Page 87 - m
P. 87

‫‪85‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر‬

                                                                        ‫هاني عويد‬

                                                         ‫أكلتني الصحراء‬

                           ‫رغم أن الكلا َم صنعتي‬                   ‫أكلتني الصحرا ُء يا أمي‪..‬‬
          ‫الكلام فرق التوقيت بين ساعتي الرملية‪،‬‬            ‫الصحراء التي يصنعونها ك َّل يوم‬

                              ‫وشعا ِع الأبد المد َبب‬              ‫مثل َما أكل ْت الجي َل السابق‪،‬‬
                                   ‫تعر ُف الريح‪..‬‬                       ‫والجيل الذي سبقه‬

      ‫كم من صحراء عبأت رمالها في الجهة المقابلة‪،‬‬                      ‫الصحراء بنت الكلب‪..‬‬
                                 ‫َذرتها في العيون‬                                  ‫الجافة‪،‬‬

                    ‫أصبح َنا َنتح َّسس َكفا َف اليوم‪،‬‬           ‫الحافلة بالثعابين والعقارب‪،‬‬
                 ‫الليل والنهار صنوان في الصحراء‬                ‫ورؤوس الإقطاع بجل ٍد ُملو ٍن‪.‬‬

                             ‫اللي ُل بفجيع ِة الوحد ِة‬                   ‫أكلتني الصحراء‪..‬‬
                   ‫والنها ُر بأشبا ِح الغرب ِة المطلوقة‬          ‫ك ْم مر ًة َستأكلني الصحراء‬
                                                               ‫ونخر ُج قانعي َن أو َساخطين!‬
                             ‫الرم ُل حكم ٌة متأخرة‬
‫الرم ُل زجا ٌج مؤج ٌل كي َترى بوضوح بقا َيا إنسانيتنا‬                             ‫لا فرق‪..‬‬
                                                         ‫فالصحرا ُء َتعرف َنصيب َها ِمن الدماء‬
          ‫وأرقا َمنا التي وقعت َفجأ ًة من السجلات!‬
                                                                       ‫ومن الحري ِة المدفون ِة‬
                             ‫الرمل لحا ُف الصمت‬                               ‫والبقا ِء الحار‬
                                 ‫َمعضمة الزمن‪..‬‬
                                                                         ‫الصحرا ُء تمشي‪..‬‬
                     ‫حينما يبقى الزمن على الحياد‬                        ‫ها هي َتجري بيننا‬
                          ‫في انتظار النفخ ِة الأولى‬
                                   ‫وطي السماء‪.‬‬                                     ‫أعرفها‪،‬‬
                                                                 ‫لم أستطع مناداتها باسمها!‬

                                                                              ‫لم أنبذ بكلمة‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92