Page 140 - merit 42 jun 2022
P. 140

‫العـدد ‪42‬‬                             ‫‪138‬‬

                                 ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬                      ‫التاريخ العام يفترض توسع‬
                                                                      ‫الأماكن العامة والمعرفة‬
‫على أن أوجه العجز في التعليم‬      ‫سبيل المثال‪ ،‬كيف أن إنتاج‬           ‫التاريخية‪ .‬سيكون أداء‬
  ‫(بالإضافة إلى النقص المالي‬        ‫بعض الروايات التاريخية‬
                                  ‫عن تاريخ البرازيل وأمريكا‬        ‫النظام في مجالات مختلفة‬
‫بالطبع) قد حرمت المجتمعات‬           ‫اللاتينية‪ ،‬المكتوبة بطريقة‬      ‫من البيئة الأكاديمية أحد‬
‫المحيطية من إمكانية المشاركة‬        ‫ولغة جذابة لعامة الناس‪،‬‬       ‫العناصر المركزية لتوصيف‬
 ‫الكاملة مع التكنولوجيا‪ .‬أثار‬                                      ‫المؤرخ العام‪ .‬بعض الأمثلة‬
                                     ‫يؤدي إلى عواقب سلبية‬            ‫على المساحات والأنشطة‬
  ‫هذه البيانات بنا ًء على بحث‬      ‫بسبب إعادة إنتاج الصور‬
‫أجري في حي فقير في سانت‬             ‫النمطية والأحكام المسبقة‬           ‫للتاريخ العام ستكون‬
 ‫لويس بولاية ميسوري‪ .‬كان‬                                             ‫المتاحف‪ ،‬والبث الإذاعي‪،‬‬
                                      ‫والعنف‪ .‬التأكيد على أن‬        ‫والمطبوعات والتليفزيون‪،‬‬
   ‫لا بد من تكييف التصميم‬         ‫الشكل الذي يمكن الوصول‬         ‫والأدب‪ ،‬والأفلام‪ ،‬والمسرح‪،‬‬
   ‫الأولي الذي اقترحه هيرلي‬                                     ‫والفنون بشكل عام‪ ،‬والتاريخ‬
‫من خلال الجمع بين الأدوات‬           ‫إليه لا يكفي لإنشاء شكل‬         ‫الشفوي‪ ،‬وتعليم التاريخ‪،‬‬
    ‫الرقمية وأنماط الاتصال‬       ‫جديد من أشكال الاتصال إذا‬        ‫والنشاط السياسي‪ .‬من هذا‬
  ‫الأكثر تقليدية‪ .‬وكمثال على‬                                         ‫المنظور‪ ،‬فإن الحوار مع‬
                                  ‫لم يقترن بالعناية بالبحوث‬        ‫«إنتاج» التجربة التاريخية‬
     ‫ذلك‪ ،‬فإن إنتاج الحقائق‬       ‫التجريبية وما يترتب عليها‬          ‫التي يقوم بها المؤرخون‬
        ‫الافتراضية وإمكانية‬                                      ‫الذين يعملون خارج الجامعة‬
                                           ‫من آثار أخلاقية‪.‬‬
‫الانغماس ثلاثي الأبعاد‪ ،‬دون‬         ‫يجب أي ًضا مناقشة إنتاج‬            ‫ضروري‪ ،‬مما يجعلها‬
  ‫الوصول إلى برامج تعليمية‬           ‫تنسيقات اتصال جديدة‬             ‫أكثر تعقي ًدا‪ ،‬ليس بمعنى‬
  ‫فعالة‪ ،‬يجعل وظيفة الماضي‬       ‫تتعلق بالتكنولوجيا الرقمية‪.‬‬         ‫التبعية‪ ،‬ولكن بالنظر إلى‬
   ‫بمثابة قيد أكثر من كونها‬         ‫أجبر الانفتاح على وسائل‬         ‫الترابط‪ .‬بالطريقة نفسها‪،‬‬
 ‫ذخيرة من الأفكار ومصادر‬            ‫الإعلام الرقمية المؤرخين‬     ‫من الضروري أي ًضا السماح‬
    ‫الإلهام‪ .‬في هذه الحالات‪،‬‬       ‫العامين على مواجهة مجال‬         ‫بحدوث نفس العملية فيما‬
      ‫«يستهلك المرء الماضي»‬         ‫تكنولوجي سريع التغير‪.‬‬          ‫يتعلق بالمعرفة الأكاديمية‪.‬‬
    ‫كمنتج من خلال التوسع‬           ‫يحدث التاريخ العام أي ًضا‬       ‫سيتطلب ذلك إنتاج أشكال‬
   ‫في التسويق؛ وبذلك تضيع‬          ‫في عوالم افتراضية تتكون‬      ‫جديدة من النصوص واللغات‬
     ‫إمكانات الماضي النقدية‬          ‫من بيئات تفاعلية ثلاثية‬     ‫والتقنيات للاتصال في جميع‬
     ‫والانعكاسية والجمالية‪.‬‬        ‫الأبعاد ومدونات الإنترنت‬      ‫مجالات مفهوم التاريخ هذه‪.‬‬
   ‫عند التأكيد على تخصيص‬          ‫ومزج الشبكات الاجتماعية‬          ‫يجب أن نلاحظ أي ًضا‪ ،‬أنه‬
        ‫موضوعات معاصرة‬            ‫وتطبيقات الهاتف المحمول‪،‬‬       ‫عند اختزال مشكلة المواجهة‬
  ‫«قادرة على التأثير في طرق‬                                     ‫بين المؤرخ والجمهور الأوسع‬
  ‫التفكير والعمل السياسي»‪.‬‬              ‫وغالبًا ما تنطوي على‬       ‫لإنتاج صيغ حوار جديدة‬
 ‫الموضوعات التي تعمل حت ًما‬        ‫استثمارات كبيرة ومخاطر‬           ‫وهيمنة التقنيات‪ ،‬فإننا لا‬
                                 ‫مالية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن السؤال‬           ‫نستنفد مشكلة توسيع‬
‫في التكوين المشترك للجمهور‪،‬‬         ‫الذي لم ُيطرح بعد هو ما‬          ‫المساحات والجمهور من‬
  ‫يرتبط التاريخ العام ارتبا ًطا‬                                   ‫أجل انضباط التاريخ‪ .‬أظهر‬
   ‫وثي ًقا بالفصول الدراسية‪.‬‬        ‫إذا كانت هذه العلاقة مع‬         ‫«جوراندير ماليربا»‪ ،‬على‬
        ‫لذلك‪ ،‬تعتبر الفصول‬         ‫التكنولوجيا قد ح َّسنت من‬
   ‫الدراسية من الأماكن التي‬
  ‫تؤدي إلى التكامل بين إنتاج‬          ‫قدرة التاريخ العام على‬
  ‫المعرفة التاريخية وتداولها‪،‬‬         ‫تحقيق أهدافه الرئيسية‬
  ‫وأشكال عرضها‪ ،‬وجمهور‬              ‫مثل تحفيز النشاط المدني‬
                                       ‫والديمقراطي وتأهيله‪.‬‬
                                 ‫يسلط «أندرو هيرلي» الضوء‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145