Page 298 - merit 43- july 2022
P. 298
العـدد 43 296
يوليو ٢٠٢2
قبل فرشاته ،تعلم عبلة مع مرور حياته لتصاريف القدر ،إن سألته جزيرتهم ،عبلة أي ًضا مثقف فاعل
الزمن كيف يحول الانفعال إلى عن زواجه سيخبرك أنه كان قد ًرا عبر جوائز باسمه وأنشطة كثيرة
إحساس نقي بلا تعقيد كإيمانه إلهيًّا ،عن أغلب الأحداث الجيدة في لشباب الفنانين إضافة للتدريس
الفطري النقي أي ًضا بلا تعقيد. حياته ستجده يصفها بأنها كانت
في معهد السينما ،هو ينتقل بين
«كل الأطفال فنانون ،المشكلة هي تبحث عنه مقدرة له ،لكن هذا لا عالم المثقفين وعالم البسطاء
أن يبقوا فنانين عندما يكبرون».. يقلل من السعي والإصرار والدأب
بمنتهى السهوله ،فله باع كبير في
كما يقول بابلو بيكاسو ،هذه والمثابرة التي يندر أن تراها عند العالمين ،وجدانه وتدينه الشعبي،
هي المعادلة الأهم في حياة محمد غيره ،كأنه فلاح يبذل كل جهده إيمانه بالقدر منذ حادثة وقعت له
عبلة التي نجح في حلها ،يعيش لكي ينتج محصو ًل جي ًدا ولكنه في سنوات دراسته في الإسكندرية
بوجدان طفل في السابعة وحيوية مدرك أن هذا يعتمد على تغيرات
شاب في الثلاثين وخبرة وعقلانية عندما تسرب غاز من السخان
رجل مشرف على السبعين ،ميله الطقس ومشيئة القدير ،هذه أثناء استحمامه ،وقناعته بأن
الروح انعكست في لوحاته ،هو روحه خرجت من جسده وعادت
للمغامرة والتجارب الجديدة يخاطب الطبيعة بوجدانه بروحه إليه ،إرجاعه أغلب منعطفات
هو دافعه للحياة ،يعشق تقنية
المونوبرينت ،ربما لأنها تعطيه
مجا ًل لاختصار الأشكال في
خطوط ومساحات ،فيبتكر
طريقة عبلة التفاعلية بد ًل من
لوح الزجاج الموضوع فوق
صورة فوتغرافية والعمل عليه
بالأحبار ليصبح الوسيط شريط
بلاستيكي ،والإنسان الحي
نفسه هو العنصر الذي يحدد
بالألوان ،إبهار وإثبات أنه بالفعل
كلنا بداخلنا طفل وكلنا نستطيع
الرسم.
يسافر إلى الصين والهند
فيلاحظ الشبه الكبير بين القاهرة
وبومباي ،الصخب والألوان،
ثم يخرج بعرض طريق الحرير
المستوحى من حكايات المنمنمات،
تجده لا يهتم كثي ًرا بالفروق ما
بين المنمنمة الهندية -الفارسية-
التركية ،الأهم بالنسبة له أن
يدخل في الحكاية ويرسم الجنة،
يستخدم تقنية الرسم على الماء
ولكن ليست بصعوبة أسلوب
الإبرو التركي بل ببساطة صانعي
الطبول الملونة في المولد ،يلون بها