Page 27 - merit 43- july 2022

‫رؤية من قريب ‪2 5‬‬

‫هذه البقعة من الأراضي‬ ‫«أوكرانيا» استقلالها‪ ،‬لكن‬ ‫الروسية الفعلية على‬
‫الأوكرانية على مجرى‬ ‫ما لبثت أن اندلعت حرب‬
‫أوكرانيا‪.‬‬
‫الأحداث‪ ،‬فلقد ظهرت على‬ ‫أهلية دامية‪.‬‬
‫مسرح الصراع الروسي‬ ‫وفي عام ‪1921‬م استولى‬ ‫بين عامي ‪1772‬‬
‫الأوكراني أكثر من مرة‪،‬‬ ‫الجيش الأحمر ‪-‬الجيش‬
‫وكان لها دورها الفاعل‬ ‫الذي أسسه البلاشفة في‬ ‫و‪1795‬م‪ ،‬أصبحت‬
‫فيه‪ ،‬كذلك أكدت «روسيا»‬ ‫روسيا‪ ،‬وسمي بالأحمر‬
‫عبر تطور هذا الصراع على‬ ‫نسبة إلى لون الدم‪ ،‬وما فيه‬ ‫معظم مناطق «غرب‬
‫فكرة العمق الاستراتيجي‬ ‫من مغزى ثوري‪ -‬على ثلثي‬
‫«الأراضي الأوكرانية»‪،‬‬ ‫أوكرانيا» تحت‬
‫لأمنها القومي‪ ،‬والذي‬ ‫وجرى الإعلان عن إقامة‬
‫يبدأ غر ًبا من الأراضي‬ ‫حكم «الإمبراطورية‬
‫الأوكرانية صاحبة التاريخ‬ ‫«جمهورية أوكرانيا‬
‫السوفيتية الاشتراكية»‪،‬‬ ‫الروسية» بعد تقسيم‬
‫الثقافي والحضاري‬ ‫في الوقت الذي أصبح فيه‬
‫والسياسي والجغرافي‬ ‫الثلث الأخير من الأراضي‬ ‫بولندا‪ ،‬وفي عام‬
‫المشترك معها عبر كل‬ ‫الأوكرانية والواقع غربي‬
‫الأزمنة‪ ،‬وهذا يعني أن‬ ‫البلاد‪ ،‬تحت سيطرة بولندا‪.‬‬ ‫‪1783‬م‪ ،‬استولت‬
‫قوى الشر المتمثلة في‬
‫الغرب الأوربي والأمريكي‬ ‫ما بعد البداية‬ ‫«روسيا القيصرية»‬
‫بحسب الرؤية الروسية‪،‬‬
‫يرى كاتب المقال –مرة‬ ‫على المناطق الجنوبية‬
‫إنما تسعى للتقارب‬ ‫ثانية‪ -‬أنه كان لاز ًما‬
‫السياسي والاقتصادي‬ ‫الارتداد بالزمن إلى الوراء‬ ‫من «أوكرانيا»‪ ،‬بعد‬
‫والعسكري مع «أوكرانيا»‬ ‫شيئًا ما؛ بعد الوصول‬
‫إلى أزمة هروب الرئيس‬ ‫سيطرتها على «شبه‬ ‫علم أوكرانيا‬
‫لتهديد الأمن القومي‬ ‫جزيرة القرم»‬
‫الروسي‪ ،‬ولزعزعة‬ ‫الأوكراني الأسبق‬
‫استقرارها وسلامة‬ ‫«يانوكوفيتش»‪ ،‬الذي فاز‬ ‫وضمها لـ»روسيا»‪.‬‬
‫أراضيها ووحدتها‪.‬‬ ‫بالانتخابات عام ‪،2010‬‬
‫في القرن التاسع‬
‫شبه جزيرة القرم‬ ‫إلى «روسيا» في عام‬
‫‪ ،2014‬عقب الاحتجاجات‬ ‫عشر شهدت‬
‫في مارس عام ‪،2014‬‬ ‫الشعبية الأوكرانية ضده‬
‫استغلت «روسيا» فراغ‬ ‫بسبب تقاربه مع «روسيا»‬ ‫«أوكرانيا» ازدها ًرا‬
‫السلطة الناجم عن هروب‬ ‫ثقافيًّا قوميًّا‪،‬‬
‫الرئيس الأوكراني الأسبق‬ ‫وتجميده للتحالف مع‬ ‫حيث ازدهر الأدب‬
‫«الاتحاد الأوروبي»‪ ،‬وذلك‬
‫«يانوكوفيتش» عقب‬ ‫للوقوف على جذور الصراع‬ ‫والثقافة والبحث‬
‫الاحتجاجات الشعبية‬ ‫وتطوراته‪ ،‬لاسيما ما يخص‬
‫الأوكرانية ضده بسبب‬ ‫«شبه جزيرة القرم»‪ ،‬حيث‬ ‫التاريخي‪ ،‬وتحولت‬
‫تقاربه مع «روسيا»‬ ‫بالارتداد بالزمن تاريخيًّا‬
‫وتجميده للتحالف مع‬ ‫منطقة «غاليسيا»‬
‫«الاتحاد الأوروبي»‪،‬‬ ‫إلى الوراء‪ ،‬ظهر تأثير‬
‫الواقعة «جنوب غرب‬

‫أوكرانيا» والتي‬

‫باتت تحت إدارة «مملكة‬

‫هابسبورج»‪ ،‬إلى مركز‬

‫للنشاط السياسي والفكري‬

‫للأوكرانيين‪ ،‬خاصة‬

‫بعد حظر «روسيا» اللغة‬

‫الأوكرانية على أراضيها‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1917‬أنهت‬

‫«الثورة البلشفية» الحكم‬

‫القيصري في «روسيا»‪ ،‬وتم‬

‫الإعلان عن «مجلس وطني»‬

‫في «أوكرانيا» بعد انهيار‬

‫«الإمبراطورية الروسية»‪،‬‬

‫وبعدها بعام أعلنت‬