Page 137 - merit 42 jun 2022
P. 137

‫حول العالم ‪1 3 5‬‬

   ‫التاريخ العام‬               ‫وبالمثل‪ ،‬تجادل إيفا دومايسكا‬       ‫بالحيوانات‪ ،‬والطبيعة‪ ،‬وما‬
   ‫والتاريخيات‬                    ‫بأن التفكير في الماضي من‬       ‫إلى ذلك وهلم ج َّرا‪ .‬كل هذه‬
   ‫الشعبية‪ :‬روح‬                                                ‫الأحداث لها علاقة بممارسات‬
                               ‫حيث وجوده يفترض الانتباه‬         ‫عنف تتعلق بقضايا تاريخية‬
      ‫التاريخ‬                      ‫إلى العلاقات بين الإنسان‬    ‫وسياسية واجتماعية مختلفة‪.‬‬
                                    ‫وغير الإنسان‪ ،‬العضوي‬         ‫وبالتالي‪ ،‬فإن حجتي هي أن‬
     ‫في مقال نشرته صحيفة‬         ‫وغير العضوي‪ ،‬بين الناس‬
  ‫نيويورك تايمز بعنوان «لا‬         ‫و»الأشياء»‪ .‬ترتبط عملية‬         ‫النقد والمقاومة لممارسات‬
 ‫ينبغي للمؤرخين أن يكونوا‬           ‫التفكير هذه بنقد الطابع‬         ‫العنف هذه يمران أي ًضا‬
                                                                   ‫بإعادة التفكير في النماذج‬
       ‫نقا ًدا»‪ ،‬جادل الدكتور‬    ‫البشري المتمركز في التاريخ‬          ‫المعرفية والأنطولوجية‬
   ‫«موشيك تيمكين» بأنه في‬       ‫الذي يقوم على مفهوم ثنائي‬           ‫والزمانية التي تركز على‬
   ‫حين يمكن اعتبار «دونالد‬       ‫التفرع‪ ،‬بين العقل والجسد‪،‬‬       ‫المعنى والتمثيل‪ ،‬حتى لو لم‬
    ‫ترامب» خط ًرا على العالم‪،‬‬                                     ‫يقتصر هذا النقد على ذلك‪.‬‬
                                     ‫وبين الذات والموضوع‪.‬‬      ‫تفرض هذه النماذج احتكارات‬
      ‫فقد كان بمثابة «نعمة»‬          ‫وهكذا‪ ،‬يتحول النقد إلى‬    ‫في التفسير تنكر و‪ /‬أو تنسق‬
       ‫للمؤرخين‪ُ .‬تمنح هذه‬       ‫أشكال أخرى من الوجود لا‬            ‫الاختلاف‪ ،‬وتمنع تنويع‬
  ‫البركة بسبب الاضطرابات‬          ‫تقل أهمية ولا تقتصر على‬
      ‫التي تحدث‪ ،‬مما يجعل‬         ‫البشر‪ ،‬وهذا مطلب مرتبط‬               ‫أنماط تجربة الواقع‪.‬‬
 ‫المؤرخين ُيدعون إلى التطرق‬     ‫بـ»دراسات مادية جديدة» لا‬           ‫بالعودة إلى جومبريخت‪،‬‬
      ‫إلى موضوع حكومتهم‬        ‫تفهم الأمر على أنه واقع أدنى‬        ‫ندرك أن ُبعد المخاطرة في‬
   ‫وتوضيح معنى حكومتهم‬             ‫من الروح‪ ،‬ويربطها بفهم‬           ‫تفكيره‪ ،‬كما ذكر ساب ًقا‪،‬‬
    ‫من خلال خطابات مدتها‬        ‫عالمية العقل‪ .‬من هذا المنظور‪،‬‬    ‫يشير إلى «الحضور» كبديل‬
  ‫«‪ 30‬ثانية» على التليفزيون‬        ‫فإن توصيف الأشياء على‬         ‫لتأكيد العلوم الإنسانية على‬
        ‫أو المقالات القصيرة‪.‬‬     ‫أنها «ميتة» أو «مفقودة» أو‬     ‫«المعنى» سيكون «الحضور»‬
     ‫كمؤرخ‪ ،‬قال تيمكين إنه‬      ‫«غائبة» أو «ماضية» سيكون‬        ‫بع ًدا وجود ًّيا للوجود‪ ،‬طريقة‬
  ‫سعيد «بالدعاية» المستحقة‬     ‫وسيلة لتحييد تهديدها بالآخر‬      ‫غير هيرمينوطيقية للانخراط‬
   ‫التي اكتسبها النظام‪ .‬ومع‬    ‫أو طريقة لتأطيرها وتشكيلها‬        ‫في علاقات مع العالم‪ ،‬حيث‬
   ‫ذلك‪ ،‬فهو قلق أي ًضا بشأن‬      ‫في سرد‪ .‬شككت دومايسكا‬              ‫يكون الاهتمام بالأشياء‬
     ‫«السرعة» و»السطحية»‬            ‫في فهم الماضي باعتباره‬      ‫نفسها‪ ،‬والعودة إلى الخبرات‬
   ‫التي يستخدمها المؤرخون‬         ‫مجا ًل من التجارب الغائبة‬      ‫وأشكال التخوف من خلال‬
   ‫لتجميع صعود ترامب إلى‬          ‫التي لا يمكن استيعابها إلا‬    ‫الجسد‪« .‬الحضور» هو أي ًضا‬
    ‫السلطة وبعض المقارنات‬         ‫من خلال البحث التاريخي‬       ‫رغبة‪ ،‬رغبة في الوجود‪ ،‬تعمل‬
 ‫التاريخية التي يتم إجراؤها‬    ‫العلمي القادر على إسناد سرد‬     ‫كمقاومة لتدجين الجسد الذي‬
      ‫حول إدارته‪ .‬كان دافع‬       ‫سببي خطي‪ .‬بد ًل من ذلك‪،‬‬          ‫يفرضه عالم التقنيات‪ .‬هذا‬
‫تومكين لكتابة المقال هو لفت‬        ‫سيكون الماضي قوة أداء‬        ‫أي ًضا نقد للأساس «المتعالي»‬
  ‫الانتباه إلى حقيقة أن بعض‬     ‫ذات تأثيرات تتجاوز الوعي‪.‬‬           ‫في بنية ووظائف الوعي‬
  ‫المقارنات الموضوعية يمكن‬       ‫يبدو أن ما نتعامل معه على‬       ‫البشري‪ ،‬مما أدى إلى تآكل‬
‫أن تكون خطيرة‪ ،‬مثل المقارنة‬      ‫أنه ما ٍض قد أنشأ حق ًل من‬       ‫الجسد باعتباره ُبع ًدا مه ًّما‬
    ‫بين إدارة ترامب وعصر‬        ‫التجارب التي تؤثر علينا من‬         ‫للحياة وانتصار العقلانية‬
  ‫نيكسون‪ .‬وف ًقا للمؤرخ‪ ،‬إذا‬    ‫خلال أجسادنا‪ ،‬التي تشكلنا‪،‬‬
                                 ‫ويجب أخذ ذلك في الاعتبار‪.‬‬                      ‫الديكارتية‪.‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142