدول تبقى مسألة تأثير العقوبات لقد قررت روسيا ببساطة،
على روسيا .وتبقى الكارثة ورغم اقتصادها المتواضع
الأعضاء فيه .وأوكرانيا الأكبر ،ألا وهي انعدام الثقة وقدراتها المالية والتقنية التي
ليست عض ًوا في الحلف ولا
بينها وبين الغرب ،والذي ليست في أحسن حالاتها،
تتمتع بأي صفات خاصة َت َع َّمق بسبب موضوع القرم، أن تقلد الولايات المتحدة في
واستثنائية فيه .كان من سلوكياتها الدولية .وهي في
الواضح أن الرئيس بوتين ثم شرق أوكرانيا ،ثم غزو هذا الصدد اعتمدت على ما
قد تورط فع ًل بدرجات أوكرانيا .كما تبقى كارثة لديها من ترسانات سلاح،
كبيرة وأصبح من الصعب أكبر وأعمق ،وهي حجم
الآن التراجع .بينما أعلن الكراهية (المعلنة أو المضمرة) قررت أن تقوم بإجراء
الغرب امتناعه عن خوض لروسيا وللروس من جانب يتعلق بوجودها ،وبالمبادئ
أي مغامرات عسكرية في قطاعات واسعة في أوكرانيا، التي تكونت عليها روسيا
أوكرانيا ووقف حلف الناتو ومن غرب أوكرانيا ،ومن في جميع مراحلها القيصرية
عند حدوده الرسمية ،تار ًكا الدول السلافية الأخرى،
أوكرانيا كثقب أسود يبتلع ومن دول شرق أوروبا، والسوفيتية والفيدرالية.
الموارد الروسية ،ويورط وخاصة بولندا والتشيك على لكنها لم تحقق أي شيء
القيادة الروسية في مغامرات سبيل المثال لا الحصر .إن ملموس وواضح .كل ما
غزو أوكرانيا َع َّمق و َو َّسع في الأمر أنها ثبتت حقها في
وتبديد موارد وعزلة من مساحات الكراهية المعلنة إمكانية تكرار هذا الإجراء
اقتصادية ومالية. والمضمرة تجاه الروس في عندما يتم خنقها أو عندما
أوروبا الشرقية ،بصرف تجري محاولات لحصارها
الأخطر أن الغرب الماكر قد والضغط عليها حتى الخطوط
وضع روسيا وبيلاروس النظر عن الاختلاف أو
الاتفاق مع ذلك ،وبصرف الحمراء.
ما حدث في أوكرانيا لن
النظر عن الاتفاق أو