Page 139 - merit 42 jun 2022
P. 139

‫حول العالم ‪1 3 7‬‬

   ‫دراسية‪ ،‬وجماهير مختلفة‬            ‫الرغم من صعوبة أو حتى‬             ‫يمكن طرح أسئلة أخرى‪:‬‬
   ‫مرتبطة بنوع من الاهتمام‬            ‫استحالة‪ ،‬تعريف التاريخ‬           ‫هل يكفي ظهور المؤرخين‬
  ‫التاريخي‪ .‬التاريخ العام هو‬         ‫العام في مواجهة التجارب‬         ‫في وسائل الإعلام «لتدريب‬
  ‫مساحة حيث يمكن للمؤرخ‬               ‫المختلفة للمجال في جميع‬
‫العام ومعلم التاريخ و»المؤرخ‬         ‫أنحاء العالم‪ ،‬يمكننا القول‬          ‫أكثر كفاءة» في التاريخ‬
  ‫المحترف» مشاركة القضايا‬                                             ‫فيما يتعلق بالجمهور؟ هل‬
  ‫ذات الاهتمام المباشر‪ ،‬حيث‬            ‫إن جوهره هو الاهتمام‬          ‫سيكون تحقيق شكل جديد‬
‫تظهر هذه القضايا من مطلب‬          ‫والتفاعل مع العمل الأخلاقي‬
                                                                        ‫من الاتصالات يستهدف‬
      ‫شعبي وأقل تخص ًصا‪.‬‬            ‫والسياسي‪ .‬لتحقيق هدفه‪،‬‬           ‫الجمهور «غير المتخصص»‬
     ‫عندما يتم اعتباره مكا ًنا‬      ‫فإن هذا الاهتمام بالعمليات‬      ‫كافيًا للتاريخ لتدريب الناس‬
   ‫للاجتماع‪ ،‬يمكن أن يجمع‬           ‫الاجتماعية وصراعاتها أمر‬         ‫«أخلاقيًّا» و»سياسيًّا»؟ هل‬
      ‫التاريخ العام اهتمامات‬                                         ‫يكفي أن نقول إن المؤرخين‬
‫مختلفة م ًعا من خلال المعرفة‬         ‫أساسي‪ ،‬بغض النظر عما‬          ‫يقومون بدورهم‪ ،‬لكن وسائل‬
   ‫التاريخية‪ ،‬مما يساعد على‬            ‫إذا كان ذلك يعني العمل‬         ‫الإعلام لن تهتم بسماعهم‬
     ‫تفكيك التسلسل الهرمي‬              ‫خارج الجامعة‪ ،‬لتوسيع‬            ‫بسبب المصالح السياسية‬
  ‫بين المساحات «الأكاديمية»‬         ‫الجماهير‪ ،‬لتفكيك التسلسل‬         ‫المحددة التي تدعمها أي ًضا؟‬
 ‫و»غير الأكاديمية» من خلال‬            ‫الهرمي للسلطة في إنتاج‬          ‫تقع هذه المناقشات في قلب‬
    ‫اعتبار أن المعرفة العلمية‬      ‫المعرفة‪ ،‬ودمج العلاقات غير‬      ‫المناقشات حول التاريخ العام‬
 ‫غالبًا ما تكون نتا ًجا للهياكل‬   ‫المؤسسية مع الماضي‪ ،‬لإنتاج‬
     ‫الاجتماعية التي تبدأ من‬         ‫انعكاسية ذاتية للمجال أو‬           ‫والتاريخ الشعبي‪ .‬أكدت‬
  ‫الفطرة السليمة‪ .‬قد يساعد‬         ‫لتفكيك التساؤلات التاريخية‬         ‫هذه المناقشات الاختلافات‬
 ‫الانتباه إلى هذا المنظور أي ًضا‬  ‫المترسبة‪ .‬يهدف التاريخ العام‬
     ‫على كسر إسقاط الطابع‬         ‫أي ًضا إلى توسيع سوق العمل‬             ‫المعاصرة حول وسائل‬
  ‫المميز‪ /‬التعويضي للمعرفة‬         ‫للمؤرخين‪ ،‬فض ًل عن إدراج‬          ‫الإنتاج‪ /‬التخوف‪ /‬تدريس‬
  ‫المؤسسية‪ .‬علاوة على ذلك‪،‬‬           ‫التاريخ في وسائل الإعلام‬        ‫محتويات وأشكال التاريخ‪،‬‬
 ‫قد يشكك في فكرة أن المؤرخ‬                                         ‫وفرضت على النقاد مساراتهم‬
‫العام يجب أن يقدم لجمهوره‬                       ‫كأحد أهدافه‪.‬‬
   ‫فقط «ما يرغبون فيه»‪ .‬لن‬          ‫لا يجب الخلط بين التاريخ‬           ‫وأولوياتهم المعرفية‪ .‬بهذا‬
    ‫يكون هدف التاريخ العام‬         ‫العام ولا يقتصر على ترجمة‬           ‫المعنى‪ ،‬يمكن فهم التاريخ‬
 ‫مجرد «خدمة المجتمع»‪ ،‬لأنه‬                                           ‫العام والتاريخيات الشعبية‪،‬‬
   ‫من خلال دعم افتراضات‬                  ‫المحتوى الأكاديمي أو‬          ‫والأماكن التي يتردد فيها‬
      ‫خدمة المجتمع‪ ،‬يخاطر‬            ‫تكييفه مع الجماهير «غير‬          ‫صدى هذه المناقشات‪ ،‬على‬
   ‫المؤرخون بمعاملة التاريخ‬       ‫المتخصصة»‪ ،‬لأن هذا المنظور‬         ‫أنها بدايات لـ»التاريخ غير‬
 ‫فقط كمنتج يمكن استهلاكه‪،‬‬         ‫لا يزال معر ًضا لخطر الحفاظ‬
      ‫مما قد يؤدي إلى إبراز‬          ‫على التسلسل الهرمي بين‬              ‫التقليدي» وف ًقا للأفكار‬
‫التحيزات والهياكل التاريخية‬        ‫المجالات «الأكاديمية» و»غير‬                 ‫المقترحة ساب ًقا‪.‬‬
‫التي تحتاج إلى إزالة الغموض‬         ‫الأكاديمية»‪ .‬يفترض الأداء‬
                                    ‫الأكثر تعقي ًدا للتاريخ العام‬    ‫ثمة تعريفات عديدة للتاريخ‬
                      ‫عنها‪.‬‬        ‫أن فهم هذا المجال (كمجال)‬       ‫العام؛ يمكن أن يكون التاريخ‬
    ‫يمكننا بالتالي أن نؤكد أن‬         ‫من شأنه أن يشتمل على‬
                                      ‫مناهج بحثية وأكاديمية‪،‬‬         ‫مصنو ًعا للجمهور؛ التاريخ‬
                                    ‫وإنتاج المعرفة التاريخية في‬          ‫المصنوع مع الجمهور؛‬
                                  ‫أماكن غير أكاديمية‪ ،‬وفصول‬
                                                                   ‫التاريخ الذي صنعه الجمهور؛‬
                                                                          ‫ومرة أخرى‪ ،‬يمكن أن‬

                                                                     ‫تكون هي العلاقة ذاتها بين‬
                                                                         ‫التاريخ والجمهور‪ .‬على‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144