Page 22 - merit 43- july 2022
P. 22

‫العـدد ‪43‬‬          ‫‪20‬‬

                                                                ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬       ‫رسميًّا تحت الوصاية‬
                                                                                            ‫الروسية‪.‬‬
   ‫واحد عبر التاريخ‪ ،‬نتج‬                 ‫وتاريخيًّا وجغرافيًّا‬
‫عنه تطابق يكاد يكون تا ًّما‬         ‫وسياسيًّا‪ ،‬أو فلنقل أبناء‬                      ‫البداية‬
                                  ‫الشعب الواحد ‪-‬إن جازت‬
    ‫في كافة جوانب الحياة‬          ‫التسمية‪ ،-‬كذلك في العصر‬                     ‫يرى كاتب المقال أنه كان‬
   ‫لهما تاريخيًّا وسياسيًّا‬      ‫الحديث كانت «كييف» تابعة‬                     ‫لاز ًما الارتداد بالزمن إلى‬
  ‫وعسكر ًّيا ودينيًّا ولغو ًّيا‬    ‫لـ»الكرملين»‪ ،‬إبان عصر‬                      ‫الوراء شيئًا ما؛ للوقوف‬
 ‫وثقافيًّا واقتصاد ًّيا‪ ،‬وهذا‬     ‫«الاتحاد السوفييتي»‪ ،‬ولم‬
 ‫ما يؤكد أوجه التقارب بل‬          ‫تستقل إلا عام ‪ 1991‬عقب‬                            ‫على جذور الصراع‬
   ‫التطابق الموجود بالفعل‬                                                       ‫وتطوراته‪ ،‬لاسيما وأنه‬
 ‫على أرض الواقع‪ ،‬وكذلك‬                      ‫تفككه وانهياره‪.‬‬                  ‫صراع حضاري وتاريخي‬
‫هذه هي الذريعة الأساسية‬             ‫إن التوترات بين روسيا‬                        ‫وثقافي في المقام الأول‬
  ‫التي يبني عليها الرئيس‬             ‫وأوكرانيا حاليًا يسبقها‬                     ‫قبل أن يكون سياسيًّا‬
                                    ‫تاريخ يعود إلى العصور‬                     ‫وعسكر ًّيا‪ ،‬فقراءة التاريخ‬
                                      ‫الوسطى‪ ،‬حيث إن كلا‬                     ‫بتمعن تؤكد تلك الفرضية‪،‬‬
                                    ‫البلدين لديهما جذور في‬                  ‫وهذا ما يستند الروس إليه‬
                                  ‫الدولة «السلافية الشرقية»‬                   ‫في هذا الصراع السياسي‬
                                    ‫المسماة «كييفان روس»‪،‬‬                       ‫العسكري الدموي‪ ،‬ذي‬
                                                                            ‫الأبعاد التاريخية الموغلة في‬
                                       ‫لذلك دائ ًما ما يتحدث‬                  ‫القدم‪ .‬فالروس يعتبرون‬
                                     ‫الرئيس الروسي الحالي‬                       ‫«أوكرانيا» هي الامتداد‬

                                       ‫«بوتين» عن الشعبين‬                         ‫التاريخي والجغرافي‬
                                       ‫الروسي والأوكراني‪،‬‬                      ‫لروسيا‪ ،‬بل هي الجذور‬
                                     ‫بوصفهما شعبًا واح ًدا‪.‬‬
                                   ‫بينما يتجه بعض المحللين‬                       ‫التاريخية والجغرافية‪،‬‬
                                       ‫إلى رأي آخر لا يتبناه‬                    ‫لما سمي لاح ًقا بالدولة‬
                                  ‫كاتب المقال‪ ،‬وإنما يعرضه‬                  ‫«الروسية»‪ ،‬كذلك يعتبرون‬
                                   ‫للوقوف على حقيقة الأمر‬                        ‫الأمن القومي لروسيا‬
                                    ‫بأسلوب منهجي متجرد‪،‬‬
                                      ‫وهو القول بأن مسار‬                           ‫من جهة الغرب يبدأ‬
                                  ‫هاتين الأمتين عبر التاريخ‬                       ‫من «كييف» ودولتها‬
                                 ‫مختل ٌف‪ ،‬ونشأت عنه لغتان‬                   ‫الأوكرانية‪ ،‬لذلك نجد الكثير‬
                                    ‫وثقافتان مختلفتان رغم‬                   ‫من أبناء الشعب الأوكراني‬
                                    ‫قرابتهما‪ ،‬فبينما تطورت‬                     ‫يتحدثون اللغة الروسية‬
                                       ‫«روسيا» سياسيًّا إلى‬                     ‫بطلاقة‪ ،‬ويتشابهون في‬
                                       ‫إمبراطورية‪ ،‬لم تنجح‬                   ‫المأكل والملبس والكثير من‬
                                  ‫«أوكرانيا» في بناء دولتها‪،‬‬                    ‫العادات الاجتماعية كما‬
                                       ‫حسب موقع «دوتشه‬                       ‫ذكرنا آن ًفا‪ ،‬ولعل هذا يعود‬
                                    ‫فيلا»‪ .‬وهذا قول لا يتفق‬                    ‫للتاريخ الطويل المشترك‬
                                  ‫معه كاتب المقال‪ ،‬فالحقيقة‬                  ‫للترابط بين أبناء الشعبين‬
                                      ‫الثابتة تاريخيًّا هي أن‬                  ‫ثقافيًّا ودينيًّا واجتماعيًّا‬
                                   ‫الدولتين والشعبين نسيج‬
   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27