Page 299 - merit 43- july 2022
P. 299

‫‪297‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

 ‫ولا أحد يعرف ولا هو نفسه‪ ،‬ما‬      ‫المراوغة تلخص كل الإجابات في‬       ‫الأوراق ويعود لقصها وتحويلها‬
 ‫هي الخطوة القادمة التي سيقدم‬        ‫كلمة! مرة أخرى سيجيبك أنه‬       ‫لأشكال كولاجية لينتج فن طريق‬
‫عليها في رحلته المدهشة المندهشة‪،‬‬
‫والتي من المؤكد لم تكن للحصول‬     ‫يرى الصبار في مجمله أقرب إلى‬         ‫الحرير بنكهة حكاياته المصرية‪،‬‬
  ‫على الأوسمة بالقدر الذي كانت‬      ‫الأبوة منه إلى الأنوثة‪ ،‬وبالرغم‬      ‫يلعب بالخط العربي أحيا ًنا في‬
 ‫فيه لرغبته في إيصال فنه للناس‪،‬‬                                         ‫هذه المجموعه في إشارة لرابط‬
‫لتأسيس أرضه المستمدة من طمي‬          ‫من الروحانية فإن الصبار لا‬           ‫حضاري‪ ،‬ثم يلعب بالنار في‬
‫النيل وبناء جسوره ليعبر للبشر‪،‬‬       ‫يخلو من استعراض سواء في‬
‫هاجسه أن يترك علامة أنه مر من‬        ‫تقنيات الكولاج أو التلوين أو‬    ‫مغامرة نحتية هذه المرة مستعم ًل‬
‫هنا إلى هناك وترك بصمة‪ ،‬لم يمر‬      ‫اللجوء إلى تقنية المونوكروم في‬     ‫وسي ًطا أوليًّا غير الطين الذي لا‬
‫مرور الكرام ولم يكن مجرد عابر‬      ‫بعض اللوحات لبيان قوة الخط‬           ‫يحبه‪ ،‬ويلجأ إلى صب البرونز‬
                                    ‫والكتلة والبناء‪ ،‬كاللوحات التي‬        ‫بتقنية دك الرمل حيث تلعب‬
                          ‫سبيل‬      ‫عرضها في إعادة افتتاح قاعات‬         ‫الصدفة الدور الأكبر في الناتج‬
                                  ‫مركز جوته العام الماضي‪ ،‬الرغبة‬        ‫الفني وللحصول على أكبر قدر‬
                                   ‫في أن يبهر تتفوق عليه كالعادة‪،‬‬          ‫من الملامس المبتكرة وروح‬
                                                                       ‫الطفولة‪ ،‬ثم يأتي الصبار الباذخ‬
                                                                        ‫الألوان والتشكيلات والعلاقات‬

                                                                     ‫وكأنه خلاصة رحلة الفنان داخل‬
                                                                      ‫نفسه‪ ،‬فهذه المرة لا يريد عبلة أن‬
                                                                      ‫يحكي حكاية بل أن يقطع مسافة‬
                                                                     ‫داخل نفسه‪ ،‬لو سألته‪ :‬هل يرسم‬
                                                                     ‫الصبار لدلالته خشونته الخارجية‬

                                                                         ‫وجفافه وطراوته ونداوته من‬
                                                                      ‫الداخل تلك الإبر التي يحمي بها‬
                                                                     ‫نفسه‪ ،‬أو لأنه في الحكاية الشعبية‬

                                                                         ‫طارد للشر وصلة بين الحياة‬
                                                                       ‫والموت؟ سيجيبك ببساطة‪ :‬كنت‬

                                                                         ‫عايز أرسم ناس‪ ،‬هذه الإجابة‬
   294   295   296   297   298   299   300   301   302   303   304