Page 288 - merit 43- july 2022
P. 288

‫الواحد‪ ،‬هناك المقطع الشعري‪،‬‬                               ‫العـدد ‪43‬‬                           ‫‪286‬‬
   ‫والعرب لم تكن ُتس ِّمي ما لم‬
  ‫يتجاوز سبعة أبيات قصيدة‪،‬‬                                                 ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬     ‫جمي ًل‪ ،‬هو ما بقي من محمود‬
    ‫ما يعني أن شعر اللمعة‪ ،‬أو‬                                                           ‫درويش‪ ،‬مثل ديوانه‪« ‬أحد عشر‬
                                  ‫ما اختلف ُت فيه مع هذا‪« ‬ال ِّشعر»‪،‬‬
‫المُقابسة‪ ،‬أو المقطع‪ ،‬أو اللحظة‪،‬‬     ‫هو لماذا يكون بنفس الطريقة‬                            ‫كوكبًا»‪ ‬و»الجدارية»‪ ‬و»لاعب‬
‫أو الشذرة‪ ،‬موجود في الشعرية‬          ‫اليابانية‪ ،‬واليابانيون حاولوا‬                        ‫النرد»‪ ‬و‪« ‬لماذا تركت الحصان‬
                                    ‫منذ مدة إدخال هذا النوع من‬
    ‫العربية‪ ،‬لماذا تركنا كل هذا‪،‬‬    ‫ال ِّشعر إلى الثقافة العربية‪ ،‬بما‬                       ‫وحي ًدا»‪ ،‬وهذه الأعمال هي‬
    ‫واستنجدنا بثقافات أخرى‬                                                               ‫غير‪« ‬سجل أنا عربي»‪ ،‬في كل‬
                                  ‫فيها الثقافة المغربية‪ ،‬ولم يجدوا‬                      ‫شيء‪ ،‬في البناء والتص ُّور‪ ،‬وفي‬
                                              ‫من يتجاوب معهم‪.‬‬
                                                                                                ‫السياق الفني الجمالي‪.‬‬
                                     ‫في الشعر العربي هناك البيت‬                         ‫ما أكت ُبه شعر ًّيا ونظر ًّيا‪ ،‬يدخل‬
                                                                                       ‫في إطار هذا المُت َب ِّقي الذي يستمر‬

                                                                                            ‫بما فيه من مستقبل‪ ،‬لأنه‪،‬‬
                                                                                          ‫في أصله‪ ،‬قادم من المستقبل‪،‬‬
                                                                                         ‫والماضي فيه هو تاريخ‪ ،‬وهو‬
                                                                                       ‫لحظة من لحظات هذا المستقبل‪،‬‬
                                                                                        ‫وليس عائ ًقا في وجه المستقبل‪.‬‬
                                                                                          ‫الميديا‪ ،‬لها دورها ووظيفتها‪،‬‬
                                                                                          ‫ودور ووظيفة الشعر ليست‬

                                                                                            ‫الاستهلاك أو التأثير الآني‬
                                                                                          ‫اللحظي‪ ،‬بل التأثير على المدى‬
                                                                                       ‫البعيد‪ ،‬والتغلغل في نفس وروح‬
                                                                                       ‫ووجدان وذات الإنسان‪ .‬الشعر‬

                                                                                           ‫ُي ْعنى بالإنسان الإنسان‪ ،‬لا‬
                                                                                             ‫الإنسان الآلة‪ ،‬أو الإنسان‬
                                                                                       ‫القطيع‪ ،‬أو التابع‪ .‬هذا هو الفرق‬

                                                                                                   ‫بين الشعر والميديا‪.‬‬

                                                                                             ‫بعد قصيدة النثر‬
                                                                                       ‫العربية‪ ،‬ظهرت قصيدة‬

                                                                                         ‫الهايكو‪ ،‬ويكتبها عدد‬
                                                                                       ‫كبير من شعراء اليوم‪،‬‬

                                                                                           ‫هناك من كتبها أول‬
                                                                                           ‫ما كتب‪ ،‬وهناك من‬
                                                                                         ‫جاء إليها من الأنماط‬
                                                                                       ‫الأخرى‪ ،‬ما رأي صلاح‬
                                                                                          ‫بوسريف في قصيدة‬

                                                                                             ‫الهايكو العربية؟‬
   283   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293