Page 289 - merit 43- july 2022
P. 289

‫‪287‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

                        ‫منازع‪.‬‬      ‫اليابانيين أنفسهم‪ .‬فما لا يؤخذ‬            ‫لنكتب شع ًرا بهذا المعنى‪ .‬ألم‬
                                          ‫كله‪ُ ،‬ي ْت َرك كله‪ ،‬كما ُيقال‪.‬‬  ‫يكن ممكنًا بلورة تصور نستفيد‬
      ‫كيف ترى مستقبل‬
         ‫الشعر العربي؟‬              ‫حداثة الكتابة‪ ،‬فأين هي‬                   ‫فيه من الشعر الياباني‪ ،‬ومن‬
                                       ‫حداثة النقد‪ ،‬بالمعنى‬                     ‫خلاله نطور تجربة تتعلَّق‬
   ‫هو نفسه مستقبل الثقافة‪ .‬ما‬
        ‫لم ُت ِعد الدول حساباتها‪،‬‬   ‫المنفتح الذي ذهبت إليه‬                  ‫بنا‪ ،‬لا أن نكون ناطقين باسم‬
                                                    ‫الكتابة؟‬                   ‫غيرنا‪ .‬ثم‪ ،‬هل يلتزم هؤلاء‬
   ‫وكذلك المؤسسات الثقافية في‬
 ‫علاقتها بالثقافة‪ ،‬وما تريده من‬         ‫قليلون من ما زالوا يكتبون‬            ‫بقواعد الهايكو في أصوله‪ ،‬أو‬
‫الثقافة‪ ،‬ودور الثقافة في التربية‬     ‫في نقد ال ِّشعر أو ًل‪ ،‬لأن ال ِّشعر‬       ‫ما حدث فيه من تط ُّور عند‬

     ‫والتعليم‪ ،‬وفي تنوير العقل‪،‬‬          ‫معرفة بالبلاغة والعروض‬
  ‫وتأجيج الخيال‪ ،‬سيظل ال ِّشعر‬       ‫واللغة والنقد‪ ،‬وبتاريخ ال ِّشعر‬
 ‫يرزح تحت وطأة هذا الجحود‪،‬‬          ‫الكوني‪ ،‬ماضيه وحاضره‪ ،‬وما‬
                                     ‫يصدر من نظريات في مختلف‬
    ‫رغم أنه شعر فيه الكثير من‬         ‫اللغات والثقافات‪ ،‬وهو امتداد‬
      ‫مواطن الإضافة والدهشة‬
             ‫والنشوة والجمال‪.‬‬            ‫في الماضي‪ ،‬وليس ثلاثة أو‬
                                         ‫أربعة قرون‪ ،‬مثلما نجد في‬
‫كيف تقدم عملك الشعري‬                   ‫الرواية‪ .‬لذلك فنقد ال ِّشعر لا‬
       ‫الجديد‪« :‬كوميديا‬             ‫يذهب إليه إلا من خبروا ال ِّشعر‬
                                   ‫وانخرطوا في معرفته‪ ،‬وحتى من‬
‫العدم»‪ ‬خاصة وأنه كتب‬                 ‫بقي من المُعاصرين يكتبون في‬
           ‫بأكثر من يد؟‬             ‫ال ِّشعر مثل صلاح فضل وجابر‬
                                     ‫عصفور‪ ،‬فهما لم يتجاوزا عبد‬
  ‫صعب عليَّ أن أقدمه‪ ،‬هذا عمل‬         ‫الصبور ونازك الملائكة وعبد‬
     ‫النقاد‪ ،‬لكنه عمل استثنائي‪،‬‬          ‫المعطي حجازي وأدونيس‬
                                      ‫والسياب‪ ،‬وكأن الشعر وقف‬
   ‫كما تل َّقاه من قرؤوه واطلعوا‬       ‫عند هؤلاء‪ ،‬وهذا ما ٍض آخر‪،‬‬
   ‫عليه‪ ،‬وهذه شهادتهم‪ ،‬وليس‬        ‫يت َخ َّفى في ثوب الحداثة والتنوير‪.‬‬
  ‫كلامي‪ .‬سيصلك‪ ،‬وسترى أنه‬
 ‫خارج ما سبق مما كتبت ُه‪ ،‬وهو‬                ‫حداثة الكتابة‪ ،‬ث َّمة من‬
   ‫يجمع بين ال ِّشعر والتشكيل‪.‬‬       ‫يخوضونها في صمت وبهدوء‪،‬‬

   ‫ما هو رهانك الشعري‬                  ‫ولن أبالغ إذا قلت إنها رهان‬
      ‫من خلال ما تكتب؟‬                 ‫ال ِّشعر في أفقه المستقبلي‪ .‬كل‬
                                       ‫جديد طاريء يكون صاد ًما‪،‬‬
   ‫أن تكون إقامتي على الأرض‪،‬‬          ‫وليس عليه إجماع‪ ،‬لكنه حت ًما‬
‫إقامة شعرية بامتياز‪ ،‬ولا أطمح‬
                                          ‫سيش ُّب عن الطوق ليكون‬
   ‫لغيرها من إقامات مما ترك ُته‬      ‫طري ًقا‪ُ  .‬عد إلى ما قيل عن شعر‬
    ‫لمن يتهافتون على السفريات‬       ‫أبي تمام في الماضي‪ ،‬وهو اليوم‬
   ‫والمهرجانات‪ ،‬وعلى الإقامة في‬      ‫من علامات حداثة ال ِّشعر دون‬

           ‫فنادق الخمس نجوم‬
   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293   294