Page 301 - merit 43- july 2022
P. 301

‫لو حبينا نشوف مثال عن لغة‬                                                   ‫ماكس فاينرايتش‬
  ‫أصلها بعيد عن اللغة اللاتينية‪،‬‬
 ‫ممكن ناخد اللغة الألمانية اللي‬                                          ‫من اللغة العربية‪ ،‬وماينفعش‬
  ‫كانت لهجة جيرمانية مالهاش‬                                          ‫يتكتب بيها أدب‪ ،‬ومايصحش إنها‬
‫قواعد مكتوبة لحد ما ظهر مارتن‬
‫لوثر وعمل ترجمته الألمانية للكتاب‬                                      ‫تستخدم في ترجمة نص بجمال‬
 ‫المقدس‪ .‬وترجمته دي بقت حجر‬                                                  ‫وأهمية رواية «الغريب»‪.‬‬
 ‫الأساس ومرجع لقواعد الألمانية‬
‫لحد النهارده‪ .‬وطب ًعا الأمثلة كتير‬                                      ‫والغريب‪ ،‬إن الكلام ده بيتقال‬
 ‫وكلها بتوضح إن معظم اللغات‬                                                ‫في نفس السنة اللي معرض‬

   ‫اللي نعرفها كانت في الأول‬                                         ‫القاهرة الدولي للكتاب اتعمل تحت‬
                ‫لهجات‬                                                    ‫شعار «هوية مصر»‪ .‬وبيتقال‬
                                                                        ‫من مثقفين مصريين‪ ،‬عايشين‬
  ‫إيطاليا وسويسرا وبلاد تانية‪.‬‬            ‫وواضح ج ًّدا من تصميم‬           ‫في مصر‪ ،‬وبيتكلمو مصري‪.‬‬
    ‫وبقى ليها قواعدها المعروفة‪.‬‬        ‫المجموعة دي وتأكيدهم على‬          ‫والأغرب إن مجموعة المثقفين‬
                                                                         ‫دول‪ ،‬مصممين يحتقرو لغتنا‬
‫لكن عشان نعرف إيه اللي حصل‪،‬‬              ‫إن المصري مش لغة‪ ،‬إنهم‬
   ‫لازم نرجع للعصور الوسطى‬            ‫مايعرفوش أو يمكن نسيو أو‬       ‫المصرية واللي هي لغتهم اليومية‪،‬‬
                                    ‫ممكن يكونو بيتجاهلو عن عمد‬            ‫وبالتالي‪ ،‬ب ْي َح َّق ُرو من هويتنا‬
‫وبالتحديد للقرن الأربعتاشر‪ ،‬أو‬      ‫الرأي اللي بيقول إن‪« :‬اللغة هي‬
‫لزمن دانتي (‪)Dante Alighieri‬‬         ‫لهجة عندها سلاح وأسطول»‪.‬‬         ‫كمصريين‪ .‬وده عشان اللغة هي‬
                                      ‫وده طب ًعا رأي ماكس ڤينريخ‬        ‫أول الأدوات الأساسية للتعبير‬
    ‫صاحب «الكوميديا الالهية»‪.‬‬                                         ‫عن الهوية‪ .‬ومافيش أي شخص‬
 ‫وفي الوقت ده‪ ،‬اللهجة الإيطالية‬          ‫(‪ )Max Weinreich‬عالم‬          ‫يقدر ِي ْع َرف نفسه أو يع َّرفها أو‬
‫كانت محتقرة من الصفوة المثقفة‬        ‫اللغويات الكبير‪ .‬وعشان كده‪،‬‬        ‫يعبر عنها من غير اللغة‪ .‬وأهم‬
                                                                        ‫لغة بيتعلمها الإنسان هي لغته‬
     ‫زيها زي كتير من اللهجات‬           ‫أنا حبيت أفكرهم واحكيلكم‬
  ‫اللاتينية العامية‪ .‬وكانت مجرد‬     ‫قصة لغة باحبها ج ًّدا‪ .‬كانت في‬   ‫الأم اللي بيعيش بيها وبيفكر بيها‬
                                      ‫الأصل مجرد لهجة عامية من‬         ‫وبيحلم بيها من يوم ما بيتولد‪.‬‬
       ‫لهجة محلية بيتكلمها أهل‬      ‫اللغة اللاتينية (‪.)valgur Latin‬‬   ‫ولو هو احتقر لغته الأم‪ ،‬هيكون‬
‫فلورنسا‪ .‬لكن‪ ،‬وعلى غير العادة‪،‬‬     ‫لكن فاتت الأيام زي ما هي داي ًما‬             ‫بيحتقر هويته نفسها‪.‬‬

   ‫دانتي قرر بشجاعة إنه يكتب‬           ‫بتفوت‪ ،‬وماتت اللاتينية زي‬
 ‫الكوميديا بتاعته بلهجته المحلية‪.‬‬    ‫ما كل اللغات بتموت‪ .‬واللهجة‬
                                    ‫العامية بقت هي اللغة الإيطالية‪،‬‬
   ‫ومسرحيته أصبحت أهم عمل‬
‫أدبي اتكتب بالإيطالي في العصور‬         ‫وبقت هي اللغة الرسمية في‬

  ‫الوسطى‪ .‬وبعد سنين وقرون‪،‬‬
  ‫لهجة فلورنسا انتشرت بشكل‬
   296   297   298   299   300   301   302   303   304