Page 223 - m
P. 223

‫حول العالم ‪2 2 1‬‬                  ‫يكون هناك أي شيء جميل‬                    ‫الخضراء الباردة تحت‬
                                                ‫بهذا القدر!»‪.‬‬           ‫الأشجار‪ .‬وعلى الرغم من‬
   ‫الجائع الذي تقاسم ِت معه‬                                           ‫قلقها بشأن أختها‪ ،‬سرعان‬
‫ثمرة بطاطا في الغابة‪ ،‬والمرأة‬       ‫نزلت نياشا ووالدها التل‪،‬‬            ‫ما امتلأت نياشا بالإثارة‬
‫العجوز التي قدم ِت لها هدية‬            ‫ذرا ًعا في ذراع‪ ،‬وعبرا‬         ‫من كل ما كان يمكن رؤيته‬
                                      ‫النهر واقتربا من بوابة‬
     ‫من بذور عباد الشمس‪.‬‬                                                                  ‫هناك‪.‬‬
‫لكنك تعرفينني أكثر كنيوكا‪.‬‬          ‫المدينة‪ .‬وبمجرد دخولهما‬           ‫كانوا في أعماق الغابة عندما‬
                                   ‫من الأبواب العظيمة‪ ،‬تمزق‬
  ‫لأنني كن ُت ك َّل هؤلاء‪ ،‬وأنا‬                                         ‫رأت الصبي الصغير يقف‬
‫أعر ُفك كأجدر وأجمل ابنة في‬           ‫الهواء بصرخات ثاقبة‪،‬‬                       ‫بجانب الطريق‪.‬‬
                                      ‫وركضت مانيارا بعنف‬
 ‫الأرض‪ .‬سيسع ُدني ج ًّدا أن‬      ‫خارج غرفة في وسط القصر‪.‬‬               ‫فقالت‪ُ « :‬مفترض أن تكون‬
           ‫تكوني زوجتي»‪.‬‬          ‫وعندما رأت نياشا‪ ،‬سقطت‬             ‫جائ ًعا»‪ ،‬وناولته ثمرة بطاطا‬
                                                                      ‫كانت قد أحضرتها لغدائها‪.‬‬
  ‫وهكذا‪ ،‬كان ذلك‪ ،‬منذ زم ٍن‬                ‫عليها وهي تبكي‪.‬‬
     ‫بعي ٍد‪ ،‬وافقت نياشا على‬     ‫بكت مانيارا بشكل هستيري‪:‬‬                  ‫ابتسم الصبي واختفى‬
                                 ‫«لا تذهبي إلى الملك‪ ،‬يا أختي‪.‬‬            ‫بهدوء كما كان قد جاء‪.‬‬
  ‫الزواج‪ .‬وأخذت والدة الملك‬                                          ‫وفي وقت لاحق‪ ،‬عندما كانوا‬
  ‫وأخواته نياشا إلى منزلهن‪،‬‬           ‫أوه‪ ،‬من فضلك‪ ،‬أبي‪ ،‬لا‬              ‫يقتربون من المكان الذي‬
‫وبدأت الاستعدادات للزفاف‪.‬‬           ‫تدعها تذهب! هناك وح ٌش‬            ‫يتقاطع فيه طريقان‪ ،‬ظهرت‬
                                                                        ‫المرأة العجوز وأشارت في‬
    ‫واختار أفضل النساجين‬              ‫عظي ٌم‪ ،‬ثعبا ٌن ذو خمس‬            ‫صمت إلى الطريق المؤدية‬
  ‫في الأرض أفضل ما لديهم‬           ‫رؤوس! قال إنه يعرف كل‬               ‫إلى المدينة‪ .‬فشكرتها نياشا‬
   ‫من قماش لملابس زفافها‪.‬‬                                            ‫وأعطتها حقيبة صغيرة مليئة‬
   ‫وتمت دعوة القرويين من‬              ‫عيوبي وأنني لم أعجبه‪.‬‬
 ‫جميع أنحاء المنطقة لحضور‬           ‫كاد يبلعني حية لولا أنني‬                 ‫ببذور عباد الشمس‪.‬‬
                                   ‫ركضت‪ .‬أوه‪ ،‬يا أختي‪ ،‬من‬                  ‫كانت الشمس عالية في‬
    ‫الاحتفال‪ ،‬وأقيمت وليمة‬         ‫فضلك لا تذهبي داخل ذلك‬             ‫السماء عندما جاء الحفل إلى‬
  ‫عظيمة‪ .‬أعدت نياشا الخبز‬                                               ‫بستان الأشجار الشاهقة‪.‬‬
   ‫لوليمة الزفاف من الدخن‬                            ‫المكان»‪.‬‬        ‫وبدت أغصانها العليا تنحني‬
    ‫(الذرة البيضاء) الذي تم‬          ‫لقد أخاف نياشا أن ترى‬            ‫أمام نياشا وهي تمر تحتها‪.‬‬
                                 ‫أختها مضطربة للغاية‪ .‬لكنها‬          ‫وأخي ًرا‪ ،‬أعلن شخص ما أنهم‬
        ‫إحضاره من قريتها‪.‬‬          ‫تركت أباها لتعزية مانيارا‪،‬‬              ‫اقتربوا من مقصدهم‪.‬‬
‫أعلن موفارو لكل من يسمعه‬          ‫وشقت طري َقها بشجاعة إلى‬               ‫ركضت نياشا إلى الأمام‬
 ‫أنه أسعد أ ٍب في كل الأرض‪،‬‬                                               ‫وتص َّدرت الصعود قبل‬
                                        ‫الغرفة وفتحت الباب‪.‬‬               ‫أن يتمكن الآخرون من‬
      ‫لأنه أُنعم عليه بابنتين‬    ‫وعلى كرسي الرئيس العظيم‪،‬‬             ‫اللحاق بها‪ .‬ووقفت مذهولة‬
 ‫جميلتين وجديرتين‪ :‬نياشا‪،‬‬                                               ‫من أول رؤية لها للمدينة‪.‬‬
                                     ‫كان يرق ُد ثعبا ُن الحديق ِة‬         ‫فنادت‪« :‬أوه‪ ،‬يا أبي‪ .‬إن‬
   ‫الملكة؛ ومانيارا‪ ،‬خادمة في‬        ‫الصغير‪ .‬ضحكت نياشا‬                ‫رو ًحا عظيمة يجب أن تقف‬
                ‫منزلِ الملكة‬                                          ‫للحراسة هنا! انظر فقط إلى‬
                ‫‪-------‬‬                       ‫بارتيا ٍح وفر ٍح‪.‬‬       ‫ما يكمن أمامنا‪ .‬لم أحلم قط‬
                                       ‫وتعجبت‪« :‬يا صديقي‬                ‫طوال حياتي أنه يمكن أن‬
    ‫المصدر الأصلي المترجم‬            ‫الصغير‪ .‬كم ُيسع ُدني أن‬
                      ‫عنه‪:‬‬          ‫أراك‪ ،‬لكن لماذا أن َت هنا؟»‪.‬‬
                                    ‫فأجاب نيوكا‪« :‬أنا الملك»‪.‬‬
 ‫‪John STEPTOE, Mufa-‬‬                ‫وهناك‪ ،‬أمام عيني نياشا‪،‬‬
  ‫‪ro’s Beautiful Daugh-‬‬             ‫غيَّر ثعبا ُن الحديق ِة شك َله‪.‬‬
                                   ‫«أنا الملك‪ .‬أنا أي ًضا الصبي‬
    ‫‪ters, New York, Lo-‬‬
  ‫‪throp, Lee & Shepard‬‬
‫‪Books, 1987, 32 pages‬‬
   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228