Page 285 - merit 43- july 2022
P. 285
مفهوم القصيدة الذي س َّم ْي ُت به
التاريخ ،أنا لا أستعمله ،وهو لم يعد
يليق بما يكتبه عدد محدود من
ال ُّشعراء اليوم في العالم العربي،
ُقَّراؤهم محدودون ،وكذلك نقادهم،
لأن شعرهم صعب ،بل ُمخيف،
ويحتاج إلى قاريء وناقد فكره
يتميز بالصيرورة والتجدد ،وبوعي
الاختراقات ،وما تقترحه من أفكار
وصيغ فنية جمالية.
أو حداثة الكتابة .لا يمكن، المفردة لل ِّشعر ،في الوقت الذي المُ ِخلَّة ،أطاريح جامعية ،بل
إطلا ًقا ،تخ ُّيل هذه الحداثة التي أصبح فيه الواقع مركبًا ،بل وندوات ولقاءات ،كلها تسير في
مشتب ًكا و ُمع َّق ًدا. نفس المعنى ،دون مراجعة ونقد
ُتنافي حداثة القصيدة ،بدون
هذه الفنون في علاقتها بالمعارف للمرجعيات ال ّثقافية وتدقيق.
والعلوم التي هي جزء من المعرفة أثر واضح و َب ِّين في حداثة الكتابة ،كما تص َّور ُته،
منذ الشروع في العمل عليه ،هو
الشعرية .الشاعر الذي يعمل أعمالك الشعرية، عمل مستقبلي ،وليس مشرو ًطا
بحاسة أو حا َّس َت ْين ،هو شاعر كذلك الفنون السمعية باللحظة الراهنة ،لذلك ،لا أتعجل
ُيعاني َعيًّا في وعيه ال ِّش ْع ِر ّي ،في أن يكون قرأه الخليجيون ،ما
علاقته بال ِّشعر ،وفي ما يتطلَّ ُبه البصرية :المسرح، دامت البنية التقليدية ،في كل
الموسيقى ،الرسم، شيء ،هي ما يحكم ذهنية الخليج،
ال ِّشعر من تصا ٍد للحواس السينما ،التصوير
وتجاوبها ،بل تداخلها وذوبانها الفوتوغرافية ،هذه خصو ًصا في ال ِّشعر.
الفنون وغيرها ،توجد في بعكس الخليجيين ،المغاربة تلقوا
في بعضها البعض. أعمالك لغة وتقنية ،هذه
نحن لا نكتب باللغة وحدها، الفنون في علاقتها بحداثة الكتاب باهتمام ،واستفاد منه
بل بما يمكن أن ُن َح ِّمل به اللغة الكتابة ،ما رأيك؟ عدد من الباحثين في أطاريحهم
والصفحة من دوا ّل ،بعضها نراه، الجامعية ،وفي دراساتهم النقدية،
وكثير منها يحتاج منا إلى جهد بذكرك لهذه الفنون ،فأنت تضع
لنصل إليه ،لأن جز ًءا من حوا ٍّس يدك على جوهر العمل ال ِّشعري، طبعاته ،تقريبًا ،نفذت .وهذا
لا نعمل بها ،أو أنها لا تدخل في مهم بالنسبة لي ،لأننا شرعنا في
قراءتنا وتأملنا للعمل ال ِّشعري. الانتباه إلى ما يحتاج ال ِّشعر أن
ُنراجعه فيه اليوم من أساسات،
حداثة الكتابة هي انفتاح بينها استغراق الغنائية والذات
وانشراح ،وهي ُز ْر َقة ،وسماء