Page 24 - merit 43- july 2022
P. 24

‫«كوسا توسلا» الأوكرانية‪.‬‬                                     ‫العـدد ‪43‬‬                              ‫‪22‬‬
‫وهذا ما اعتبرته «أوكرانيا»‬
                                                                                 ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬   ‫التقارب‪ ،‬والتحالف وشيك‬
      ‫اعتدا ًء صري ًحا عليها‬                                                                        ‫الحدوث‪ ،‬أو الحادث‬
     ‫يوحي بإعادة ترسيم‬            ‫‪ ،1991‬كانت «أوكرانيا»‬
‫الحدود بين البلدين بشكل‬              ‫إحدى الجمهوريات‬                                           ‫بالفعل‪ .‬لكن يجب التأكيد‬
 ‫أحادي من جانب روسيا‪،‬‬                                                                           ‫على أن الصراع لم يصل‬
   ‫ولم تنته الأزمة إلا بعد‬     ‫السوفيتية السابقة‪ ،‬تمتلك‬
  ‫لقاء ثنائي بين الرئيسين‬       ‫ثالث أكبر ترسانة أسلحة‬                                            ‫إلى ذروته طوال فترة‬
 ‫«الروسي» و»الأوكراني»‪،‬‬                                                                         ‫التسعينيات‪ ،‬عقب انهيار‬
‫إلا أن العلاقات بين البلدين‬        ‫نووية في العالم‪ ،‬حيث‬                                        ‫«الاتحاد السوفيتي»؛ لأن‬
   ‫كانت قد توترت بالفعل‬           ‫كانت تقع على أراضيها‬
 ‫بسبب هذا الأمر‪ ،‬ولم تعد‬           ‫أكبر المفاعلات النووية‬                                         ‫الأمور وقتها كانت في‬
 ‫الصداقة بينهما إلى عهدها‬                                                                      ‫«موسكو» هادئة‪ ،‬فالغرب‬
    ‫القديم‪ ،‬حتى بعد اللقاء‬         ‫السوفيتية‪ ،‬وحرصت‬
  ‫الثنائي لرئيسي البلدين‪،‬‬       ‫كل من «الولايات المتحدة‬                                            ‫حينها لم يكن يسعى‬
 ‫فقد بدأت الصداقة المعلنة‬                                                                       ‫لدمج «أوكرانيا»‪ ،‬كما أن‬
‫بين البلدين تظهر تشققات‬           ‫الأمريكية»‪ ،‬و»روسيا»‬                                           ‫الاقتصاد الروسي كان‬
                                ‫على نزع الأسلحة النووية‬                                       ‫يعاني من الضعف‪ ،‬وكانت‬
          ‫منذ ذلك الحين‪.‬‬      ‫الأوكرانية‪ ،‬وتخلَّت «كييف»‬                                     ‫«موسكو» مشغولة بالحرب‬
                               ‫عن مئات الرؤوس النووية‬                                        ‫في الشيشان‪ ،‬حسب تقارير‬
 ‫انتخابات الرئاسة‬                                                                            ‫إعلامية موثقة لهيئة الـ”بي‬
     ‫الأوكرانية‬                      ‫إلى «روسيا»‪ ،‬مقابل‬
                              ‫ضمانات أمنية لحمايتها من‬                                             ‫بي سي” البريطانية‪.‬‬
‫في «أوكرانيا» عام ‪،2004‬‬       ‫هجوم روسي محتمل‪ ،‬طب ًقا‬                                            ‫في عام ‪ ،1997‬اعترفت‬
  ‫ساندت «روسيا» بشكل‬                                                                           ‫موسكو رسميًّا من خلال‬
    ‫كبير المرشح الرئاسي‬         ‫للتقارير الإعلامية الموثقة‬                                   ‫ما يسمى بـ”العقد الكبير”‬
    ‫الأوكراني المقرب منها‬           ‫والمباحثات السياسية‬                                       ‫بحدود أوكرانيا الجغرافية‬
   ‫«فيكتور يانوكوفيتش»‪،‬‬           ‫التي دارت بين البلدين‬                                      ‫والسياسية‪ ،‬بما فيها “شبه‬
           ‫إلا أن ما سمي‬          ‫بخصوص هذا الشأن‪.‬‬                                              ‫جزيرة القرم” الخاضعة‬
  ‫بـ”الثورة البرتقالية” في‬                                                                       ‫حاليًا لسلطة «موسكو»‬
   ‫“أوكرانيا”‪ ،‬وهي ثورة‬         ‫لقد شهدت العلاقات بين‬                                           ‫منذ شهر مارس ‪2014‬‬
     ‫وقعت في أوكرانيا في‬        ‫«موسكو» و»كييف» أول‬                                           ‫إثر تدخل عسكري روسي‬
                                                                                              ‫فيها‪ ،‬والتي تقطنها غالبية‬
                                  ‫أزمة دبلوماسية كبيرة‬
                                    ‫حديثة بينهما في عهد‬                                               ‫ناطقة بالروسية‪.‬‬
                                                                                                   ‫عندما انهار «الاتحاد‬
                                 ‫الرئيس الروسي الحالي‬                                           ‫السوفييتي» السابق عام‬
                                 ‫«فلاديمير بوتين»‪ ،‬ففي‬
                                ‫خريف عام ‪ ،2003‬بدأت‬
                                 ‫«روسيا» بشكل مفاجئ‬
                                  ‫في بناء سد في «مضيق‬
                                  ‫كريتش» باتجاه جزيرة‬
   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29