Page 16 - m
P. 16

‫العـدد ‪60‬‬                                       ‫‪14‬‬

                                                       ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

                               ‫المرسلين”‪.‬‬               ‫القرآن محك ٌم لغو ًّيا‪ ،‬وأن الله يقصد كل كلمة‬
   ‫وعن أبي هريرة‪“ :‬قال رسول الله‪ :‬إن أول‬                  ‫فيه‪ ،‬فجنة غير جنتان غير جنات‪ ،‬ويتصور‬
   ‫زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة‬                ‫أن الأرض مسطحة لها بعد واحد فقط بحيث‬
‫البدر‪ ،‬والذين يلونهم على أشد كوكب دري في‬
  ‫السماء إضاءة‪ ،‬لا يبولون‪ ،‬ولا يتغوطون‪،‬‬                      ‫يستطيع الإنسان إلا أن ينظر عن يمينه‬
                                                          ‫ويساره ليرى جنتين فقط‪ ،‬ولا يستطيع أن‬
      ‫ولا يتمخطون‪ ،‬ولا يتفلون‪ ،‬أمشاطهم‬                  ‫ينظر أمامه وخلفه وفوقه وتحته فيرى أربعة‬
  ‫الذهب‪ ،‬ورشحهم المسك‪ ،‬ومجامرهم الألوة‪،‬‬
  ‫وأزواجهم الحور العين‪ ،‬أخلاقهم على خلق‬                                                   ‫وستًّا!‬
‫رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذرا ًعا‬
                                                        ‫وصف نعيم الجنة في الأحاديث‬
                 ‫في السماء” (رواه مسلم)‪.‬‬
    ‫وعنه أي ًضا‪ ،‬أن النبي قال‪ :‬ينادي منا ٍد إن‬             ‫في الأحاديث النبوية الكثير من أخبار أهل‬
 ‫لكم أن تص ُّحوا فلا تسقموا أب ًدا‪ ،‬وإن لكم أن‬             ‫الجنة والمتع التي سيتمتعون بها‪ ،‬منها ما‬
 ‫تح ُيوا فلا تمو ُتوا أب ًدا‪ ،‬وإن لكم أن تش ُّبوا فلا‬     ‫ورد في صحيح البخاري رقم (‪ )2598‬عن‬
  ‫ته ِر ُموا أب ًدا‪ ،‬وإن لكم أن تنعموا فلا تبأ ُسوا‬      ‫أنس بن مالك‪ ،‬أن أم الربيع بنت البراء وهي‬
  ‫أب ًدا‪ ،‬فذلك قوله عز وجل‪“ :‬ونودوا أن تلكم‬            ‫أم حارثة بنت سراقة أتت النبي (ص) فقالت‪:‬‬
‫الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون” (الأعراف‪:‬‬              ‫يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة (وكان قتل‬
                                                       ‫يوم بدر أصابه سهم غرب) فإن كان في الجنة‬
                       ‫‪( )43‬رواه مسلم)‪.‬‬                   ‫صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في‬
                                                        ‫البكاء‪ .‬قال‪ :‬يا أم حارثة إنها جنان في الجنة‪،‬‬
      ‫الحور العين في الجنة‬                                ‫وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى»‪ .‬ولاحظ‬
                                                         ‫هنا أن النبي جمعها على (جنان) وليس على‬
      ‫زواج الصالحين بالحور العين في الجنة‬
          ‫مذكور في القرآن‪ ،‬قال تعالى «كذلك‬                           ‫(جنَّات) كما وردت في القرآن‪.‬‬
                                                       ‫وفي صحيح مسلم عن عن أبي سعيد الخدري‬
‫وزوجناهم بحور عين” (الدخان‪ .)54 :‬وقال‪:‬‬
‫“متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور‬                      ‫أن رسول الله (ص) قال‪ :‬إن الله عز وجل‬
‫عين” (الطور‪ .)20 :‬وفي سورة الرحمن يقول‬                     ‫يقول لأهل الجنة‪ :‬يا أهل الجنة‪ .‬فيقولون‪:‬‬
 ‫تعالى «فيهن خيرات حسان‪ ،‬فبأي آلاء ربكما‬                 ‫لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك‪ .‬فيقول‪:‬‬
                                                         ‫هل رضيتم؟ فيقولون‪ :‬وما لنا لا نرضى يا‬
    ‫تكذبان‪ ،‬حو ٌر مقصورات في الخيام‪ ،‬فبأي‬                ‫ربنا وقد أعطيتنا ما لم ُتع ِط أح ًدا من خلقك؟‬
‫آلاء ربكما تكذبان‪ ،‬لم يطمثه َّن إن ٌس قبلهم ولا‬         ‫فيقول‪ :‬ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون‪:‬‬
                                                          ‫يا رب! وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول‪:‬‬
   ‫جان‪ ،‬فبأي آلاء ربكما تكذبان‪ ،‬متكئين على‬               ‫أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده‬
    ‫رفر ٍف ُخض ٍر وعبقر ٍّي ِحسان” (الرحمن‪:‬‬
‫‪ ،)76 ،70‬وقال‪“ :‬وحو ٌر عين‪ ،‬كأمثال اللؤلؤ‬                                                  ‫أب ًدا”‪.‬‬
                                                        ‫وعنه في حديث آخر (رواه مسلم أي ًضا) «أن‬
                  ‫المكنون” (الواقعة‪.)23 :‬‬              ‫رسول الله (ص) قال‪ :‬إن أهل الجنة ليتراءون‬
     ‫و”الحور العين هو اسم يشير إلى اعتقاد‬                ‫أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب‬
‫إسلامي لكائنات في الجنة‪ ،‬ويك َّن نسا ًء أُعددن‬          ‫الدري الغائر من الأفق من المشرق أو المغرب‬
  ‫لأصحاب الجنة من الرجال ويفوق جمالهن‬                    ‫لتفاضل ما بينهم‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬تلك‬
   ‫الوصف‪ .‬ثبت في السنة النبوية أن للشهيد‬
  ‫اثنتين وسبعين من الحور العين‪ .‬وأن أدنى‬                    ‫منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال‪ :‬بلى‬
    ‫أهل الجنة له زوجتان‪ .‬ومنهم من له أكثر‬              ‫والذي نفسي بيده‪ ،‬رجال آمنوا بالله وصدقوا‬
 ‫من ذلك‪ .‬فعن المقدام بن معد يكرب قال‪ :‬قال‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21