Page 7 - m
P. 7

‫افتتاحية ‪5‬‬

   ‫كما وردت في سفر العدد (‪ )6 :24‬كالآتي‪:‬‬                                      ‫في (جنة عدن)‪ ،‬وهي جنة خاصة في العقيدة‬
   ‫«كأودية ممتدة كجنات على نهر كشجرات‬                                         ‫اليهودية غير الجنة التي فيها الرب والملائكة‪،‬‬
   ‫عود غرسها الرب كأرزات على مياه”‪ ،‬وفي‬
 ‫الآية التي تسبقها (‪ )5 :24‬يقول «ما أحسن‬                                         ‫وقد تعرضت لهذا الموضوع بالتفصيل في‬
    ‫خيامك يا يعقوب‪ ،‬مساكنك يا إسرائيل!”‪،‬‬                                                ‫الفصل الخاص بخلق آدم وحواء‪.‬‬
   ‫أي أن النص يصف خيام يعقوب ومساكن‬
 ‫إسرائيل كأنها الجنة‪ ،‬ولا يتحدث عن الجنة‬                                        ‫‪ -2‬ثماني مرات في الإصحاح الثالث (آيات‬
                                                                               ‫‪ ،)24 ،23 ،10 ،8 ،3 ،2 ،1‬هي على التوالي‪:‬‬
                   ‫نفسها كمكافأة للمتقين‪.‬‬                                       ‫«وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية‬
   ‫الكلمة العبرية التي تم ترجمتها إلى (جنة)‬                                   ‫التي عملها الرب الإله فقالت للمرأة أح ًّقا قال‬
   ‫باللغة العربية‪ ،‬هي ( ַּגן)‪ ،‬وتأتي مضافة إلى‬
                                                                                 ‫الله لا تأكلا من كل شجر الجنة‪ /‬فقالت‬
      ‫كلمة أخرى ( ְ ּב ַגן־ ֵע ֶדן)‪ ،‬أي (جنة عدن)‬                             ‫المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل‪ /‬وأما‬
     ‫وهي الحديقة الإلهية التي ُخلق فيها آدم‬
 ‫وسكنها حتى تم إخراجه منها‪ ،‬وإنما ترجمت‬                                        ‫ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله‬
    ‫إلى (جنة) في العربية بفعل الثقافة العربية‬                                  ‫لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا‪ /‬وسمعا‬
     ‫الإسلامية التي ترجمت كلمة (ألوهيم أو‬                                    ‫صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب‬
   ‫يهوه) إلى (الله) كما ينطق العرب المسلمون‬
     ‫اسم الخالق‪ .‬ومثال ذلك ما ورد في سفر‬                                          ‫ريح النهار فاختبأ آدم وامراته من وجه‬
  ‫الخروج الإصحاح الثاني الآية (‪« :)15‬واخذ‬                                         ‫الرب الإله في وسط شجر الجنة‪ /‬فقال‬
 ‫الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليع َم َل َها‬                               ‫سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريا ٌن‬
  ‫ويحفظها”‪ ،‬ونصها في العبرية “ ַו ִיּ ַּקח ְיה ָוה‬                            ‫فاختبأت‪ /‬فأخرجه الرب الإله من جنة عدن‬
                                                                             ‫ليعمل الأرض التي أخذ منها‪ /‬فطرد الإنسان‬
  ‫ֱאֹל ִהים ֶאת ָֽה ָא ָדם ַו ַיּ ִנּ ֵחהּו ְ ּב ַגן־ ֵע ֶדן ְל ָע ְב ָ֖דּה‬      ‫وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب‬
 ‫ּו ְל ָׁש ְמ ָֽרּה”‪ַּ ( ،‬גן = حديقة أو روضة و ְיה ָוה =‬                     ‫سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة”‪..‬‬
                                                                             ‫وكلها ‪-‬كما هو واضح‪ ،‬وكما ذكرت في فصل‬
                                   ‫يهوه)‪.‬‬                                    ‫سابق‪ -‬تخص عصيان آدم وحواء بالأكل من‬
   ‫الجنة ‪-‬إذن‪ -‬كمكافأة للمؤمنين الصالحين‬                                           ‫الشجرة المحرمة وإخراجهما من الجنة‪.‬‬
                                                                             ‫‪ -3‬مرة واحدة في الإصحاح الثالث عشر الآية‬
       ‫بعد موتهم ليست موجودة في التوراة‬                                         ‫(‪ )10‬ونصها‪« :‬فرفع لوط عينيه ورأى كل‬
   ‫بأسفارها الخمسة‪ ،‬وإنما تتحدث عن (جنة‬                                        ‫دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما أخرب‬
‫الخلق) إن جاز التعبير‪ ،‬ومسألة المغفرة وردت‬                                      ‫الرب سدوم وعمورة كجنة الرب كأرض‬
    ‫‪-‬فقط‪ -‬في سفر الخروج الإصحاح (‪)32‬‬                                              ‫مصر حينما تجيء إلى صوغر”‪ ،‬وهي لا‬
    ‫الآيتين (‪ 31‬و‪ ،)32‬وهي تتحدث عن طلب‬                                       ‫تتحدث عن (الجنة) نفسها‪ ،‬وإنما عن الأردن‬
    ‫موسى من (يهوه) أن يغفر لبني إسرائيل‬                                        ‫التي (مثل الجنة)‪ ،‬وسياقها أن إبرام ولوط‬
   ‫الذين أخرجهم من مصر بعد أن صنع لهم‬                                           ‫كانا صديقين وغنيين ج ًّدا‪ ،‬كل منهما يملك‬
 ‫هارون إل ًها يعبدوه عبارة عن عج ٍل ذهب ٍّي في‬                                 ‫أغنا ًما ومواشي مختلفة كثيرة‪ ،‬ولكل منهما‬
 ‫فترة غياب موسى‪ ،‬ونصهما‪“ :‬فرجع موسى‬                                            ‫رعاة‪ ،‬وقد اختلف هؤلاء الرعاة وتشاجروا‪،‬‬
    ‫إلى الرب‪ ،‬وقال‪“ :‬آه‪ ،‬قد أخطأ هذا الشعب‬                                       ‫فقال إبرام للوط إنه لا يريد أن يتخاصما‬
                                                                                 ‫بسبب تخاصم رعاتهما‪ ،‬وإن أرض الرب‬
     ‫خطية عظيمة وصنعوا لأنفسهم آلهة من‬                                          ‫واسعة‪ ،‬وعليه أن يختار وجهته‪ ،‬فإن ذهب‬
‫ذهب‪ /.‬والآن إن غفرت خطيتهم‪ ،‬وإلا فام ُحني‬                                      ‫يمينًا سيذهب إبرام يسا ًرا‪ ..‬والعكس‪ ،‬فنظر‬
                                                                                ‫لوط حوله واختار الأردن لأنها مثل (جنة‬
                    ‫من كتابك الذي كتبت”‪.‬‬                                          ‫الرب)‪ ،‬يقصد أن بها أشجا ًرا وبساتين‪.‬‬
   ‫قبل أن أغادر هذه النقطة‪ ،‬أريد أن ألفت إلى‬

                                 ‫ملمحين‪:‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12