Page 41 - merit 43- july 2022
P. 41
رؤية من قريب 3 9
صامويل هنتجتون شارلي داغاتا دبليو بي دوبوا كان يحاول أن يفهم أصول
الاختلافات البيولوجية
والإبداع الإنساني ،جملة الأقل جما ًل ،فالأوروبيون
هذه الحيوية العضوية هم (البيض) هم (أناس النهار) ويقرر ما إذا كانت الأجناس
السلف الأوربي (الأصلي) أنوا ًعا متمايزة بالفعل ،أو
كما وصفهم كاروس، أنها مجرد تنويعات على
للجنس الأوربي الأبيض بياض بشرتهم يعكس النموذج الإنساني نفسه.
الذين يسميهم جوبينو ضوء الشمس الذي يمنح لكن الأوربيين سرعان ما
الآريين” هذه النزعة الحياة ،ومن ناحية أخرى بدأوا يستخدمون الفوارق
العرقية ،والتمركز حول فإن الزنوج هم أناس الليل الجنسية أو الفسيولوجية
الدم واللون ،قد أفضت الذين تعكس بشرتهم لتفسير الاختلافات
الحضارية والثقافية
إلى نتائج لم تكن بحسبان الأبنوسية طبيعتهم وفهمها ،وكان افتراضهم
أحد .فمن العداء للسامية المظلمة والبدائية» ،وفي هو أن الانحدار من جنس
واحتقار اليهود في اوبرا (فصل المقال في لا تساوي
فاجنر وتشمبرلين الذي الأجناس البشرية) كتب أو آخر يعني إحراز السمات
يرى (أن وجودهم جريمة جوبينو« :إن الرجل الأبيض الذهنية والأخلاقية لأولئك
لديه توافق أعظم بين الناس التي تظهر في
في حق قوانين الحياة مكونات القوة الجسدية أنشطتهم الثقافية .وقبل
المقدسة) ،إلى الفاشية التي والذكاء والأخلاق .ومن (دارون) بوقت طويل كانت
بين كل الأجناس الموجودة نظرية الجنس تقول أن
ألهت العرق الجرماني يظل هو الأكثر حيوية ،تلك القوانين الحافزة للتقدم لم
وقادت البشرية إلى كارثة الحيوية التي هي قوة حياة
أو جوهر تنتقل إلى ذريته، تكن سياسية ولا اقتصادية،
إنسانية لا مثيل لها. وهي أساس الحضارة وإنما بيولوجية ،وقد اهتم
وفي مقابل ذلك التعصب المفكر الفرنسي (وكفيل
الأبيض ظهر اتجاه معاكس )1859 -1805بوضع
في أمريكا ،إذ كان المفكر عمل عن الأجناس البشرية
سنة ،1851لكن تلميذه
جوبينو هو الذي جعل
الجنس الأبيض يحتل قمة
الهرم الإنساني والسود
يحتلون القاع .وكان
(كارل جوستاف كاروس
الذي صاغ أفكار جوبينو
بحماسة شديدة يقول
«إن الأوروبيين ما داموا
أقرب إلى نموذج الجمال
الجسدي الكلاسيكي عن
غير الأوربيين فإن ذلك
يعد دليل تفوقهم المقدر
لهم عن الشعوب الأخرى