Page 135 - merit 42 jun 2022
P. 135

‫حول العالم ‪1 3 3‬‬

‫هانز أولريش جومبريخت‬  ‫ميشيل فوكو‬  ‫مايكل أواكشوت‬                   ‫عمو ًما عن طريق العمل من‬
                                                                    ‫خلال وجهات النظر التي‬
 ‫على أنصار الإنسانية‪ .‬وهذا‬         ‫يجادل دينزين بالنظر إلى‬
   ‫يعني أنه بد ًل من إخضاع‬          ‫مقترحات جومبريخت‪-‬‬            ‫تعبر عن النسوية‪ ،‬والنظرية‬
‫أنفسنا لمخططات عقلانية من‬           ‫كالتخلي عن الحاجة من‬        ‫النقدية‪ ،‬فض ًل عن الدراسات‬
 ‫الأدلة وقيود الأنظمة‪ ،‬يجب‬                                       ‫الثقافية وما بعد الاستعمار‪.‬‬
‫أن نسعى نحن «علماء العقل»‬              ‫أجل تحديد المسارات‬        ‫تعمل خطوط البحث هذه في‬
   ‫إلى مواجهة وتخيل كل ما‬        ‫المنهجية‪ .‬على الرغم من أنه‬      ‫كل من المراكز وعلى هوامش‬
 ‫قد يترتب عليه اضطراب في‬
‫الحياة اليومية والافتراضات‬         ‫قد يبدو متناق ًضا‪ ،‬يعتقد‬        ‫التخصصات المتقاطعة‪ .‬تم‬
  ‫التي تقوم عليها وظيفتها»‪.‬‬      ‫كلا المؤلف ْين أن مقترحاتهما‬      ‫العثور على التقاطع المشار‬
                                                                ‫إليه هنا من خلال موضوعات‬
         ‫إن نقد جومبريخت‬            ‫تحدد ح ًّدا معينًا للعلمية‬  ‫مثل الاتصال والعرق والنوع‬
     ‫للبروتوكولات التقليدية‬       ‫في العلوم الإنسانية‪ .‬لطالما‬      ‫والدراسات الدينية والمرأة‬
  ‫للتاريخ والعلوم الإنسانية‬     ‫كان جومبريخت مقتن ًعا بأن‬           ‫وعلم الاجتماع والتاريخ‬
    ‫هو‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬ادعاء‬        ‫الادعاء بصرامة «الطريقة»‬
  ‫بعلاقة متميزة مع الأشياء‬       ‫هو مجاز يسعى من خلاله‬               ‫والأنثروبولوجيا والنقد‬
                                ‫أنصار الإنسانية إلى الهروب‬         ‫الأدبي والعلوم السياسية‬
         ‫والكائنات والماضي‬        ‫بسهولة من عقدة الدونية‬           ‫والاقتصاد‪ .‬هناك مصلحة‬
     ‫والتي تتجاوز وتتحدى‬       ‫التقليدية تجاه العلماء‪ ،‬علاوة‬       ‫في خلق فضاء آمن وقادر‬
     ‫مفهوم الأنثروبولوجيا‪.‬‬        ‫على ذلك‪ ،‬يعتقد المؤلف أن‬        ‫على التوفيق بين التحليلات‬
  ‫الأنثروبولوجيا المعنية هي‬       ‫اهتمام الباحثين في العلوم‬      ‫النوعية لبعض الحقائق‪ ،‬مع‬
     ‫بالضبط تلك التي يكون‬       ‫الإنسانية يجب أن يتركز في‬            ‫البحث عن بدائل إبداعية‬
      ‫فيها العقل متفو ًقا على‬                                        ‫لمواجهتها‪ .‬يشير هذا إلى‬
 ‫العناصر الجسدية والمادية‪.‬‬                     ‫مكان آخر‪:‬‬
                               ‫إن ممارسة «التفكير المحفوف‬             ‫تكوين مجال يكون فيه‬
                                                                 ‫«ال ُكتَّاب والمعلمون والطلاب‬
                                 ‫بالمخاطر هو امتياز وواجب‬        ‫على استعداد لتحمل المخاطر‬

                                                                    ‫للتحرك ذها ًبا وإيا ًبا بين‬
                                                                       ‫الشخصي والسياسي‬

                                                                ‫والسيرة الذاتية والتاريخية»‪.‬‬
                                                                 ‫تحقي ًقا لهذه الغاية‪ ،‬يستخدم‬

                                                                     ‫الباحثون في هذا المجال‬
                                                                   ‫أساليب أدائية جديدة على‬
                                                                   ‫وجه التحديد‪ ،‬مثل الدراما‬
                                                                ‫العرقية والمسرح الاجتماعي‪.‬‬
                                                                ‫هاتان الطريقتان قادرتان على‬
                                                                   ‫إظهار الثقافة القمعية مثل‬
                                                                   ‫العنصرية وكراهية المثلية‬
                                                                ‫الجنسية والتمييز على أساس‬

                                                                                   ‫الجنس‪.‬‬
                                                                ‫على وجه الخصوص‪ ،‬الحاجة‬
                                                                 ‫إلى إنشاء طرق جديدة ‪-‬كما‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140