Page 294 - merit 43- july 2022
P. 294

‫كان لأمه وجدته وبلقاس‬
                                     ‫والمدرسة الجانب الأكبر من‬
                                  ‫التأثير‪ ،‬كذلك فإن لعلاقته بوالده‬
                                      ‫والتقلبات الاقتصادية وعدم‬
                                  ‫الاستقرار دور كبير‪ ،‬تلا ذلك السفر‬
                                  ‫بداي ًة إلى الإسكندرية ثم القاهرة‬
                                   ‫والاحتكاك بأصدقاء كثر ومعارف‬
                                      ‫مختلفين‪ ،‬التنوعات الفكرية‬
                                   ‫في مجتمع ما بعد الحرب ‪1973‬‬
                                  ‫والانفتاح وتغير القيم‪ ،‬ولادة الميل‬
                                    ‫الاستهلاكي ثم حلم كل جيله‬

                                           ‫بالسفر إلى أوروبا‪.‬‬

‫أندريه سالمون‬

     ‫أركانهم الصغيرة ولكن عند‬      ‫والأشكال والخطوط‪ ،‬طوره فيما‬        ‫في المدرسه أي ًضا قابل الأستاذ‬
       ‫احتكاكهم بالعالم يتضاءل‬      ‫بعد عبر رحلة طويلة من البحث‬            ‫كمال موجه التربية الفنية‬
                                  ‫أكثر من مرة‪ ،‬واستدعاه في أعماله‬
 ‫الشعور ويعرفون أنهم أشخاص‬         ‫عشرات بل مئات المرات‪ ،‬وانتهت‬      ‫وصاحب استوديو الفوتوغرافيا‬
‫عاديين وتفتر عزيمتهم‪ ،‬لكن ليس‬                                           ‫الذي دعا محمد الصغير لكي‬
‫محمد عبلة‪ ،‬كانت بدايات عبلة مع‬          ‫رحلته مع الاستوديو أي ًضا‬
‫مدينة الإسكندرية وليس القاهرة‪،‬‬      ‫كالعادة بغضب الوالد خو ًفا من‬    ‫يساعده ووسط مواد التحميض‬
‫فبعد تركه للكلية الحربية وبفضل‬      ‫كلام الناس أنه يدفع ابنه الطفل‬     ‫وجد الطفل عالم سحري آخر‪،‬‬
                                   ‫للعمل لأنه غير قادر على الإنفاق‬  ‫شرائط تدخل في الأحماض تحت‬
   ‫الفنان العظيم سيف وانلي أتت‬      ‫عليه‪ ،‬وضربه والتفتيش اليومي‬        ‫النور الأحمر لتتحول لخيالات‬
 ‫مغامرة عبلة أكلها والتحق بكلية‬   ‫على أظافره بحثًا عن آثار أحماض‬      ‫شخوص ثابته ومتحركة‪ ،‬منبع‬

   ‫الفنون الجميلة‪ ،‬وفيها أتيح له‬                         ‫التظهير‪.‬‬        ‫آخر للخيال وللحلم لإشباع‬
 ‫الدراسة على أيدي فنانين عظام‪،‬‬           ‫أمه‪ ،‬أبوه‪ ،‬جدته‪ ،‬المدرسة‪،‬‬   ‫الحكي الطفولي‪ ،‬وهي بتجريدها‬
                                       ‫بلقاس‪ ،‬المجتمع والأصدقاء‪،‬‬
       ‫فدرس تاريخ وتطور الفن‬            ‫كانوا هم الطبقات الرئيسية‬      ‫كأنها تمسح صاحب الصورة‬
‫والأساليب من البدائي والفرعوني‬      ‫والمكون الأساسي في لغة محمد‬        ‫وتسمح له بالدخول في مكانه‪،‬‬
 ‫وفنون الحضارات القديمة والفن‬           ‫عبلة التصويرية‪ ،‬في بلقاس‬       ‫هذه الخيالات ظلت ملازمة له‬
                                      ‫أي ًضا اكتسب زهوة إحساسه‬      ‫ليبدع فيها بعد السيلويت والقص‬
   ‫الإسلامي وحتى مدارس الفن‬         ‫بتميزه‪ ،‬حالة عبلة ليست غريبة‬     ‫واللصق ولوحات بتقنية الشمع‬
 ‫الغربي دراسة متخصصة‪ ،‬حيث‬           ‫على المجتمعات الريفية‪ ،‬كثيرون‬    ‫ومجموعات مثل السلم والثعبان‬
 ‫تعرف أكثر على نجومه المفضلين‬            ‫يشعرون بأنهم عباقرة في‬     ‫وغيرها‪ ،‬كالعادة فتح له ستوديو‬

    ‫وأساليبهم‪ :‬ماتيس‪ ،‬بيكاسو‪،‬‬                                             ‫الأستاذ كمال عالمًا سحر ًّيا‬
    ‫جياكومتي‪ِ ،‬ك ِل‪ ..‬إلخ‪ ،‬ورسم‬                                         ‫من كيفية معالجة الشخوص‬
 ‫الموديل العاري ليتعرف أكثر على‬
   289   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299