Page 282 - merit 43- july 2022
P. 282
العـدد 43 280
شعري ،بل أمام عمل شعري يوليو ٢٠٢2 الأيديولوج ِّي إلى رحابة الغابة
مركب ومنشرح. ال ِّشعرية التي تتنوع فيها
النَّص ال ِّشعر ِّي الواحد نجد
في هذا ال ِحوا ِر ال َّشي ِق ،لصالح القصة القصيرة والقصيرة الأصوات والألوان وتتداخل
مجلة «ميريت الثّقافيَّة» نتطر ُق ج ًّدا ،والموسيقى والف َّن التّشكيليَّ
َمعه إلى مجموع ٍة من القضايا وال َّشذرة ،الفكر ،التَّصوف، الأجناس والفنون والمعارف..
العربيّ ِة ال ّراهن ِةَ ،ت ُخ ُّص ال ّشع َر الفلسفة ،وقصيدة الهايكو، بد ًءا من عمله ال ِّشعري الأول
والثَّقاف َة والفنو َن والفك َر والكتابة المسرح وال ِّسينما ..فتتغير المفاهيم «فاكهة اللّيل» ،1994وليس
ال ِّشعرية التي عمرت طوي ًل، انتها ًء بأعماله ال ِّشعرية الجديدة
والحياة.. هكذا ننتقل من «التَّشطير» إلى ما بعد ..2020ظلت أعماله
«التَّشذير» ونخر ُج من «التَّشابه» ال ِّشعر َّية منفتحة على الأنواع
كيف ُد ِف ْع َت إلى الشعر إلى «الاختلاف» ومن «شعرية الأدبيَّ ِة والفنون المتعددة ،عارفة
وأنت لا تعرف ما الشعر؟ الواحد» إلى «شعرية الك ِّل» ،ومن بالف ِّن ال ِّسينمائ ِّي والفوتوغراف ِّي
«القصيدة» إلى «النَّ ِّص ال ِّشعري
من الطبيعي ،حين نميل إلى المتكامل» ،وننتقل أي ًضا من وإمكانياته المتطورة وتستفيد
شيء ما ،أو َت ُش ُّدنا رغبة ما إليه، «ال َّشفاهة» إلى «الكتابة» ومن منه في تغذي ِة وتجمي ِل التَّجرب ِة
«ال َّصوت» إلى «الخ ِّط» إلى ال ُّصورة ال ِّشعري ِةُ ،م َح ِّو َلة بذلك
نكون جاهلين بما ينطوي عليه المشاهد ال ُّتراثيَّة والهامشيَّة إلى
من أسرار ،وما قد يكون فيه من الدرامية المتحركة. َم َشا ِه َد
َع َن ٍت .فالبدايات ،تكون محفوفة الملاح ُظ أ َّن نصو َص َأ ْع َمال ِه َج َمالِيَّة متخيلة ،حيَّة أقرب إلى
بالمخاطر ،ما لم نرعها ،ونعمل على ال ِّشعري ِةُ ،متلاحم ٌة و ُمتداخل ٌة مشاهد ضوئية سينمائيَّة تش ُد
تأكيد رغبتنا هذه بصقل مواهبنا فيما بينها ،ويربطها راب ٌط واح ٌد، انتبا َه القارئ /المشاهد والمتذوق
وشحذها ،إما بالقراءة ،أو بالحوار وتشتغل على الدراما الحكائية، لروح ال ِّشعر الخفاقة ،ينفتح على
وتنكت ُب بطرائ َق لا عهد لنا بها
والاستماع إلى الآخرين ممن في ال ِّشعر المغرب ِّي المعاصر ،كما التَّاريخ والف ِّن والأدب والتَّصوف
سبقونا ،وحتَّى بعض اللاحقين تتخللها مشاهد وأجناس وأنواع وال ِّسينما وال َّسرد ،من ث َّم لا
علينا ،أو الاستفادة والتعلُّم من غير شعرية ،الأمر الذي يجعلنا يكمن الحكم على هذه التِّجربة في
تجاربهم ،إذا كانت ُتوا ِفق الهوى أمام نصوص شعرية ،وليس
قصائد ،وليس أمام ديوان اختصارها بـ»قصيدة النَّثر» ،بل
الذي نميل إليه. بالنَّ ِّص ال ِّشعر ِّي المركب ،أو الملحة
أ َخ َذني ال ِّش ْعر أكثر من غيره، ال ِّشعرية ،بد ًءا من عمله «حامل
المرآة» ،2013إلى ما بعد «خصال
الماء» .2019
م َع حداثة الكتاب ِة
التي يشتغل
عليها ،ل ْم يعد
ال ِّش ْع ُر َذل َك
النَّو ُع ال َخالِ ُص،
َب ْل َأ ْص َب َح
ُم ْخ َت َر ًقا من لدن
أنوا ٍع وأجنا ٍس
أدبيَّ ٍة أخرى
مبثوثة فيه،
تخترقه وتذي ُب
حدوده ،ففي