Page 38 - merit 43- july 2022
P. 38
الحياة ،ومن ناحية أخرى العـدد 43 36
فإن الزنوج هم أناس الليل
يوليو ٢٠٢2 كلمة الحضارة بألف ولام
الذين تعكس بشرتهم التعريف على أوروبا مقابل
الأبنوسية طبيعتهم وكان الاستعمار مدفوع الآخرين غير المتحضرين.
المظلمة والبدائية»(.)6 بهذا الحافز ،ومن هنا نفهم وفي اللغة الأوروبية ظهرت
وفي (فصل المقال في
لا تساوي الأجناس قول ماركس في وصف الكلمة في ستينيات القرن
أهل الشرق «إنهم عاجزون السادس عشر في فرنسا
البشرية) كتب جوبينو:
«إن الرجل الأبيض لديه عن تمثيل أنفسهم ينبغي من قبل بعض المحلفين
توافق أعظم بين مكونات أن يمثلوا”( ،)5ويقصد الفرنسيين أمثال جان
القوة الجسدية والذكاء بودان ولويز لوروى بمعنى
والأخلاق .ومن بين كل أنهم عاجزون عن تحضير تحضر وتهذيب (Civilite
الأجناس الموجودة يظل أنفسهم. ،)Civillseوهي تصف
الناس الملتزمين بالعمل
هو الأكثر حيوية ،تلك على هذا النحو اكتسبت وفق أشكال سياسية
الحيوية التي هي قوة حياة كلمة حضارة دلالة معينة وتكشف فنونهم
أو جوهر تنتقل إلى ذريته، ووسائلهم عن درجة من
عنصرية عرقية قومية الكياسة والسمو ،ويعتبرون
وهي أساس الحضارة تعصبية وما زالت حتى أخلاقهم وسلوكياتهم أرقى
والإبداع الإنساني ،جملة اليوم في كثير من الثقافات من أخلاقيات وسلوكيات
هذه الحيوية العضوية هم الراهنة .وفي ذلك كتب تلميذ غيرهم من أبناء مجتمعهم
السلف الأوروبي (الأصلي) العنصري جيبون قائلا: أو المجتمعات الأخرى..
للجنس الأوروبي الأبيض «إن الأوربيين ما داموا ومنذ القرن الحادي عشر
أقرب إلى نموذج الجمال فصاع ًدا شاع وصف
الذين يسميهم جوبينو الجسدي الكلاسيكي عن
الآريين»(.)7 غير الأوربيين فإن ذلك الشعوب والجماهير
يعد دليل تفوقهم المقدر الفلاحية -بما في ذلك
ومنذ بداية القرن العشرين لهم عن الشعوب الأخرى سكان المستعمرات -بأنهم
بدأ نقد نظرية المركزية الأقل جما ًل ،فالأوربيون أجلاف سذج محكوم عليهم
الغربية في الحضارات، (البيض) هم (أناس النهار)
بسبب وضعهم
كما وصفهم كاروس، المتدني في
بياض بشرتهم يعكس
ضوء الشمس الذي يمنح المجتمع بالغباء
والخشونة
وسوء السلوك.
واكتسبت كلمة
الحضارة في
أوروبا الحديثة
معنى التمييز،
إذ إن أوروبا
هي الحضارة
والباقي يحتاج
إلى تحضر،