Page 10 - m
P. 10

‫العـدد ‪60‬‬                                        ‫‪8‬‬

                                               ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

     ‫باط ًل يكون مستوجب الحكم‪ ،‬ومن قال‬           ‫«توبوا فقد اقتربت الجنة»‪ ،‬وإنما الأقرب أن‬
    ‫لأخيه‪ :‬ر ًّقا‪ ،‬يكون مستوجب المجمع‪ ،‬ومن‬       ‫يقول «توبوا فقد اقتربت الساعة»‪ ،‬والساعة‬
  ‫قال‪ :‬يا أحمق‪ ،‬يكون مستوجب نار جهنم”‬
                                                             ‫طب ًعا لم تقترب منذ ألفي عام!‬
                           ‫(مت‪.)22 :5 :‬‬               ‫الإصحاح الخامس في إنجيل متى أكثر‬
     ‫‪ -2‬أن دخول ملكوت السماء‪ ،‬أو ملكوت‬             ‫وضو ًحا في كون «ملكوت السماء» مكافأة‬
     ‫الرب‪ ،‬ليس متساو ًيا عند الجميع‪ ،‬فهناك‬       ‫للمؤمنين المخلصين‪ ،‬بل ويشير إلى درجات‬
    ‫درجات مثل الدرجات التي ذكرها القرآن‬        ‫الملكوت‪ ،‬فل َّما رأى يسوع الجموع صعد الجبل‬
      ‫في الإسلام ‪-‬وسآتي لها لاح ًقا‪ ،-‬يقول‬       ‫وتقدم إليه تلاميذه وقال‪« :‬طوبى للمساكين‬
  ‫«فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى‬               ‫بالروح‪ ،‬لأن لهم ملكوت السماوات‪ .‬طوبى‬
  ‫وعلَّم الناس هكذا‪ ،‬يدعى أصغر في ملكوت‬        ‫للحزانى‪ ،‬لأنهم يتعزون‪ .‬طوبى للودعاء‪ ،‬لأنهم‬
 ‫السماوات‪ .‬وأما من ع َم َل وعلَّم‪ ،‬فهذا ُيدعى‬    ‫يرثون الأرض‪ .‬طوبى للجياع والعطاش إلى‬
   ‫عظي ًما في ملكوت السماوات”‪ ،‬أي أن من‬          ‫البر‪ ،‬لأنهم يشبعون‪ .‬طوبى للرحماء‪ ،‬لأنهم‬
‫علم الوصايا للناس ولم يعمل بها هو سيدعى‬        ‫يرحمون‪ .‬طوبى لأنقياء القلب‪ ،‬لأنهم يعاينون‬
     ‫(أصغر)‪ ،‬ومن عمل بها وعلمها سيدعى‬            ‫الله‪ .‬طوبى لصانعي السلام‪ ،‬لأنهم أبناء الله‬
 ‫(عظي ًما)‪ .‬صحيح أن الفرق في المعاملة بينهما‬    ‫يد َع ْون‪ .‬طوبى للمطرودين من أجل البر‪ ،‬لأن‬
     ‫في (الملكوت) ليست مذكورة‪ ،‬لكن يمكن‬
                                                                 ‫لهم ملكوت السماوات”‪.‬‬
             ‫استنتاج أنهما ليسا متساويين‪.‬‬           ‫ينصح السيد المسيح أتباعه بأن يفرحوا‬
    ‫ولكي نعرف (حجم) الأصغر والأعظم في‬                 ‫ويضيئوا الحياة إلى أن يصل إلى قوله‪:‬‬
    ‫(ملكوت السماء) فإن يسوع يبين ذلك في‬           ‫«فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى‬
‫إنجيل متى (مت ‪“ :)11 :11‬الحق أقول لكم‪ :‬لم‬        ‫وعلَّم الناس هكذا‪ ،‬يدعى أصغر في ملكوت‬
‫يقم بين المو ُلودين من النساء أعظم من يوحنا‬     ‫السماوات‪ .‬وأما من عمل وعلم‪ ،‬فهذا يدعى‬
‫المعمدان‪ ،‬ولكن الأصغر في ملكوت السماوات‬        ‫عظيما في ملكوت السماوات‪ ،‬فإني أقول لكم‪:‬‬
                                                 ‫إنكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين‬

                                                            ‫لن تدخلوا ملكوت السماوات”‪.‬‬
                                                    ‫وباستقراء هذا النص نتوقف أمام ثلاثة‬

                                                                                 ‫ملامح‪:‬‬
                                                     ‫‪ -1‬بالرغم من أن السيد المسيح يختص‬
                                                   ‫(المساكين بالروح) و(المطرودين من أجل‬
                                                      ‫البر) بأن لهم (ملكوت السماء)‪ ،‬مقابل‬
                                                     ‫مكافآت أخرى لفئات أخرى‪ :‬الحزانى‪/‬‬
                                                   ‫يتعزون‪ ،‬الودعاء‪ /‬يرثون الأرض‪ ،‬الجياع‬
                                                   ‫والعطاش‪ /‬يشبعون‪ ،‬الرحماء‪ /‬يرحمون‪،‬‬
                                                ‫أنقياء القلب‪ /‬يعاينون الله‪ ،‬صانعو السلام‪/‬‬
                                                ‫أبناء الله يد َع ْون‪ .‬بالرغم من هذه التفرقة غير‬
                                                  ‫المفهومة‪ ،‬فإن النص هنا يشير إلى مكافآت‬
                                                   ‫بعد الموت‪ ،‬وما يؤكد ذلك أننا لو أكملنا في‬
                                                 ‫نفس الإصحاح سنجده يذكر (النار) كعقاب‬
                                                      ‫‪-‬وموضوع النار هو موضوع الفصل‬
                                                ‫القادم‪ ،-‬يقول‪“ :‬إن كل من يغضب على أخيه‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15