Page 42 - merit 43- july 2022
P. 42

‫التي يدعوها بعضهم‬                                        ‫العـدد ‪43‬‬                               ‫‪40‬‬
       ‫بالإنسان النوردي‪،‬‬
                                                                                  ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬  ‫الأمريكي الأسود (دبليو أي‬
‫ويدعوها نيتشة (بالوحش‬                                                                           ‫بي دوبوا ‪)1963 -1868‬‬
  ‫الأشقر)‪ ،‬وينتقد توينبي‬          ‫اسمه إلى (البيجا محمد)‬                                        ‫قد بعث في منحة دراسية‬
    ‫هذه النظريات ويعدها‬         ‫وكان يقول‪« :‬إن الله نفسه‬                                          ‫إلى ألمانيا للعام ‪-1892‬‬
     ‫أوثا ًنا جديدة‪ ،‬إذ بيَّن‬   ‫أسود‪ ،‬وهوالكائن الأسمى‬                                          ‫‪ ،1894‬وعند عودته كتب‬
     ‫إخفاق تلك النظريات‬                                                                           ‫(الحفاظ على الأجناس)‬
  ‫العرقية في تفسير عملية‬          ‫بين أمة السود الرائعين‪،‬‬
       ‫النشوء الحضاري‪.‬‬           ‫بينما الزنجي هو الصانع‬                                       ‫‪ ،1897‬وفي كتابه (الزنجي)‬
 ‫كل تلك الأمراض الكامنة‬        ‫الأول والأخير مالك الكون‪.‬‬                                            ‫الذي نشر عام ‪1915‬‬
    ‫في بنية الثقافة الغربية‬       ‫وفي عام ‪ 1948‬كان أحد‬                                             ‫لخص مفهومه للثقافة‬
     ‫والشرقية الأوراسية‬         ‫أتباعه يشرح لقاطع طريق‬
   ‫سرعان ما كشفت عنها‬          ‫حديث السن اسمه (مالكولم‬                                           ‫السوداء واعتقاده بتفوق‬
                                  ‫ليتل) أن الرجل الأبيض‬                                            ‫الجنس الأسود «يمكن‬
‫الحرب الناشبة في أوكرانيا‬
    ‫اليوم‪ ،‬إذ أشعلت جملة‬           ‫هو الشيطان ذاته وأنت‬                                         ‫القول عن حق إن الزنوج‬
   ‫«أوكرانيا ليست العراق‬          ‫رجل أسود فأنت تنتمي‬                                            ‫كانوا رواد الحضارة في‬
                                   ‫إلى جنس من البشر هو‬                                         ‫كل عصر من تاريخ العالم‬
 ‫أو أفغانستان»‪ ،‬التي أدلى‬      ‫صاحب الحضارات القديمة‬                                           ‫من بابل القديمة إلى أمريكا‬
   ‫بها شارلي داغاتا الموفد‬        ‫الغنية بالذهب‪ ،‬وبالملوك‬                                      ‫الحديثة»‪ ،‬ويواصل ماكس‬
   ‫الخاص لقناة “سي بي‬           ‫التي سرق منها الشياطين‬                                          ‫هارفي تلميذ دوبوا القول‪:‬‬
      ‫إس نيوز» الأميركية‬           ‫البيض كل شيء بما في‬                                         ‫«إن أفريقيا كانت ذات يوم‬
       ‫إلى أوكرانيا لتغطية‬     ‫ذلك اسمه الحقيقي‪ ،‬واقتنع‬                                           ‫أفضل جنس في العالم‪،‬‬
 ‫الحرب‪ ،‬وسائل التواصل‬              ‫مالكولم بما سمع وغير‬                                        ‫وكانت مهد الحضارات في‬
     ‫الاجتماعي بالغضب‪،‬‬          ‫اسمه إلى (‪ )X‬رم ًزا لفقدان‬                                       ‫الوقت الذي كان الجنس‬
      ‫بعد التضامن الكبير‬         ‫الهوية بكونه رج ًل أسود‬                                         ‫النيوتوني يكتسي جلود‬
  ‫الذي حازت عليه الأزمة‬         ‫في أمريكا البيضاء‪ ،‬وذاعت‬                                         ‫الحيوانات»‪ .‬وقبل وفاته‬
     ‫الأوكرانية في الإعلام‬       ‫شهرة (مالكولم أكس) في‬
                                                                                                    ‫بعامين ‪ 1940‬أسس‬
 ‫العربي‪ ،‬الذي أقل ما يقال‬                    ‫وقت قصير‪.‬‬                                            ‫هارفي مدرسة الفلسفة‬
   ‫عنه إنه إنساني ومؤثر‪.‬‬            ‫على كل حال يهمنا من‬                                           ‫الإفريقية في لندن‪ ،‬كان‬
     ‫المراسل الذي قال في‬       ‫إيراد هذه المعطيات أن نبين‬                                      ‫المنهج الدراسي يرفض كل‬
     ‫رسالته المباشرة «مع‬          ‫كيف أن أرنولد توينبي‪،‬‬                                        ‫الأنثروبولوجيا (البيضاء)‬
                                   ‫وهو يمهد السبيل لبناء‬                                       ‫والعلم الاجتماعي الأبيض‬
 ‫خالص احترامي‪ ،‬فإن هذا‬            ‫تصوره الخاص لتفسير‬                                             ‫بكونهما منحازين‪ .‬وكان‬
    ‫ليس مكا ًنا مثل العراق‬      ‫نشأة الحضارة وانهيارها‪،‬‬                                             ‫يقوم بتدريس صيغة‬
                                   ‫كان قد بدأ بتوجيه نقد‬                                      ‫أفريقية (من سفر التكوين)‬
  ‫وأفغانستان اللذين عرفا‬           ‫شامل لنظريات العرق‪.‬‬                                             ‫يظهر فيها آدم وحواء‬
  ‫عقو ًدا من الحروب‪ .‬إنها‬         ‫إذ يرى أن أكثر نظريات‬                                        ‫أسودين كما تبدو ذريتهما‬
   ‫مدينة متحضرة نسبيًّا‪،‬‬       ‫الحضارة العنصرية شيو ًعا‬                                        ‫الزنجية بكونها أول شعب‬
   ‫أوروبية نسبيًّا‪ .‬حيث لا‬         ‫هي تلك التي تضع على‬                                            ‫مختار‪ .‬وفي عام ‪1933‬‬
  ‫ننتظر وقوع أمر مماثل»‬            ‫منصة الشرف السلالة‬
                                     ‫ذات البشرة البيضاء‬                                             ‫ظهر أحد أتباعه وهو‬
     ‫(ينظر‪ ،‬سوسن مهنا‪،‬‬            ‫والشعرالأشقر والعيون‬                                           ‫البيجابول‪ ،‬أسس جماعة‬
 ‫اندبندت عربية‪ 2 ،‬مارس‬           ‫الشهباء والرأس الطويل‪،‬‬                                        ‫باسم (أمة الإسلام) وغير‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47