Page 23 - merit 43- july 2022
P. 23

‫رؤية من قريب ‪2 1‬‬

  ‫على «أوكرانيا» من خلال‬         ‫“الإمبراطورية الروسية”‬       ‫الساحة الحمراء‬     ‫الروسي الحالي «بوتين»‬
   ‫شحنات الغاز الرخيص‬          ‫عام ‪ ،1917‬استقلت أوكرانيا‬         ‫الروسية في‬     ‫خطابه السياسي وقراراته‬
  ‫التي يمدها بها‪ ،‬لكن ذلك‬                                       ‫موسكو العام‬    ‫العسكرية في الأزمة الحالية‬
                                 ‫استقلا ًل غير كامل لفترة‬
    ‫لم يحدث‪ ،‬ففي الوقت‬            ‫تاريخية وجيزة‪ ،‬قبل أن‬       ‫الماضي‪ .‬يسعى‬            ‫بينهما‪ ،‬فهو يخاطب‬
‫الذي تمكنت فيه «موسكو»‬           ‫تقوم «روسيا السوفيتية»‬            ‫بوتين إلى‬       ‫الشعب الروسي خطا ًبا‬
                                ‫باحتلالها عسكر ًّيا مجد ًدا‪،‬‬                     ‫سياسيًّا يقوم في جوهره‬
  ‫من بناء تحالف سياسي‬                                           ‫تنشيط الدعم‬       ‫على استعادة «أوكرانيا»‬
   ‫وثيق مع «بيلاروسيا»‪،‬‬             ‫أو لنقل بضمها مجد ًدا‬          ‫القومي في‬      ‫وعاصمتها «كييف» من‬
    ‫كانت «أوكرانيا» تتجه‬         ‫إلى إمبراطوريتها الجديدة‬                           ‫أيدي قوى الشر‪ ،‬التي‬
                                                                ‫الداخل وسط‬
    ‫ناحية الغرب الأوربي‬                ‫المسماة بـ»الاتحاد‬       ‫وباء مستعر‪.‬‬          ‫تحاول اختطافها من‬
  ‫والأمريكي بشكل مزعج‬                       ‫السوفييتي»‪.‬‬                             ‫أحضان الإمبراطورية‬
  ‫ومقلق ومستفز للجانب‬                                                  ‫ائتمان‬
 ‫الروسي‪ ،‬بينما كان الأمر‬            ‫في ديسمبر عام ‪،1991‬‬                                ‫الروسية شقيقتها‬
  ‫للأوكران تطل ًعا سياسيًّا‬    ‫انهار «الاتحاد السوفييتي»‪،‬‬                      ‫والسيطرة عليها‪ ،‬بل وشن‬
                                                                                ‫الحرب ضدها من أراضي‬
     ‫وعسكر ًّيا واقتصاد ًّيا‬      ‫وكانت أوكرانيا من بين‬
 ‫كبي ًرا عن طريق التحالف‬          ‫الجمهوريات السوفييتية‬                                         ‫«كييف»‪.‬‬
 ‫والشراكة معهم‪ ،‬طم ًعا في‬      ‫التي شهدت السقوط الأخير‬                             ‫في القرن السابع عشر‬
 ‫مصادر قوتهم ونفوذهم‪.‬‬                                                           ‫الميلادي‪ ،‬أصبحت مساحة‬
                                     ‫لذلك الاتحاد السابق‪،‬‬                      ‫شاسعة من دولة «أوكرانيا‬
    ‫لقد أزعجت «أوكرانيا»‬            ‫لكن «روسيا» الوريث‬
    ‫الروس بميلها للغرب‪،‬‬             ‫الشرعي لذلك الاتحاد‬                                ‫الحالية» جز ًءا من‬
  ‫وتقاربها معهم‪ ،‬للدرجة‬        ‫أرادت الاحتفاظ بنفوذها في‬                                   ‫«الإمبراطورية‬
 ‫التي رأت «موسكو» فيها‬          ‫هذه الجمهوريات وخاصة‬                                           ‫الروسية»‬
     ‫تهدي ًدا حقيقيًّا لأمنها‬    ‫«أوكرانيا»‪ ،‬وجاء ذلك عن‬                                    ‫السابقة‪ ،‬لكن‬
     ‫القومي‪ ،‬مصدره هذا‬             ‫طريق تأسيس ما عرف‬                                               ‫وبعد‬
                               ‫برابطة «الدول المستقلة جي‬                                         ‫سقوط‬
                                ‫يو إس»‪ .‬وكان «الكرملين»‬
                                    ‫يظن وقتها أن بإمكانه‬

                                                ‫السيطرة‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28