Page 145 - merit 42 jun 2022
P. 145

‫حول العالم ‪1 4 3‬‬

    ‫أفترض أن جون لم يكن‬             ‫أضع هذا بعي ًدا‪ ،‬إنه يكره أن‬      ‫مسدودة للأطفال الصغار‬
‫متوت ًرا أب ًدا في حياته‪ .‬يضحك‬                     ‫أكتب كلمة‪.‬‬       ‫وفي الجدران تعاليق وأشياء‪.‬‬

   ‫عليَّ كثي ًرا بخصوص هذه‬                   ‫***‬                        ‫يبدو الطلاء والورق كما‬
                   ‫الخلفية!‬        ‫لقد قضينا أسبوعين هنا‪ ،‬ولم‬           ‫لو أن مدرسة للبنين قد‬
                                    ‫أشعر بالرغبة في الكتابة من‬         ‫استخدمتهما‪ .‬تم تجريده‬
  ‫في البداية كان ينوي إعادة‬                                             ‫‪-‬ورق الحائط‪ -‬في رقع‬
     ‫ترتيب الغرفة‪ ،‬لكنه قال‬          ‫قبل‪ ،‬منذ ذلك اليوم الأول‪.‬‬       ‫كبيرة حول رأس سريري‪،‬‬
                                          ‫أنا الآن أجلس بجانب‬         ‫بقدر ما أستطيع الوصول‬
   ‫بعد ذلك إنني كنت أتركها‬                                              ‫إليه‪ ،‬وفي مكان رائع على‬
 ‫تتحسن‪ ،‬وأنه ليس هناك ما‬               ‫النافذة‪ ،‬في هذه الحضانة‬         ‫الجانب الآخر من الغرفة‬
  ‫هو أسوأ بالنسبة للمريض‬                  ‫الفظيعة‪ ،‬ولا يوجد ما‬         ‫منخفض‪ .‬لم أر قط ورقة‬
  ‫العصبي من إفساح المجال‬
                                     ‫يعيق كتابتي بقدر ما أريد‪،‬‬                 ‫أسوأ في حياتي‪.‬‬
          ‫لمثل هذه الأوهام‪.‬‬                 ‫باستثناء قلة القوة‪.‬‬        ‫أحد تلك الأنماط المتوهجة‬
     ‫قال إنه بعد تغيير ورق‬
‫الحائط سيكون هناك السرير‬           ‫يظل جون بعي ًدا طوال اليوم‪،‬‬           ‫المترامية الأطراف التي‬
      ‫الثقيل‪ ،‬ثم النوافذ ذات‬        ‫وحتى في بعض الليالي التي‬            ‫ترتكب كل خطيئة فنية‪.‬‬
 ‫القضبان‪ ،‬ثم تلك البوابة في‬           ‫تكون فيها حالاته خطيرة‪.‬‬          ‫إنه ممل بما يكفي لإرباك‬
                                   ‫أنا سعيدة أن قضيتي ليست‬                ‫العين في المتابعة‪ ،‬وفظ‬
       ‫مقدمة الدرج‪ ،‬وهكذا‪.‬‬                                              ‫بما يكفي لإثارة الغضب‬
  ‫قال‪« :‬أن ِت تعلمين أن المكان‬              ‫جادة إلى هذا الحد!‬        ‫باستمرار‪ ،‬وإثارة الدراسة‬
                                         ‫لكن هذه الاضطرابات‬
    ‫جيد لك‪ ،‬وفي الحقيقة‪ ،‬يا‬             ‫العصبية محبطة للغاية‪.‬‬              ‫النقدية‪ ،‬وعندما تتبع‬
    ‫عزيزتي‪ ،‬لا أهتم بتجديد‬             ‫لا يعرف جون كم أعاني‬             ‫المنحنيات العرجاء وغير‬
‫المنزل لمدة إيجار ثلاثة أشهر‬          ‫ح ًّقا‪ .‬إنه يعلم أنه لا يوجد‬      ‫المؤكدة لمسافة صغيرة‪،‬‬
                                   ‫سبب للمعاناة‪ ،‬وهذا يرضيه‪.‬‬          ‫ينتحرون فجأة ‪-‬يغرقون‬
                     ‫فقط”‪.‬‬            ‫بالطبع هي فقط العصبية‪.‬‬          ‫في زوايا شائنة‪ ،‬ويدمرون‬
  ‫قلت‪« :‬إذن‪ ،‬دعنا ننزلق إلى‬             ‫إنها تثقل كاهلي حتى لا‬
‫الطابق السفلي‪ ،‬وهناك غرف‬            ‫أقوم بواجبي بأي شكل من‬                  ‫أنفسهم بهمس غير‬
                                                                    ‫مسموع‪ -‬بفعل التناقضات‪.‬‬
     ‫جميلة من هذا القبيل”‪.‬‬                           ‫الأشكال!‬
      ‫ثم أخذني بين ذراعيه‬             ‫قصدت أن أكون مثل هذه‬            ‫اللون طارد‪ ،‬مقزز تقريبًا‪.‬‬
       ‫ووصفني بأنني أوزة‬              ‫المساعدة لجون‪ ،‬مثل هذه‬         ‫محترق‪ ،‬أصفر غير نظيف‪،‬‬
   ‫صغيرة مباركة‪ ،‬وقال إنه‬             ‫الراحة والراحة الحقيقية‪،‬‬       ‫تلاشى بشكل غريب بسبب‬
  ‫سينزل في القبو إذا أردت‪،‬‬
      ‫وس ُيبيضه في الصفقة‪.‬‬                ‫وأنا هنا عبء بالفعل!‬           ‫ضوء الشمس البطيء‪.‬‬
   ‫لكنه محق بما فيه الكفاية‬         ‫لن يصدق أحد ما هو الجهد‬         ‫إنه برتقالي باهت ولكنه قاتم‬
     ‫بشأن الأس َّرة والنوافذ‬        ‫المبذول لفعل ما أقدره قلي ًل‪:‬‬
                                                                        ‫في بعض الأماكن‪ ،‬ولون‬
                 ‫والأشياء‪.‬‬              ‫ارتداء الملابس والترفيه‬         ‫كبريت مريض في أماكن‬
     ‫إنها غرفة جيدة التهوية‬                   ‫وترتيب الأشياء‪.‬‬
      ‫ومريحة كما يرغب أي‬                                                                ‫أخرى‪.‬‬
  ‫شخص‪ ،‬وبالطبع لن أكون‬              ‫إنه لمن حسن الحظ أن ماري‬        ‫لا عجب أن الأطفال كرهوه!‬
   ‫سخيفة لدرجة تجعله غير‬              ‫جيدة ج ًّدا مع الطفل‪ .‬يا له‬
                                                ‫من طفل عزيز!‬          ‫يجب أن أكره ذلك بنفسي‬
         ‫مرتاح لمجرد نزوة‪.‬‬                                          ‫إذا اضطررت للعيش في هذه‬
  ‫أنا ح ًّقا مغرمة ج ًّدا بالغرفة‬  ‫ومع ذلك لا يمكنني أن أكون‬
                                      ‫معه‪ ،‬فهذا يجعلني متوترة‬              ‫الغرفة لفترة طويلة‪.‬‬
     ‫الكبيرة‪ ،‬كل ذلك ما عدا‬                             ‫للغاية‪.‬‬       ‫الآن يأتي جون‪ ،‬ويجب أن‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150