Page 200 - merit 43- july 2022
P. 200
العـدد 43 198
يوليو ٢٠٢2 لروسيا ضعيفة للغاية ،حيث
عدد سكانها 142مليون
بمكوناته الثلاثة (الولايات لهزات اقتصادية أو عسكرية نسمة فقط.
المتحدة والاتحاد الأوروبي ضخمة ومؤثرة. أما حجم التبادل التجاري
وحلف الناتو) .كل المؤشرات بين الصين والاتحاد
الأسبوع الثاني
اتجهت نحو تصعيد غير من الغزو الروسي الأوروبي فيصل إلى 450
عادي ،رغم التصريحات مليار دولار ،وتميل كفته
لأوكرانيا لصالح الصين أي ًضا .لكن
المراوغة أحيا ًنا من هذا حجم التبادل التجاري بين
الطرف أو ذاك ،أو التلاعب خلال الأسبوع الثاني من
بالكلمات والألفاظ من هذه الغزو ،وبدء فرض العقوبات الصين وروسيا حوالي
الدولة أو تلك .لكن لا تهدئة 110مليارات دولار فقط.
ولا اختراق للمواقف .وفي الغربية ،وإغلاق المجالات
الحقيقة ،كانت روسيا منفعلة الجوية الأوروبية كافة أمام وبشكل عام فالشركات
بدرجة غير مسبوقة ،وغالبية روسيا ،وفصلها عن المنظومة الصينية الكبرى ،والحكومة
التصريحات الرسمية من
كبار القادة الروس حملت المالية العالمية ،بدا الوضع الصينية تدرك جي ًدا أن
قد ًرا لا بأس به من الغيظ في غاية الهشاشة .كل ذلك الطاقة الاستيعابية الروسية
والغضب وقلة الحيلة ،لأن والغرب ممتنع تما ًما عن أي للمنتجات الصينية ضعيفة.
تهديدات نووية أو عسكرية، بناء على النقطة السابقة ،لا
موسكو رفعت الأسقف لأن ما يجري في أوكرانيا هو يمكن أن تستغني الصين عن
كثي ًرا ،ولا تدري بعد كيف بين موسكو وكييف .ولقد
تنزل بها بهدوء من دون نجح الغرب في توريط روسيا أسواق بقيمة ما يقرب من
في هذا المأزق ،بل ودفعها إلى الترليون ونصف الترليون
إثارة سخط الرأي العام ارتكاب المزيد من الأخطاء دولار من أجل 110مليار
الداخلي وغضب الحلفاء لكي تصبح فرص واحتمالات دولار ،وإلا ستضطر للتخلي
والمريدين الذين يعولون على التراجع نادرة أو معدومة. عن مواقعها واستثماراتها في
قدرات الرئيس فلاديمير بل ووضع بوتين في زاوية العالم كله .وقد تقوم الصين
بوتين على لجم الغرب ضيقة ودفعه ليس فقط إلى بمناورات اقتصادية ومالية
الإمبريالي الاستعماري لمساعدة روسيا ،ولكن ليس
الرأسمالي وتمريغ رأسه في ابتلاع أوكرانيا والتورط بالدرجة التي تسمح لروسيا
التراب ،ومعاقبته على تاريخه هناك لفترة طويلة ،بل
الأسود بحق الهنود الحمر بالتعافي أو الانطلاق إلى
وفيتنام والعراق وليبيا وأيضا إلى إمكانية المغامرة الأمام .وستظل بكين تحافظ
واليمن وبنما وبيروت. بالهجوم على دول أوروبا على درجة حرارة «الصراع»
غير أن الملا َحظ منذ نهايات الشرقية الأعضاء في حلف بين روسيا والغرب ،أم ًل في
الأسبوع الأول من الغزو الناتو ،أو على دول مثل فنلندا أن يضعفا بعضهما البعض.
هو أن الأوضاع كانت
تتجه بدرجات ما إلى تغيير والسويد. ولكن من المؤكد أن الغرب
الصفات النووية لروسيا، بحلول الأسبوع الثاني من منتبه لهذه النقطة ،وسيجد
وحشد الرأي العام لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا،
الرئيس بوتين لوضع أسلحة بات من الواضح أنه لا أمل الطرق والوسائل اللازمة
نووية في شرق أوكرانيا لتفاديها .والمقصود هنا ،هو
أو في كل أوكرانيا بعد في أي تراجع ،سواء من تفادي الوقوع في تناقضات
جانب روسيا أو من جانب
تفقده موارده المالية أو
أوكرانيا ،ولا من جانب تورطه في حروب أو تعرضه
الأولى ومن جانب الغرب