Page 9 - m
P. 9
7 افتتاحية
محمد علي الشنقيطي هنا يلوم موسى الرب «لماذا
يا رب يحمى غضبك على
شعبك؟» ثم يتحدث إليه
بصيغة الأمر «ارجع عن
حمو غضبك ،واندم على
الشر بشعبك” ،يقول للرب
(ارجع ،اندم!) ويصف
ما نوى فعله بـ”الشر”
والغريب أن (الرب) (ندم
على “الشر”!!) “فندم الرب
على الشر الذي قال إنه يفعله
بشعبه”! ليس هذا فقط،
بل إن موسى يح ِّدث الرب
بصيغة التهديد «إن غفرت
خطيتهم ،وإلا فامحني من
عصام الروبي باسم عبد الله كتابك” ،إما أن تغفر لهم أن
تمحني!
اليونانية (الكوينيه اليونانية) ،تترجم إلى هذا الاستشهاد يوضح كيف كانت صورة
« .”Βασιλεία τῶν οὐρανῶνأما في الرب (الإله) في اليهودية ،وكيف تطورت إلى
اللغة الإنجليزية ،فإنها تترجم إلى “Kingdom
أن وصلت للصورة التي عليها صورة الله
”of Heavenأو “”Kingdom of God عند المسلمين في القرآن ،وهي صورة مختلفة
مملكة السماء أو مملكة الرب. تما ًما ،فيها تقديس وعلو أكبر كثي ًرا وخوف
ورد هذا التعبير بصورتيه كثي ًرا في الأناجيل وتفان في الإرضاء.
الأربعة ،تقترب من ( )80مرة ،ومثالها ما
ورد في إنجيل متى« :توبوا ،لأنه قد اقترب الجنة في الأناجيل الأربعة
ملكوت السماوات» (مت ،)2 :3يقول اﻷب كما بينت أن كلمة (جنة) لم تذكر في التوراة
أنطوان ملكي في مقاله بمجلة (التراث وإنما ُذكرت (حديقة) :حديقة عدن أو حديقة
الأرثوذكسي)( )1إنها “أول عظة قالها السيد يهوه ،وأن ترجمتها إلى (جنة) في اللغة العربية
مثل ترجمة يهوه إلى الله ،هي من قبيل ذكر للشعب ،من بعد معموديته ،ومعناها :أي لا
اللفظ الذي يعرفه العرب للتقريب ..فإن كلمة تنوحوا ،لا تبكوا ،بل غيروا أنفسكم وطريقة
(جنة) لم تذكر في الأناجيل الأربعة المعتمدة تفكيركم وحياتكم ،فالمعتاد على عدم الصوم
فليصم ،والمعتاد على الكفر فليكف عنه،
كذلك -مع التأكيد على أن الأناجيل ليست
والمعتاد على الكذب فليتمسك بالصدق ،عندها
تكون التوبة قد بدأت والقلب يتسع لسكنى كت ُب الله وإنما كت ٌب كتبها تلاميذ ورسل
يسوع بعد وفاته بسنوات ،-وإنما ذكرت
تعبير (ملكوت السماء) أو (ملكوت الرب) أو المسيح ويصير مفي ًضا للنور فيتم الخلاص”.
لكنه لا يقول إن التوبة تدخل التائب الجنة.
(مملكة) بدل ملكوت حسب الترجمة.
كما أن النص نفسه (ربما) لا يعني أن ملكوت كلمة «ملكوت السماء» باللغة العبرية هي
ملخوت ساميم “ ַמ ְלכּות ַה ָּׁש ַמ ִים" .في اللغة السماء هو الجنة ،لأنه ليس معقو ًل أن يقول