Page 21 - merit 43- july 2022
P. 21
رؤية من قريب 1 9
والتقاليد بين الشعبين، من العالم ،حيث موقعها جانب من أحداث الثورة البرتقالية
فتكاد تكون واحدة ،حيث المتميز في طريق التجارة
الفروقات بينهما لا تكاد العالمية في القرنين التاسع سالفة الذكر .لقد تأسست
والعاشر الميلاديين ،لكن العاصمة الأوكرانية
تذكر. الأمور تعثرت بعد ذلك ،مع
لقد كانت مدينة «كييف» تحول التجارة العالمية إلى «كييف» قبل العاصمة
مرك ًزا سياسيًّا وثقافيًّا طريق آخر .لكنها لم تفقد الروسية «موسكو» بمئات
ها ًّما رئيسيًّا في «أوروبا يو ًما مكانتها التاريخية
الشرقية» ،أثناء قيام دولة السنين ،ويدعي كل من
«كييفان روس» ،وذلك في والحضارية في نفوس الروس والأوكران على
عهد الأمير «ياروسلاف أبنائها. حد سواء أن «كييف» هي
الحكيم 1054 -1019م”، الموطن الأصلي لهم (لغة،
لكن هذه الدولة سقطت إن التاريخ والثقافة ودينًا ،وثقافة ،وحضارة)،
الروسية الأوكرانية ومن هنا يمكننا أن نضع
في عام 1237م على يد متشابهان حد التطابق، أيدينا على أحد أهم جذور
“المغول” ،حينما شرعوا في فهما دولتان الديانة الصراع الناشب اليوم بين
الزحف على المنطقة للتوسع الرسمية لشعبيهما هي الدولتين ،وهو الصراع على
المسيحية الأرثوذكسية، الهوية من ناحية الروس،
غر ًبا ،وتأسيس دولة كذلك التشابه بين اللغتين
“مغول الشمال” ،التي الروسية والأوكرانية كبير بينما هو صراع على
تعرف أي ًضا باسم دولة ج ًّدا ،أما الأطعمة والعادات الاستقلال التام من وجهة
“القبيلة الذهبية”. النظر الأوكرانية.
لقد مرت «أوكرانيا» لقد كانت «كييف» عاصمة
وعاصمتها «كييف» اقتصادية في هذه المنطقة
بتطورات سياسية
كثيرة ،حيث تم احتلالها
من «بولندا» وخضعت
لسيطرتها ،ثم قامت بعد
ذلك دولة «القوازق» على
أرضها ،بعد انتفاضة
«القوازق» ضد «الحكم
البولندي» في أواسط القرن
السابع عشر ،وسموا
دولتهم «هتمانات» ،والتي
يعتبرها الأوكرانيون اللبنة
الأولى لتأسيس الدولة
الأوكرانية الحديثة.
وفي عام 1654م دخلت
اتفاقية «بيرياسلافل» بين
«روسيا» و»دولة القوزاق»
حيز التنفيذ ،وأصبحت
بموجبها «دولة القوزاق»